نماذج لخدمات مراكز ذوي الإعاقة في اليمن، وعرض لأبرز الصعوبات
صوت الأمل – علياء محمد
تُعدُّ قضايا رعاية المعاقين وتأهيلهم من أبرز القضايا المهمة في المجتمع اليمني، حيث قُدِّر عدد الأشخاص من ذوي الإعاقة بنسبة 15%، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة العفو الدولية في العام 2019م؛ الأمر الذي ألزم كل الأفراد والمؤسسات في المجتمع بالقيام بدعم الأشخاص من ذوي الإعاقة وضمان حقوقهم الإنسانية، والتربوية، والنفسية ،والصحية، والاجتماعية.
هذا وقد نصت المادة رقم (5) من القانون رقم (61) الصادر في العام 1991م على رعاية وتأهيل المعاقين عن طريق إنشاء المعاهد, والمؤسسات, والهيئات ,والمراكز اللازمة لتوفير خدمات التأهيل للمعاقين.
وفي السياق ذاته، أقرَّت المادة رقم(8) قيام الوزارة بالتعاون مع الوزارات والدوائر الحكومية وجميع الجهات ذات العلاقة برعاية وتأهيل المعاقين وتقدم الدعم المادي والفني لمراكز الرعاية والتأهيل، وتمكينها من توفير برامجها التأهيلية وتعزيزها، وتقديم المساعدة الطبية المجانية للمعاقين وتحديد درجة الإعاقة والتدخل المبكر للحد منها، وإيجاد اختصاصيين في لغة الإشارة للتفاهم مع الصم والبكم، بالإضافة إلى التنسيق مع الجامعات، والمعاهد لإعداد المربين المسؤولين عن البرامج التربوية الخاصة والمهنية, والثقافية, والإعلامية وتأهيلهم لمعالجة أوضاع المعاقين, واحتياجاتهم المتميزة, وتجديد معارفهم في هذا المجال والتنسيق مع الجامعات والكليات الحكومية الخاصة لاستحداث الأقسام المتخصصة في مجال تأهيل المعاقين ووضع المواد التربوية الخاصة بهم، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتوفير الفرص الرياضية وإيجاد ملاعب وقاعات وأدوات للمعاقين بما يلبي حاجاتهم وتطوير قدراتهم.
مراكز دعم الإعاقة الحركية
جمعية السلام لرعاية وتأهيل المعاقات حركيًّا من أفضل المؤسسات المعنية برعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية عن طريق تقديم الخدمات التعليمية، والتأهيلية، والصحية للأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية.
يقول فهد الدهيش (رئيس جمعية السلام): “جمعية مركز السلام من أقدم المراكز المختصة بالمعاقات حركيًّا وظلت إلى الآن مستمرة في تقديم خدامتها لذوي الإعاقة مع الأوضاع الراهنة الصعبة. قدمنا خدمات عديدة في مجال التعليم، والصحة والرعاية، والتأهيل، والتدريب المهني، والدعم النفسي، بالإضافة إلى تقديم العلاج الطبيعي والخدمات والمساعدات سواء أكانت نقدية أم عينية أم إيوائية و نحصل عليها من منظمات ومانحين”.
موضحًا، أن ما يميز المركز وجود مدرسة خاصة بتعليم الأطفال من ذوي الإعاقة الحركية مهيأة لتتناسب مع إعاقاتهم، فهناك ممرات خاصة بالعربات المتحركة التي تسهل حركتهم وباصات خاصة بنقلهم من وإلى المدرسة.
ويؤكد الدهيش، أن تأهيل وتدريب المرأة من أهداف المركز الأولى ويسعى إلى تحقيقها، ففي المركز أقسام عديدة: قسم خاص بالأشغال اليدوية, وقسم خاص بالكمبيوتر, وقسم خاص بالتطريز, والخياطة, وقسم خاص بالإنترنت.
مضيفًا: “نهدف من خدماتنا أن نجعل للشخص من ذوي الإعاقة أيًّا كانت إعاقته هدفًا في الحياة، وأن يكون هو نفسه الشخص المسؤول عن نفسه عن طريق تدريبهم على مجالات مختلفة فنحن نمتلك تدريبات في مجال الحاسوب وفي التنمية البشرية”.
كما قال فهد الدهيش: “إن البرامج تقدم للأشخاص بحسب درجة إعاقتهم وطبيعتها، وقد تخرَّج عدد كبير من ذوي الإعاقة من المركز ودخل الكثير، ونأمل أن تكون الأوضاع الراهنة أفضل بكثير حتى نستطيع خدمة هذه الفئة”.
