أهمية وجود المشاريع الصغيرة وجدواها :المشاريع الصغيرة في الحياة العامة ايجابيات وسلبياتها.. وما دور الجهات المعنية
صوت الأمل – سماح عملاق
التقينا بطبيبة الأسنان “ أحلام غلاب “ في عيادتها بصنعاء فقالت: “انتشار المشاريع الصغيرة أمرٌ إيجابيٌّ؛ لوجود شباب كثر يعتمدون عليها كباب للرزق وتقوم عليها أركان منازلهم، وكذلك أصحاب الدخل المحدود معتمدون عليها اعتمادًا رئيسًا كأصحاب البسطات”.
توضِّح أحلام الجدوى من المشاريع الصغيرة فترى أنها تسهم في عملية التنمية؛ كونها تساعد شريحة كبيرة من المواطنين وتنتشلهم من البطالة.
كما تقترح: “لابد للدولة أن تساعد أصحاب المشاريع هذه وتحدد لهم مؤسسات وأسواقًا خاصة بهم وتعمل على دعمهم؛ فهذه المشاريع تبدأ صغيرة ومع الدَّعم تصبح مشاريع كبيرة تخدم البلد ومواطنيه”.
أما بلقيس الياسري (المرشدة النفسية من تعز) فتشارك بقولها: “من يملك العزيمة سينجح وسيكبر مشروعه في المستقبل تدريجيًّا مع مرور الوقت، وهؤلاء الناس من أصحاب المشاريع الصغيرة يتحملون المسؤولية ويكفلون أسرهم. وأنا بدوري أشجعهم لأنهم يكسبون لقمة العيش بالحلال فلا يشحذون أو يسرقون”. وتوكِّد بلقيس نظرتها الإيجابية لرواد المشاريع الصغيرة المكافحين فهم يستحقون التحية والتقدير والدَّعم.
كما تنصح الناس بتشجيعهم ومؤازرتهم بقولها: “مثلُ البائعين المتجولين لنشترِ منهم حتى وإن لم نرد رأفةً منَّا بهم ودعمًا لمشاريعهم الصغيرة، وأنا لا ألوم أصحاب البسطات في التسبُّب في الازدحام الذي يمقته المواطنون فاللوم يقع على الدولة التي يفترض عليها بناء سوق خاص ومعروف لأصحاب البسطات والعربات”.
وفي إب نلتقي دينا الفقيه (مساعدة طبيب) مبديةً رأيها بقولها :” بالطبع لها ـ المشاريع الصغيرة تأثيرٌ سلبيٌّ وإيجابيٌّ، إيجابيّ من حيث الأسعار فنلاحظ لجوء أكثر المواطنين إلى شراء احتياجاتهم المادية من أصحاب البقالات الموجودة في الشوارع بأسعار تناسبهم. أمَّا من الناحية السلبيَّة فوجودها في الشوارع بكثرة يسبب ازدحام الطرقات، كما أنَّ انتشار البسطات في أماكن وجود القمامة ومياه الصرف الصحي يؤدي إلى نقل الجراثيم والميكروبات بدرجة كبيرة إلى الأطعمة التي يبيعونها ومن ثمَّ انتشار الأمراض”.
وتقترح دينا بعض الحلول قائلةً: “من الحلول التي يمكن أن نقدِّمها هنا لتلافي مشكلة انتشار الأوبئة هي البدء بمشروع صغير في مكان مناسب بعيدٍ عن أماكن مرور الناس والسيارات حيث يكون الكشك أو المخزن الصغير محفوظًا أو مغطًّى بحيث لا تصل إليه الميكروبات، وفي حال تحسّن الدخل يبدأ بمشروعه الكبير. ولو اتجه كلُّ البائعين إلى هذه الحلول لأصبحت الشوارع شبه منظَّمة ولخفَّت الأمراض إذا ما غُطِّيت الأطعمة والفواكه والخضروات المكشوفة”.
نظرة سلبيَّة
محمد الوجيه (طالب إذاعة وتلفزيون في جامعة تعز) يقول: “وجودهم سلبيٌّ بالنسبة إليَّ؛ فهم يسبِّبون العديد من المشكلات مثل الازدحام المروري وتشويه المظهر العام للمدن، ومع ذلك لا نلقي باللوم عليهم فهم يبحثون عن السُّبل التي تبقيهم على قيد الحياة، والمسؤولية تقع على الدولة التي لم توفر لهم بدائل أو أسواقًا خاصة بهم”.
ويضيف محمد: “تسهم المشروعات الصغيرة في عملية التنمية الفردية للشخص نفسه، وإذا ما نُظمت الأسواق وأصبح لدى الباعة أماكن منظمة ومخصصة فقد يسهم ذلك في عملية التنمية المجتمعية عن طريق القضاء على البطالة وتوفير الضرائب للدولة”.
ويطرح كذلك جملة من المقترحات كـ:”تنظيم عمل وآلية المشاريع الصغيرة على وفق خطط محكمة وتوفير الأسواق المخصصة لأصحاب المشاريع الصغيرة، إضافة إلى دعم أصحاب البسطات أو المشاريع الصغيرة من الناحية الفنية التنظيمية ومن الناحية الاستراتيجية ليتمكنوا من تطوير مشاريعهم”.
