من النماذج الملهمة للنجاح: عبدالرقيب الفقيه..المكفوف الذي يرانا بعين قلبه
صوت الأمل – سماح عملاق
من المعروف أنه في مسألة القبيلة وعلاقتها بالمجتمع المدني يبرز بوضوح التفاوت الكبير في طبيعة القبيلة في اليمن على مستويات عديدة, ففي جنوب اليمن الشمالي (اليمن الأسفل) بدأت القبيلة تندمج في المجتمع المدني, وتفقد ارتباطها بالقبيلة, ولهذا شهدت هذه المنطقة الولادة الأولى لغالبية الأحزاب اليمنية» . هذا الذي استعرضه المحلل السياسي والصحفي ــ فضل عدم ذكر اسمه للصحيفة لدواعٍ أمنية.
حين التقينا عبد الرقيب الفقيه (25 عامًا شاب مكفوف البصر من مديرية حزم العدين بمحافظة إب) وجدناه يمشي وحيدًا على شوارع المدينة المزدحمة كالمبصرين، يتمتع بالعزيمة والإرادة القوية في مواجهة الإعاقة.
يتفاجأ الناظر حين يرى عبدالرقيب يمشي بسهولة بين السيارات من دون نظارة أو عكاز أو استعانة بشخص يأخذ بيده ، حيث يستطيع تمييز صوت السيارة القريبة منه.
عبد الرقيب الفقيه تخصص في الإدارة التربوية بكلية التربية محافظة إب، فقد بصره منذ كان في بطن أمه، وهي حالة خَلْقية لا علاج لها حسب وصفه.
يقول عبد الرقيب: “لقد تأقلمتُ مع الظلام وناسبتهُ حتى ناسبني، وقد رزقني الله البصيرة، وقدرة استشعار عالية للخطر تسمونها غالبًا بالحاسة السادسة”.
تخرج عبد الرقيب من مدرسة الفجر الجديد لمكفوفي البصر، وأتقن لغة “بريل” ولم يفارقها إلا في الجامعة حيث لايتوفر منهج جامعي بهذه اللغة.
دارسته الجامعية
وحول دراسته في الجامعة يضيف عبد الرقيب: “أحضر المحاضرات يوميًّا، حيث أسجل المحاضرات في هاتفي بالتعاون مع زملائي، وأوزِّع الملازم بين زملائي ليذاكرونها بصوت عالٍ ويرسلون لي التسجيلات، كما استخدم هاتفي عبر الأوامر الصوتية، وأما الاختبار فتشكل الكلية لجنة تقرأ لي وتسجل إجاباتي”.
لا يرضى عبد الرقيب إلا بدرجة الامتياز في جامعته، ومع فقدانه لبصره إلا أنه ضمن أوائل الدفعة المنافسين.
يشعر عبد الرقيب بالامتنان لأسرته التي وقفت إلى جواره بقوله:” لقد ساعدتني عائلتي في الجانب الأصعب وهو بناء الشخصية، ورافقتني في بداياتي حتى علمتني ثقافة الاستغناء عن سواي، وبالتأكيد هم السند الأكثر صدقًا في هذا العالم”.
العوائق
يضيف عبد الرقيب: “لم أقع طوال حياتي في مأزق على غير العادة، حتى بعض المقالب التي استحدثها لي بعض الأطفال يوم كنتُ طفلًا مثلهم، كنتُ أستشعرها كالمبصرين تمامًا، وهذا ما كان يثير دهشتهم، ويصرفهم عني”.
يقول عبد الرقيب: “إن هناك بعض العوائق التي تعرضت لها، وفي الأساس أصبح الوضع بجله عائقًا بخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، والمتمثلة في نقص الوسائل التعليمية، وصعوبة المعيشة، وتنمر بعض أفراد المجتمع”.
وأضاف عبد الرقيب: “لولا المثابرة والإصرار لتوقفنا في منتصف الطريق”.
وحين عَدَدْته نموذجًا ناجحًا وملهمًا للنجاح رد بقوله: “للأمانة ستجدين نماذج كثيرة من المعاقين تحدَّوا حاجز الإعاقة واستمرت حياتهم بسهولة ويسر، وقد تقبلوا أنفسهم أولًا ليتقبلهم المجتمع بعد ذلك، فالإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر، أما الحواس فهي تؤازر وتكمل بعضها”.
استطلاع.. انخفاض دور ذوي الإعاقة في النشاط الاقتصادي إلى 25%
صوت الأمل – رجاء مكرد وجد استطلاع الرأي العام الذي أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر سبتم…