تعليم ذوي الإعاقة في اليمن.. تحديات وطموح
صوت الأمل – سماح عملاق وعلياء محمد
أصبحت قضية دمج ذوي الإعاقة في التعليم من المواضيع المهمة، وضرورة ملحة لتحقيق النمو للأشخاص ذوي الإعاقة؛ وتدفع إلى تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالانتماء إلى المجتمع الذي يعيش فيه، وتساعد على تقبل الإعاقة والشعور بقيمة الحياة.
وتعد اتفاقية دمج ذوي الإعاقة في التعليم من الاتفاقيات الدولية التي تهدف إلى حماية وتعزيز حقوق الأشخاص المعاقين.
وأقرت اليمن قرار الدمج في العام 2006م، وصادقت عليه في العام 2008 م وأجازته في المادة 24 وقُبل القرار بشرط توفير بيئة تعليمية مناسبة لجميع فئات ذوي الإعاقة.
الدكتور محمد عتيق (باحث مكفوف البصر في مجال حقوق الإنسان) يقول: “يُعد التعليم السبيل الأمثل لتمكين ذوي الإعاقة من معرفة حقوقهم ومن ثمًّ الإدراك بأهميتها لهم ولمجتمعهم؛ إذ إن سن التشريعات والقوانين وحده لا يكفي مادام أن الفئات المُستهدفة غير مُدركة لحقوقها بسبب الأمية بخاصةً في المناطق الريفية والنائية”.
مضيفًا: “من هنا تجدر الإشارة إلى أن الكثير من الأطفال البالغ عددهم 115 مليونًا غير المنتظمين في الدراسة، لديهم احتياجات تعليمية خاصة، ويمثل التعليم بالدمج الشامل استراتيجية أساسية للعمل مع هؤلاء الأطفال”.
ويقول فتحي خشافة (مدير فرع صندوق تدريب وتأهيل المعاقين في محافظة إب): “تعدُّ عملية دمج المعاقين في العملية التعليمية أحد أهم البرامج التي يقدمها الصندوق، لكن في البداية أود الإشارة إلى صعوبة دمج كل أنواع الإعاقات في العملية التعليمية كالمعاقين ذهنيًّا على سبيل المثال؛ لأن هذه الفئة بحاجة إلى برامج خاصة في مجال التعليم ومع ذلك يوجد في إب مدرسة الطموح للمعاقين ذهنيًّا وقام الصندوق بدمجها”.
ويوضح خشافة “أن هناك نوعين من الدمج، دمج كلي في المدارس الحكومية للحالات اليسيرة، وجزئي بتخصيص فصول لذوي الإعاقة في المدارس الحكومية مع توفير الكادر المشغل لها”.
فصول ومدارس غير مهيأة
التحق عاصم عبدالله (أصم وأبكم -30 عامًا) بمدرسة مختلطة في قريته بمديرية (السياني) حتى الصف الثامن، ليطرحه مرض السل على الفراش لمدة عام كامل، وعقب تعافيه بدأ والده برحلة البحث عن مدرسةٍ تراعي احتياجاته الخاصة، لينتقل بدءًا من الصف التاسع إلى مدرسة (الصديق) لذوي الاحتياجات الخاصة بتعز، تفوق عاصم في دراسته على الرغم من المسافة الطويلة التي كان يقطعها وحيدًا من محافظة إب إلى تعز يوميًّا.
لقد نجح عاصم في الحصول على منحة دراسية في أكاديمية (السعيد) وأكمل دبلومه العالي في برمجة الحاسوب.
يقول الأستاذ فؤاد مانع (معلم عاصم في المدرسة بالريف): “لقد كان هذا الطالب أعجوبة في الذكاء وقوة الملاحظة، ونحن نعتز بأنه كان طالبًا لدينا”.
ويضيف محمد الحوباني (معلم عاصم في المعهد، أستاذ البرمجة): “لقد أثبت هذا الطالب أنه ليس هناك حاجز يقف بينه وبين ما يريد، حيث أظهر مهارة عالية في التعامل مع الحاسوب وأنظمته المعقدة، وأتمنى له مستقبلًا واعدًا”.