أمَّا معين الشاهري (مسؤول علاقات عامة من حجَّة) فيشاركنا رأيه في الموضوع قائلًا:” السلبيَّة فيما تسبِّبه من ازدحام وإعاقة حركة السير وشغل مساحة كبيرة من الشوارع الرئيسة، أمَّا الإيجابيَّة كونها أحدثت حلًّا جزئيًّا للتخلص من البطالة التي يعاني منها المجتمع وتكفل دخلًا يوميًّا لكثير من الأسر لتغطية احتياجاتها اليومية”.
ويضيف: “كي تسهم في عملية التنمية فهي تحتاج إلى خطة شاملة لدعم وتنمية هذه المشاريع، بحيث يستطيع ربُّ المشروع أن ينمِّي ويكبِّر مشروعه، وفي المقابل يضمن توفير متطلبات العيش لأسرته من دون أن يتأثر رأس مال المشروع”.
ومن الحلول المقترحة ـ حسب رأي معين ـ لمشاريع البسطات: “تنظيم عمل أصحاب البسطات في الشوارع وتخصيص أماكن معينة لهم، وعلى الدولة عمل برامج تمويل أو تسهيل عمليات التمويل التي تقدِّمها البنوك والمؤسسات؛ ليتمكن كلُّ صاحب فكرة أو مشروع صغير من البدء في تنفيذ المشروع والفكرة التي تناسب مهاراته واهتمامه، إذ لو عملنا استطلاعًا حول أصحاب البسطات والمهن اليومية سنجد أنَّ الكثيرين منهم يحملون مؤهلات ولديهم مهارات في جوانب أخرى وإذا ما نُمِّيت مهاراتهم سيقدِّمون الأفضل”.
وجودهم إيجابيٌّ
تقول أماني المغربي (مذيعة من مأرب): “إن وجود المشاريع الصغيرة له دور إيجابيٌّ؛ يعمل على الحدِّ من البطالة وانتشار الجرائم بكل إشكالها، وهم يسهمون في عملية التنمية؛ لأنَّ هذه المشاريع تعدُّ مصدرَ دخل للفئة الأكثر احتياجًا في المجتمع” .
وتقترح أماني تقديم الدَّعم المادي لأصحاب المشاريع الخاصة كالقروض وحمايتهم من التعرض لأيّ خطرٍ مثل حمايتهم من سرقة محلاتهم ومن إحراقها مثلًا.
ويقول صابر واصل (صحفي من الحديدة): “إن المشاريع الصغيرة كالأكشاك والبسطات والعربات المتنقلة حالة طبيعية في المناطق الشعبية في جميع المجتمعات وفي كل دول العالم و لكن المختلف في بلادنا هو عدم تنظيمها من الجهات المختصة وعدم توفر الشروط الصحية مع ما توفره تلك المشاريع من مصدر دخل للأسر وإسهامها في الحدِّ من البطالة واستيعاب الشباب”.
أما بسنا عبد الولي (معلمة من إب) تطرح رأيها، فتقول: “إن انتشار المشاريع الصغيرة سلبيٌّ من حيث الازدحام وبخاصة في مدينة كإب، لها شارعان فقط، ولا تحتمل كلَّ هذا”.
وتستدرك بسنا: “وهو إيجابيٌّ عندما أرى الشباب الطموح لم يستسلم لوضع البلاد الراهن ولم يضع يده على خدِّه أو يَنْضم إلى بعض العصابات والكسب غير الحلال. وهذه المشاريع ستسهم إسهامًا كبيرًا في التنمية إذا ما تطورت لأن أصحاب المشاريع الصغيرة جزء مهم يعتمد عليه أصحاب المشاريع الكبيرة”.
ونظرتي تجاه ربِّ المشروع إيجابيَّة لأنه شخص يخرج و يبدأ مشروعه و يشغل نفسه و يختار الكسب الحلال.
لكن بالنسبة إلى موقعه الذي يسبب الازدحام فهذا شيء سلبيٌّ نوعًا ما، وعلى الحكومة إيجاد أماكن تناسبه هو ومن يعمل على شاكلته حتى لا تضيق الشوارع على الناس.
دليل عدم وجود تنمية
أنس الجبري من تعز يقول عن أصحاب المشاريع الصغيرة :”وجودهم الكبير والمنتشر يدل على عدم وجود تنمية، والأصل أن هذه المشاريع تكون مساعدة لهم لإخراجهم من حالة العوز، وعلى الجهات الحكومية المختصة أن تتابعهم و تشجعهم وألَّا يعمل هؤلاء عشوائيًّا، فإلى الآن لا أظن أن هذه الأعمال تسهم في التنمية ببسبب العشوائية وضعف عمل الجهات المختصة”.
56% يؤكدون أن المشاريع الصغيرة تُساهم في مكافحة الفقر والبطالة
صوت الأمل – رجاءمكرد بيَنت نتائج إستطلاع إلكتروني أجرته صحيفة “صوت الأمل” التا…