بين الواقع والطموح: ذوو الإعاقة في اليمن عجلة الاقتصاد الخفية
صوت الأمل – سماح عملاق
التقرير العالمي عن الإعاقة الذي أصدره البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية في 24 يوليو 2018م، نصّ على أن: “هناك أكثر من مليار شخص معاق في العالم، منهم ما يقدر بنحو 800 مليون معاق في البلدان النامية يعانون أحد أشكال الإعاقة”.
ويشير التقرير إلى أن ذوي الإعاقة يعانون التمييز في المعاملة، والحرمان من الحصول ـ عالميًّاـ على الوظائف والخدمات، مثل التعليم، والرعاية الصحية، ولا يشارك ذوو الإعاقة في جني ثمار التنمية مقارنة بنظرائهم غير المعاقين.
في القمة العالمية
أعلنت مجموعة البنك الدولي ومشاركوها في القمة العالمية للإعاقة عن التزاماتها بتسريع وتيرة الجهود العالمية من أجل التنمية التي تراعي ذوي الإعاقة في مجالات رئيسة، مثل: التعليم، والتنمية الرقمية، واستثمارات القطاع الخاص، والحماية الاجتماعية، واستضافت هذه القمة وزارة التنمية الدولية البريطانية بالاشتراك مع الحكومة الكينية والتحالف الدولي للإعاقة في يوليو 2018م.
وتماشيًا مع استراتيجية المجموعة لتنمية رأس المال البشري في أنحاء العالم، تهدف التزامات المجموعة بشأن التنمية المراعية لذوي الإعاقة إلى مساعدة البلدان النامية على تنمية استثمارها في الأشخاص ذوي الإعاقة وفي تيسير وصولهم إلى الخدمات.
وتقوم هذه الالتزامات على الجهود المتواصلة لمجموعة البنك الدولي لتلبية الاحتياجات الملحة، في سبيل تسريع العمل على نطاق واسع من أجل تحقيق تنمية تراعي ذوي الإعاقة دعمًا لجدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030م.
مليار معاق عالميًّا
قالت كريستالينا جورجيفا (المديرة الإدارية العامة للبنك الدولي) في فعالية القمة العالمية للإعاقة : “لقد آن أوان الاستماع إلى أصوات مليار شخص يعانون من الإعاقة في أنحاء العالم، إنهم شريحة قوية حقًا، لطالما عانت إمكاناتهم من الإهمال والتهميش. إن تكافؤ الفرص للجميع هو أساس تحقيق النمو الاقتصادي والحد من الفقر”.
وتعهدت جورجيفا، ببذل مزيد من الجهد وتحسين أداء البنك الدولي؛ لضمان أن تتاح لذوي الإعاقة فرصٌ متكافئة للنجاح.
وأشارت تقديرات تقرير العبء العالمي للأمراض في ديسمبر 2015م، إلى رقم يقترب من 975 مليون شخص أي %4.19، ومن هؤلاء أشارت تقديرات المسح الصحي العالمي إلى أن 110 مليون شخص بنسبة 2.2% يعانون من صعوبات بالغة الشدة في تأدية الوظائف، أضف إلى ذلك تقديرات تقرير العبء العالمي للأمراض التي توضح أن 190 مليون شخص 8.3% يعانون من إعاقة شديدة مثل الشلل الرباعي، و الاكتئاب الوخيم، و الكف البرصي .
فئة عريضة في خطر
تؤثر الإعاقة بنسب مختلفة في الفئات السكانية المعرضة للمخاطر، وتوضح نتائج المسح العالمي لعام 2015 أن انتشار الإعاقة في البلدان المنخفضة الدخل أعلى منه في البلدان ذات الدخل المرتفع. كأن تنتشر نسبة الإعاقة بصور أكبر بين الشريحة المئوية السكانية الأشد فقرًا كالنساء والمسنين، وتزداد مخاطر التعرض للإعاقة بين أصحاب الدخل المنخفض، أو العاطلين عن العمل، أو ذوي المؤهلات التعليمية الضعيفة حسب المسح المنشور في ديسمبر 2015 م.
ويشير تقرير نشرته منظمة العفو الدولية بعنوان “مستبعدون حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وسط النزاع المسلح في اليمن” في ديسمبر 2019م، إلى أن ما لا يقل عن 4.5 مليون يمني من ذوي الإعاقة يواجهون صعوبات مضاعفة عند الفرار من العنف، والعيش في مناطق النزوح، كما تعترضهم عقبات إضافية في الحصول على الخدمات الأساسية.
