أساليب نفسية في فن التعامل مع ذوي الإعاقة
صوت الأمل – رجاء مكرد
أن تفقد عضوًا من جسمك أو تتعطل حركته فهذا شعور صعبٌ، إذ يتولد لدى الشخص إحساس بالحرمان قد يولد الكراهية أو إحساس بالعجز بداخله إذا لم يُتدارك هذا الأمر.
لذا باتت تلبية الاحتياجات النفسية لذوي الإعاقة ضرورة تستدعي من الجميع الانتباه لها في أثناء التعامل معهم، خصوصًا إذا كانوا أطفالًا؛ لجعلهم أكثر ثقة وتعايشًا مع أقرانهم.
«صوت الأمل» كان لها حديث مع الأخصائية النفسية خولة مطهر، للتعريف بفن التعامل مع المعاقين، كل معاق حسب نوع إعاقته، مع التركيز على الأطفال الذين هم بحاجة للاندماج مع أقرانهم من دون الشعور بالحرج أو العجز.
التعامل فن
عند بداية الحوار مع الأخصائية خولة عن فن التعامل مع ذوي القدرات الخاصة، أشارت إلى المعنى الاصطلاحي لذوي الإعاقة بقولها: هم الأشخاص المصابون بحالة معينة أو مرض يسبب لهم إحساسًا بالصعوبة في فعل العديد من الأمور التي يقوم بها الناس من حولهم.
مضيفة، أنه على اختلاف مسميات أصحاب الإعاقة ــ ذوي الإعاقة أو ذوي الاحتياجات الخاصةــ لابد أن يكون مقدمو الرعاية على فهم بحالة المعاق، ولابد أن يحظى (ذوو الهمم) بمعلمين مختصين لديهم الدراية الكافية بكيفية التعامل. فذوو الإعاقة هم عبارة عن فئة من الأطفال أو الشباب بحاجة إلى اهتمام خاص لأمور واحتياجات متعددة تختلف عن تلك التي يحتاج إليها الأشخاص الأصحاء.
آداب مع الكبار من ذوي الإعاقة
وعن كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة من كبار السن قالت مطهر: إنه لابد من رسم الابتسامة في أثناء التعامل معهم، كما يجب أن نتجنب التحديق أو إظهار أي رد فعل عند رؤية أي شخص معاق حركيًّا أو أي نوع من أنواع الإعاقة، لتجنب إحراجه أو جرحه.
لكن عند سؤالنا لـ خولة بـ «ماذا لو أردنا مساعدة الشخص من ذوي الإعاقة فئة كبار السن؟» ردت مطهر بأنه يجب أن يُسْأل ذوو القدرات الخاصة في حال حاجاتهم إلى المساعدة، أيضًا يجب أن نتجنب أخذ زمام المبادرة، ويفترض أن تُقدم الخدمة لهم من دون علمهم حتى لا يشعرون بالشفقة والعطف عليهم.
إيجابية الطرح
بخصوص نوعية الخطاب الذي ينبغي أن يكون مع ذوي الإعاقة، تقول الأخصائية النفسية خولة: «لابد من التحدث مع ذوي الإعاقة إيجابيًّا وأن نبتعد تمامًا عن التذمر أو التحدث عن جميع المشكلات الخاصة».
مستأنفة: «إنه إذا كان الشخص من ذوي الإعاقات السمعية، فلابد من أن نربِّت عليه وهذا بهدف لفت انتباهه، ونتحدث إليه ببطءٍ وتمهل وبواضح، وفي حال كان من الأشخاص المقعدين، فلابد من الجلوس معه والتحدث إليه؛ حتى يكون المتحدث على مستوى الشخص المقعد».
وعن كيفية التعامل والحديث مع الأشخاص ذوي الإعاقات البصرية، تقول الأخصائية مطهر: إنه من الأفضل أن نلمس يده، وهذا حتى يعرف أنه يوجد هناك من يتحدث معه، ومن الأفضل أن نصف المكان الذي يوجد فيه ونذكر أسماء جميع الأشخاص الموجودين في ذات المكان، حتى يستطيع أن يتعرف عليهم بسهولة، ولا يكون هناك ملل من الجلوس أو الحديث.
المراهقون والأطفال
تقول الأخصائية خولة: “إن الاضطرابات النفسية جرَّاء الإعاقة، ــ على سبيل المثال الحركيةـ يكون لها تأثير مختلف في المصاب تبعًا لسنه أو نوع جنسه، فقصر الرجل لدى الأنثى يكون أشد تأثيرًا من الرجُل، أيضًا الطفل المعاق تقبله لفكرة الإعاقة تختلف عن تقبل الشخص الكبير”.
