‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة البيئة والتنوع المناخي في اليمن تغير المناخ والبيئة في اليمن، التحديات في ظل الغياب الرسمي والمجتمعي

تغير المناخ والبيئة في اليمن، التحديات في ظل الغياب الرسمي والمجتمعي

صوت الأمل – أحمد سعيد الوحش

يعدُّ اليمن من بين أكثر البلدان العربية تأثرًا بالتغيرات المناخية ناهيك مما يواجهه من تحديات بيئية كبيرة فقد أدَّت التغيرات المناخية والبيئية إلى حدوث كثير من الفيضانات في البحر العربي، بالإضافة إلى موجات السيول والجفاف التي يتكرر حدوثها، حيث يؤثر تغير المناخ في إمدادات المياه الشحيحة به بالفعل، ويجعلها أكثر ندرة وتخضع مراكز المدن الحضرية في اليمن لضغوط شديدة في مجال المياه؛ بسبب ارتفاع الكثافة السكانية، كما تتعرض سبل كسب الرزق لسكان الريف بأعدادهم الكبيرة للخطر، وهم يعتمدون اعتمادًاً كبيرًاً على الزراعة التقليدية التي تهددها فيضانات السيول التي تؤدي إلى انجراف تربة الأراضي الزراعية بالأودية الرئيسة والمزارع مما ينتج تغيرات في البيئة الزراعية وتدني المحاصيل الزراعية وانتشار الأمراض الناتجة عن المستنقعات المائية.

وفي ضوء التحديات الناشئة عن تغير المناخ، اُختير اليمن ضمن تسعة بلدان حول العالم للمشاركة في البرنامج التجريبي المعني بالمرونة إزاء المناخ التابع للبنك الدولي. ويهدف هذا البرنامج الذي يحظى بدعم من صندوقيّ الاستثمار في الأنشطة المناخية إلى مساعدة الدول في إدارة المخاطر والفرص الناشئة عن تقلب المناخ وتغيره،الذي يؤثر في الوضع البيئي، مع مراعاة تلك الأكثر عرضه لهذه المخاطر.

وقد كان اليمن يضع القضايا البيئية والمناخية على سلم أولوياته وإدراجها ضمن التحديات المتعددة التي تواجهه في كل مشروعات التنمية واتخاذ إجراءات حيث إن البيئة وتغير المناخ لا ينفصمان عن بعضهما فكل منهما يتطلب سياسات شاملة كما يتشاركان الهدف نفسه المتمثل في تعزيز آلية التعامل مع البيئة والمناخ تعاملًا مسؤولًا ، بموجبه عمل اليمن على إنجاز العديد من القوانين والتشريعات الخاصة بالتعاطي مع التغيرات المناخية والبيئية  نظرًا لمخاطر التغيرات المناخية لأنها تؤثر  في صحة البيئة المحيطة. وبسبب الصراع في اليمن وطول مدته أدى إلى إهمال الاهتمام بقضايا البيئة والتغيرات المناخية، حيث من المحتمل أن ترتفع وتيرة حدوث الكوارث الطبيعية كالجفاف والفيضانات وغيرها، التي قد تهدد سلامة وصحة الإنسان تهديدًا مباشرًا وغير مباشر، حيث أوضحت عدد من الهيئات الدولية أن للتغيرات المناخية آثارًا صحية محتملة على الإنسان، من ضمنها انتشار الأمراض المنقولة بالنواقل، وعدد من الأمراض المعدية، والأمراض المنتقلة عن طريق تناول الماء، أو الغذاء الملوث، وقد تؤثر في صحة الأشخاص الذين يعانون الأمراض المزمنة كمرضى القلب والربو مثلًا، وتفاقم الحالة الصحية لهم بسبب تغير واضطراب في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة، واتجاه الرياح، ومنسوب تساقط الأمطار لكل منطقة من مناطق الأرض بغير المواسم المحددة لها، وهناك بعض المسببات للتغيرات المناخية كوجود غطاء طبيعي من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي يبقي كوكب الأرض دافئًا بدرجة تكفي للحياة، كما نعرفها، ولكن انبعاث غازات الاحتباس الحراري التي تسبب فيها الإنسان جعلت الغطاء أكثر سُمكًا، بحيث يختزن السخونة ويؤدي إلى احترار عالمي.