يقول محمد مارش (معاق حركيًّا في إحدى مخيمات النازحين): “لقد فررنا من العنف جراء القصف على الأحياء السكنية في تعز، وقد حُملتُ على ظهور الأهل، وحاليًّا أنا من دون دواء أو مأوى أو فرصة عمل تتناسب مع حالتي الصحية”.
ويأمل محمد وهو خريج محاسبة وإدارة أعمال، مراعاة احتياجات ذوي الإعاقة في أثناء عملية التخطيط للتنمية الاقتصادية عامة والعمرانية بصفة خاصة، ويطلق مارش على ما يريد بـ”الدمج المكاني أو الإتاحة المكانية”.
أصواتٌ تنادي
مع صدور القانون رقم (61) لسنة 1999م بشأن إدماج ذوي الإعاقة في سوق العمل، وقد حدد القانون نسبة 5% في الجهات الحكومية والخاصة للعمالة البشرية من هذه الفئة، إلا أن هنالك أصواتًا تنادي بتفعيل هذا القانون الذي يكفل حياة كريمة للمعاقين المؤهلين للعمل.
في مدينة المكلا وقفت مجموعة من ذوي الإعاقة احتجاجًا في الـ14من ديسمبر الفائت، وطالبت الوقفة الاحتجاجية بتفعيل الـ5% من وظائفهم في المصالح الحكومية، ورفع المحتجون لافتاتٍ ترفض تهميشهم، وتطالب بإقالة مدير مركز النور للمكفوفين، وإعطائهم حقوقهم من المساعدات والدمج في المجتمع، وذلك تزامنًا مع ذكرى شهر اليوم العالمي لذوي الإعاقة.
يقول مفيد عبدالله (كفيف البصر من محافظة ذمار) :”نحن بحاجة إلى أن تولينا الدولة أهمية في التأهيل والتدريب، لنصبح مُعيلين لأسرنا لا عالةً تثقل كواهلهم، ولنا في المبصر الشاعر عبدالله البردوني خير مثال في الإرادة والقدرة على تقديم كل ما من شأنهِ تنمية البلد والارتقاء بمستوى فكرنا ودخلنا”.
جهود مبذولة
قال مصدر مسؤول في صندوق تأهيل وتدريب المعاقين لـ(صوت الأمل): “يهدف الصندوق إلى تمكين المعاقين من الاعتماد على أنفسهم في توفير احتياجاتهم، ودعم مراكز التأهيل التابعة للجمعيات العاملة معهم، وتوفير المستلزمات لهذه المراكز فعلى سبيل المثال يوجد في محافظة إب معمل للنجارة ومعمل للأشغال اليدوية تتبع مراكز خدمة المعاقين في مدينة يريم، ويعمل فيهما معاقون وتُسوَّق منتجاتهما، كما يوجد معمل خياطة تابع لجمعية المعاقين حركيًّا، ويقوم الصندوق بمساعدة المعاقين الملتحقين بالتعليم حيث يُصرف مبلغ 50 ألف ريال سنويًّا بالجامعات والمعاهد، ومبلغ 150 ألف ريال سنويًّا لطلاب الدراسات العليا”.
ويضيف المصدر لـ(صوت الأمل) :”يقوم الصندوق بإنشاء مشروعات صغيرة للمعاقين وتمويلها، ويعمل على التنسيق مع الهيئة العامة للزكاة بتخصيص نسبة 15% للمعاقين من أي مشروع تقوم الهيئة بتنفيذه، فعلى سبيل المثال في العام 2020م أُدخِل 15 معاقًا في إب ضمن مشروع العرس الجماعي، واحتواء المعاقين ضمن برنامج النموذج المتكامل للدعم الاقتصادي والاجتماعي الذي تموله منظمة اليونيسيف ويهدف إلى تقديم مساعدات نقدية. وعدد أسر المعاقين المستهدفة في المشروع من إب4052 أسرة”.
استطلاع.. انخفاض دور ذوي الإعاقة في النشاط الاقتصادي إلى 25%
صوت الأمل – رجاء مكرد وجد استطلاع الرأي العام الذي أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر سبتم…