وعن فن وآداب التعامل مع ذوي الإعاقة من المراهقين والصغار، تؤكد مطهر أنه علينا ألَّا نخاف من الأطفال ذوي القدرات الخاصة؛ لأن وجود إعاقة ما لديهم لا تعني أن هذا الأمر مخيف، وينبغي التعامل معهم بطريقة طبيعية، لأن بعض الأطفال والمراهقين من ذوي الإعاقة عندهم شعور بعدم الثقة بأنفسهم نتيجة لإعاقتهم؛ لذلك لابد من التعامل معهم دون تكلف.
مردفة: «أن طريقة التحدث مع الأطفال ذوي القدرات الخاصة تكون مشابهة للأسلوب الذي نتحدث به مع أي طفل طبيعي آخر، وتكون من دون استعمال أي تعبيرات طفولية أو نبرة صوت قد تكون غير مناسبة معهم، خصوصًا إذا كانوا بعمر أكبر من خمس سنوات ولم يتمكنوا من الوقوف».
كما أشارت الأخصائية خولة إلى ضرورة التعرف على جميع نقاط القوة عند الأطفال من ذوي الإعاقة، وتشجيعهم على إيضاح جميع مواهبهم والإشادة بها، مع مراعاة أنه إذا كانوا محاطين بأطفال أصحاء ينبغي التعامل معهم بالطريقة نفسها التي يُتعامل بها مع الأصحاء، ومحاولة دمجهم بتعايش وقبول.
التقبُل بالدمج
عن أهمية دمج ذوي الإعاقة مع أقرانهم الأصحاء وكيفية التعامل معهم، قالت: «لابد من توفير المجال أمام ذوي الإعاقة بهدف مساعدتهم، مثلًا في التعليم إذا شعرت أن الطفل بحاجة إلى العاطفة احتضنه، كما يجب تقديم المساعدة في حال احتياج أحدهم إلى مساعدة في حل الواجبات المدرسية».
مضيفة: «أنه في أثناء الاختبارات لابد من الاهتمام بهم وبطريقة أدائهم الامتحانات مع الأخرين، والاستماع إلى أسئلتهم أو استفساراتهم دائمًا».
وتؤكد مطهر، أنه قد يصعب على المعلم تحديد الحالة التي يُعاني منها الطفل أو المراهق، أو قد تكون هناك مسببات أخرى لاضطرابه النفسي، وهنا يجب التعرف على نوع الإعاقة المصاب بها الطفل والتواصل مع أسرته والقريبين منه؛ للحصول على جميع المعلومات التي تخص وتحدد الاحتياجات الخاصة به بدقيقة.
الثقة للطفل المعاق
وحول كيفية غرس شعور الثقة في الطفل المعاق، قالت الأخصائية خولة: في البداية لابد من احترام اختلاف الطفل عن الآخرين، وفي مراحل تعليمه يجب تشجيعه ودفعه بألا يخجل من الأدوات الخاصة بإعاقته كالعكاز مثلًا، وأن يحاول الظهور طبيعيًّا ويكون كباقي رفاقه وأصدقائه، لابد من أن يتقبل حالة إعاقته، ولابد من أن نوضِّح لزملائه أن يقبلوا اختلافه عنهم دائمًا.
مشيرة إلى أنه يجب دعوة الطفل إلى التعرف على جميع الأطفال الآخرين من ذوي القدرات الخاصة، وتعريفه على قصصهم، وهذا الأمر يساعد في إحساسه أن الحياة جيدة وتكون ممكنة دائمًا حتى مع حدوث الإعاقة، أيضًا لابد من تقبل الطفل المعاق كما هو، وتعليمه أن الكرامة الإنسانية لا تتأثر بوجود الإعاقات عند الإنسان.
ماذا لو أن الإعاقة ذهنية؟
في هذه الحالات تقول الأخصائية النفسية مطهر: إنه لابد من التعامل بمعرفة ودراية كاملة بالحالة، فلو كان المراهق أو الطفل المعاق قليل الذكاء علينا أن نشعره بأنه طبيعي مثل غيره من الأطفال، ولا نشعره بأنه مختلف عن غيره من الأطفال الموجودين في المدارس أو غيرها من الأماكن ، كما أن علينا تقديم المساعدات التي تشعره أن جميع الأشخاص بجانبه وعلى استعداد لمدِّ يدِ العون له في أي لحظة.
استطلاع.. انخفاض دور ذوي الإعاقة في النشاط الاقتصادي إلى 25%
صوت الأمل – رجاء مكرد وجد استطلاع الرأي العام الذي أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر سبتم…