محمية ديحمري متحف حيوي في سقطرى

صوت الأمل – علياء محمد

جزيرة سقطرى أكبر الجزر اليمنية، تقدر مساحتها ب 3650 كم مربع وفقًا لدليل الاستثمار السمكي الصادر عن وزارة الثروة السمكية في العام 2017 م، وتعد الجزيرة من أهم المحميات البحرية التي تتمتع بأغنى مناطق لصيد الأسماك.

“محمية ديحمري” أبرز المحميات في سقطرى، إذ تتميز بجمال طبيعي ساحر وتنوع بحري ومرجاني.. وللتعرف على هذه المحمية كان لـ “صوت الأمل” لقاء خاص مع مدير المحمية نسيم محمد ديحمري .

في البداية،  حدثنا عن موقع المحمية؟

تقع ديحمري في الشمال الشرقي من جزيرة سقطرى، وتبعد عن حديبو عاصمة الجزيرة بمساحة 23 كم، وتشمل محمية ديحمري البحرية منطقة الرأس في اليابسة (رأس ديحمري) والمنطقة الساحلية والمياه البحرية المحيطة برأس ديحمري من جهة الشرق والشمال والغرب وتشمل مناطق بحرية تصل إلى عمق 300 متر تقريبًا.

متى أُعلِن عن ديحمري محمية طبيعية؟

   أُعلِنت ديحمري محمية طبيعية بموجب القرار الجمهوري رقم (275) للعام 2000م، وذلك ضمن خطة تقسيم جزيرة سقطرى ومجموعة الجزر الأخرى إلى مناطق حمى الطبيعة ومناطق الاستخدام المستدام للموارد ومناطق التنمية.

لماذا سُمِّيت المحمية بهذا الاسم؟

   سميت بهذا الاسم لأنه يوجد في المحمية جبلان صخريان من الجرانيت الأحمر، يصل ارتفاعهما إلى نحو 40 م، عن مستوى سطح البحر ومنهما أخذت المنطقة هذا الاسم، حيث إن حمري تعني باللهجة السقطرية : الأحمر للمثنى والمفرد منها حامر.

بماذا تتميز محمية ديحمري عن غيرها من المحميات الطبيعية؟

     تتميز المحمية بطبيعتها الخلابة، وتنوع السواحل المحيطة بها، بالإضافة إلى التنوع الكبير للشعاب المرجانية، وتعدُّ من أهم المحميات في الجزيرة وتحتوي على كمٍّ هائل من الأنواع الحيوية الموجودة في المناطق اليابسة والساحلية والمغمورة بالمياه، وتتميز تربتها بأنها  تربة طينية حبيبية مائلة إلى اللون الأحمر، وتوجد بعض مزارع النخيل الصغيرة بالقرب من قرية ديحمري التي زُرِعت فيها أشجار النخيل في الآونة الأخيرة.

كم تقدر عدد الأحياء البحرية والشعاب المرجانية في المحمية؟

      سُجِّل في المحمية نحو 150 نوعًا من الأسماك وتضم 25% من مجموع الأسماك الموجودة في سقطرى، وتحوي أسماك الشعاب المرجانية معظم هذه الأسماك، وتضم محمية ديحمري البحرية نحو16 نوعًا من السرطانات البحرية، أيضًا سُجِّل في المحمية نوعان من السلاحف البحرية وهي الخضراء، ومنقار الصقر. وتحوي المحمية بعض الأنواع من الشعاب المرجانية قدرت بـ 80 نوعًا من الشعاب المرجانية، مثل شعاب الطاولة والمتفرعة والشعاب المصمتة والقشرية، بالإضافة إلى الشعاب المرجانية الناعمة.

    وتعد المحمية واحدة من أهم أربع مواقع لأنواع القشريات من بين خمسين موقعًا في مجموعة الجزر، ويصل عدد الأنواع المسجلة في المحمية من السرطانات البحرية إلى 19 نوعًا، كما يوجد نوعان من الشروخ المسجلة في المحمية، بينما تعد أنواع الطحالب محدودة في المحمية والمعلومات عنها لا تزال قليلة.

أين تكمن أهمية هذه المحمية؟

   المحمية مهمة لأسباب عديدة: منها أن هذه الأنواع موجودة فقط  في جزيرة سقطرى ولا توجد في مكان آخر، بالإضافة إلى أن الأسماك نادرة ومحدودة الانتشار في مجموعة جزر سقطرى، كما تتنوع الموائل البحرية في المحمية على عكس ما هو عليه الحال في بقية المحميات البحرية.

    ويمكن تصنيف محمية ديحمري إلى إقليمين بيئيين اعتمادًا على العمق الذي يؤثر في تكون البيئات البحرية الحيوية:

ــ الإقليم الأول شبه الساحلي (إقليم المنطقة المغمورة) ، حيث يصل عمق هذه المنطقة من أدنى نقطة يصل إليها الجزر وحتى عمق 15م، وتتميز هذه المنطقة بغطاء متنوع من الشعاب المرجانية التي تتشكل مباشرة على الصخور في الجزء الغربي من رأس ديحمري.

 ـ الإقليم الثاني الساحلي ، ويمتد الإقليم الساحلي من أدنى نقطة يصل إليها الجزر إلى أعلى نقطة يصلها المد، ويوجد في هذه المنطقة تنوع في الموائل ــ منطقة بيئية طبيعيةــ  الساحلية والتي تدعم  العديد من الكائنات الحية التي تعيش في المنطقة.

هل هناك مشكلات  تواجه المحمية،  وماهي أفضل الحلول لذلك، حدثنا عن ذلك؟

    تواجه المحمية مشكلة رئيسة تتمثل في: رمي الزوار مخلفاتهم داخل المحمية وعدم التخلص منها تخلصًا آمنًا وبخاصة البلاستيكية التي توثر سلبيًّا في المحمية  وتشوه المنظر العام. لذلك  وضعنا عددًا من الحلول التي ستسهم في حل هذه المشكلة عن طريق تأهيل الكادر المحلي في المحمية وتدريبه، وعمل حملات نظافة لرفع المخلفات البلاستيكية والصلبة من السواحل،  بالإضافة إلى عمل لوحات إرشادية للزائرين تمنع رمي المخلفات، وتلزمهم بالحفاظ على المنظر الجمالي العام للمحمية.

     ونطالب الجهات المعنية بتوفير جسر عائم خشبي لحماية الشُعب المرجانية من الزوار، ولضمان سلامة الزائر وسلامة الشُعب المرجانية، وتجهيز قارب مع المحرك لحماية ومراقبة المحمية من الصيادين خارج المنطقة الذين يقومون بالصيد العشوائي للأسماك في المحمية.