أما أمل عبد الله (تعاني من إعاقة حركية يسيرة) فقد أكملت تعليمها في مدارس حكومية ولم تجد صعوبة في دراستها لأن إعاقتها يسيرة تقول: “إعاقتي يسيرة، فأنا استطيع السير بعكاز على قدمي، صحيح أنني كنت أجد صعوبة في طلوع الدرج، ولكني تحديت ذلك برغبتي في التعلم بمدرسة حكومية، هناك عدد من الزميلات المقعدات حركيًّا، لم يستطعن الالتحاق بمدرسة مختلطة؛ بسبب عدم تهيئة الفصول والمدارس لاستقبالهم واكتفين بالتعلم في مراكز ومؤسسات لرعاية المعاقات حركيًّا.
في الميدان
خلال النزول الميداني في محافظة إب أتضح وجود 10 فصول دراسية خاصة بذوي الإعاقة في مدرستي الآمال للصم والبكم، ومدرسة 26 سبتمبر، وفصول للدمج في مدارس الفاروق، والوحدة للبنات والنهضة، ومجمع السعيد التربوي للبنات، فضلًا عن المدارس الخاصة أهمها: مدرسة الفجر الجديد للمكفوفين بفصولها الخمسة وهي تابعة لجمعية العين لتأهيل وتدريب المعاقين تمهيدًا لدمجهم في العملية التعليمية خارج المدرسة.
الأستاذ محمد سعد الورافي (أمين عام الجمعية اليمنية لرعاية وتأهيل المكفوفين)، وهو مكفوف البصر، يقول لـ(صوت الأمل): “تستهدف جمعية العين 1020 مكفوفًا من محافظات يمنية عديدة ، ويدعمنا صندوق المعاقين التابع لوزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية”.
ويضيف الورافي: “أنه من معايير القبول في الجمعية، أن تكون نسبة النظر لدى الطالب أقل من 65%، حيث نوزع أدوية الزولامول وهو علاج نادر لضغط العين، والمنهج المسموع، ونقدم منحًا مجانية بواقع خمس نظارات من المركز التركي، وعشر نظارات من المركز التركي سنويًّا لضعاف البصر”.
ويوضح الورافي، أن مستهدفي الجمعية هذا العام 34 طالبًا جامعيًّا، و26 طالبًّا في مدرسة الفجر الجديد، وقد تأسست الجمعية اليمنية لرعاية وتأهيل المكفوفين في الثالث من أغسطس1998 م.
أما في محافظة صنعاء فهناك مدرسة تتبع مركز السلام لرعاية المعاقات حركيًّا تقوم بتدريس الأطفال من الصف الأول إلى الصف الثامن، وجميعهم يعانون من إعاقات حركية، المدرسة مؤهلة بالكامل لاستقبالهم، من ممرات خاصة بالعربات وتوفير الباصات التي تنقل الطلاب إلى المدرسة.
وأوضحت عاتكة الريمي (إحدى طالبات المدرسة) أن المعاق حركيًّا يحتاج إلى ممرات خاصة، حتى يسهل تنقله في المدرسة، وهذا مالا يتوفر في المدارس والجامعات الحكومية؛ وهذا يعدُّ عائقًا أمام عملية الدمج التعليمي لذوي الإعاقة.
صعوبات في المناهج التعليمية
ويبذل صندوق المعاقين في إب جهودًا متواصلة لإنجاح عملية دمج ذوي الإعاقة في العملية التعليمية، يسرد فتحي خشافة (مدير فرع الصندوق) ذلك النشاط بقوله: “يصرف الصندوق نفقات مدارس الدمج الجزئي وأجور الكادر ويوفر مواصلات خاصة للطلاب، كما يعفي الطلبة المكفوفين من المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء، والرسومات، ويوفر المناهج الخاصة بهم بلغة “برايل” للمكفوفين، وامتدادًا من هذا العام 2020 – 2021م، خُصِّص مقعدان للمعاقين في المدارس الأهلية، تمهيدًا لإعفائهم من التنسيق عبر مكتب التربية، كما نسق الصندوق للمعاقين في الجامعات الحكومية والأهلية”.
ويؤكد خشافة، أنه يحق لأي معاق الالتحاق ببرنامج الدمج في العملية التعليمية مادامت إعاقته تسمح بذلك.
استطلاع.. انخفاض دور ذوي الإعاقة في النشاط الاقتصادي إلى 25%
صوت الأمل – رجاء مكرد وجد استطلاع الرأي العام الذي أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر سبتم…