نوال علي (إحدى المستفيدات من مركز السلام) التحقت بالمركز بسبب إعاقة حركية أجبرتها على ترك قريتها والانتقال إلى المدينة تقول لـ “صوت الأمل”: إن أكثر شيء تعلمته في هذا المركز هو التعايش مع إعاقتي, وكسر حاجز العزلة والتهميش، والشعور بأنك لست الوحيد الذي يعاني من الإعاقة، فهذا بحد ذاته تحدٍّ ويعطيك أملًا في الحياة ويزيد من إصرارك.
مضيفة: “دور المراكز المختصة بذوي الإعاقة مهم جدًا، فنحن نقضي أغلب وقتنا في المركز، نتعلم كل جديد ونستفيد، فنصيحتي لكل شخص من ذوي الإعاقة أن يُقرر الخروج إلى العالم وعدم الاستسلام والخجل من الإعاقة”.
مراكز رعاية المكفوفين
تضم جمعية المكفوفين في مدينة تعز الواقعة بمديرية القاهر 700 كفيف وكفيفة من جميع الفئات العمرية، ومن جميع مناطق ومديريات تعز.
الأستاذ سفيان أحمد (أمين عام جمعية المكفوفين) يقول: “إن الجمعية لها العديد من الأنشطة في مختلف المجالات، أهمها الجانب الصحي حيث تتواصل مع الجهات الخاصة والعامة لإعفاء وخصم رسوم وتكاليف الفحوصات، والمعاينة في أي جهة، أما بالنسبة للجانب الإغاثي نقوم بتقديم قاعدة البيانات التي تحمل أسماء المكفوفين للجهات المختصة؛ لتقديم الدعم الغذائي والمالي وتوزع حسب دعم الجهة والمعاير المتبعة للكفيف”.
مضيفًا، يهتم المركز بالجانب التعليمي حيث تضم مدرسة “دروب الخير للمكفوفين” طلابًا من الصف الأول إلى الصف التاسع، ويبلغ عدد الطلاب 70طالبًا وطالبة من جميع مناطق مدينة تعز، أما بالنسبة لطلاب الثانوية، فنحن على تواصل مستمر مع وزارة التربية، والمدارس، ونتواصل من أجل إتمام عملية الدمج التعليمية، بالإضافة إلى التواصل مع الجامعات الخاصة لتخصيص مقاعد مجانية لطلابنا المكفوفين .
مركز رعاية الأطفال ذهنيًّا
مركز الرحمة لرعاية الطفل ذهنيًّا أحد أبرز المراكز التي تهدف إلى خدمة الأطفال من ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع وإخراجهم من العزلة ويضم المركز عددًا من الأطفال التي تتدرج فيهم مستويات الإعاقة، ويعمل المركز على تدريسهم وفقًا لدرجة الإصابة.
رحيمة قاسم سعيد (رئيسة مركز الرحمة)، أفادت أنهم في المركز يسعون إلى تأهيل ورعاية الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية؛ لأنهم بحاجة إلى رعاية وتعامل خاص، وأن المركز يحاول أن يوفر لهم ما يحتاجون إليه من الرعاية الصحية والنفسية والتعليمية، عن طريق إقامة العديد من الأنشطة والفعاليات المختلقة التي تسهم في الشعور بالثقة بالنفس والاندماج في المجتمع.
مضيفة: “الإعاقات الذهنية أصعب أنواع الإعاقات وتحتاج إلى كوادر متخصصة وقادرة على التعامل مع الأطفال من هذه الفئة”.
صعوبات
وحول الصعوبات التي تعيق عمل مراكز ومؤسسات رعاية وتأهيل ذوي الإعاقة في اليمن، يوكِّد سفيان أحمد أنه لا توجد جهات تتعاون مع المكفوفين في الجانب الإغاثي، ماعدا بعض المؤسسات، فمن بين مائة جهة لا تتجاوب إلا ثلاث جهات، بالإضافة إلى تقاعس دولي كبير في تحقيق وضمان حقوق ذوي الإعاقة، كما لا توجد نفقات ولا دعم يسهل عملية الدمج.
من جانبه أوضح فهد الدهيش أن فئة المعاقين من أكثر الفئات تضررًا جراء الصراع، حيث تأثرت بسبب النزوح وضعف الوضع الاقتصادي، وعدد كبير من المراكز والجمعيات أصبحت عاجزة عن تقديم الرعاية والخدمات التي يحتاج إليها ذوو الإعاقة في اليمن؛ بسبب قلة الموارد وعدم الاستجابة من بعض الجهات لتلبية احتياجات هذه الفئة.
استطلاع.. انخفاض دور ذوي الإعاقة في النشاط الاقتصادي إلى 25%
صوت الأمل – رجاء مكرد وجد استطلاع الرأي العام الذي أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر سبتم…