وتعدُّ أنواع الوقود الأحفوري أكبر مصدر منفرد لغازات الاحتباس الحراري التي تنجم عن الإنسان، إلى جانب قطع وإزالة معظم أشجار الغابات الاستوائية والمحميات الطبيعية بطريقة جائرة نتجت التصحر وانبعاث ثاني أكسيد الكربون، كما أن حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي يطلق بلايين الأطنان من الكربون كل عام، فضلًا عن كميات كبيرة من الميثان وأكسيد النتروز، وفي الوقت ذاته ينبعث الميثان بكمية هائلة من مخلفات الثروة الحيوانية،  ومن مزارع الأرز ومدافن النفايات، وينتج أكسيد النتروز عن استخدام الأسمدة، ولذلك إذا حصل تجاهل لمشكلات وتحديات المتغيرات المناخية والبيئية  ستكون هناك العديد من العواقب المترتبة التي سوف تؤثر في حياة كثير من المجتمعات الفقيرة وستكون هي الأكثر تعرضًا لتأثيرات تغير المناخ بسبب ضعف البنية التحتية لمواجهة أضرار تغير المناخ والبيئة، ومن المتوقع أن يرتفع متوسط سطح بحار العالم بين( 28 و58 ) سنتيمترًا، نتيجة اتساع المحيطات وذوبان الأنهار الجليدية، وستحدث موجات ارتفاع في درجات الحرارة أكبر، وسيزداد الجفاف سوءًا في بعض المناطق، وستزداد شدة الهطول في مناطق أخرى مع ارتفاع درجات الحرارة، وتزايد المخاطر في جميع مناطق العالم، وينتج مزيدًا من هطول الأمطار على شكل زخات أمطار غزيرة. ويؤدي أيضًا إلى تسارع التبخر.

 وهذا قد يؤدي إلى انخفاض في كمية ونوعية إمدادات المياه العذبة في جميع المناطق الرئيسة ،ومن المرجح أن تتغير أنماط الرياح ومسارات العواصف، ومن المتوقع أن تزيد كثافة الأعاصير المدارية مع بلوغ سرعات الريح مع هطول الأمطار بغزارة أكبر وهذا سيؤدي إلى ارتفاع مستويات البحر نتيجة اتساع المحيطات وذوبان الأنهار الجليدية، ما قد يؤدي إلى زيادة الفيضانات والتآكل في شواطئ البحار، إلى جانب ذلك التهديدات للتنوع الأحيائي والحياة البرية تعرضها للوفاة والانقراض وإصابة المجتمعات القريبة من سواحل البحار الأكثر قابلية للتأثر بسبب قلة ما لديها من موارد يمكن استثمارها في منع تأثيرات تغير المناخ والتخفيف منها، ومن بين بعض أشد الناس تعرضًا للخطر المزارعون، والسكان الساحليون، كما أن الجزر وسكانها أكثر تعرضًا لخطر الفيضانات وارتفاع منسوب مياه سطح البحار.

وهناك بعض الحلول لتقليل التغيرات المناخية والتأثيرات البيئية  منها: رفع الوعي البيئي لأفراد المجتمع كافة، وتقليل  الملوثات قبل أن تنتشر في الغلاف الجوي، وتقليص اعتمادنا على النفط كمصدر أساس للطاقة،واستغلال مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ومساعدة البلدان النامية على التقدم على مسار خفض انبعاثات الملوثات، وابتكار مصانع وآلات ومبيدات وأسمدة صديقة للبيئة، وحماية البحار من ملوثات البيئة مثل تسرب النفط أو المواد السامة التي تقضي على الحياة البحرية.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. ازدياد نسبة التلوث في البيئة بنسبة 89 %

صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع رأي عام أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر …