التجارة الإلكترونية.. ثقـــــة الزبائن وتجارب المستثمرين
صوت الأمل – علياء محمد
كحلٍّ مهم للتقليل من نسبة البطالة في المجتمع وكوسيلة لتحقيق الأهداف الاقتصادية التي تساعد على تنمية المجتمع أصبحت المشاريع الإلكترونية في مقام البديل الفعّال لربح الأموال وتحقيق النجاح لأصحاب المشاريع الصغيرة. .
وتعرف مشاريع الأونلاين بالمشاريع السهلة التي تُدار من داخل المنزل، ويُسوَّق لها عن طريق الإنترنت باستخدام الهواتف المحمولة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكل ما له علاقة بتكنولوجيا الكمبيوتر والاتصالات.
دوافع
منذ ستة أشهر بدأت أمُّ العلا (مالكة مشروع ملابس الساونا) بالتسويق لمشروعها من المنزل عن طريق الإنترنت تقول لـ “صوت الأمل”: “بدأت برأس مالٍ صغير واخترت التسويق من المنزل لأسباب عديدة أهمها: عدم قدرتي على تغطية تكاليف إيجار المحل، وعدم تفرغي لمتابعة سير عمل المحل بالإضافة إلى مسؤولية الأسرة والأطفال”.
وأضافت قائلة “إن المشاريع الأونلاين تعدُّ تجربة جديدة وحياة مهنية مختلفة، كما أنها تُبعد الشخص عن روتين الأعمال الحية المعروفة، لكنها في المقابل لا تخلو من المشكلات والصعوبات التي تحتاج إلى تخطيط مسبق قبل الخوض في المنافسة”.
وحول أبرز الأسباب التي دفعت الكثيرين من الشباب إلى اللجوء إلى المشاريع الإلكترونية، وكَّدت زمزم صالح (مرشدة وموجهة لأصحاب المشاريع الصغيرة) أن أكثر ما يميز مشاريع الأونلاين، مرونة العمل والخروج عن الروتين التقليدي الذي عهده الكثيرون في المشاريع الصغيرة.
وتضيف زمزم: “التطور التكنولوجي الذي توصل إليه العالم أتاح الكثير من التسهيلات بفضل الشبكة العنكبوتية التي سهَّلت التواصل والوصول إلى أكبر قدر من الناس، ويستطيع أيُّ شخص أن يقوم بالعمل عن بُعد، فقد أسهمت كثيرًا في التقارب والوصول إلى الأشخاص والمهام”.
موضِّحة “أن المشاريع الإلكترونية ساعدت على الاستقلالية وهي أبرز الأسباب التي دفعت الشباب إلى البحث عن أفكار مشاريع أونلاين التي لا تحتاج إلى رأس مال كبير لبدء العمل بها، كما أن المشاريع الإلكترونية تكوِّن قاعدة جماهيرية كبيرة من المستهلكين الموجودين على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية الأخرى”.
الترويج وكسب ثقة المشتري
سارة صالح (مالكة مشروع لبيع الملابس النسائية) تنقل تجربتها التي خاضتها في مشاريع الأونلاين وتقول: “أعتقد أن المشاريع الحيَّة أفضل بكثير من المشاريع الإلكترونية من حيث إقناع العميل بالمنتج، فالعميل في المشاريع الحيَّة يستطيع تفحُّص السلع بنفسه عكس المنتجات التي تباع إلكترونيًّا، الأمر الذي يوقعنا في مشكلات عديدة مع العميل الذي يطلب استرجاع نقوده لعدم اقتناعه بما أخذ”.
من جانبها هند رياض (مالكة مشروع إلكتروني عرض أزياء) توكِّد أنَّ عرض المنتج بطريقة احترافية أكثر الصعوبات التي تواجه أصحاب المشاريع الإلكترونية، فمن المهم إقناع العميل بالمنتج وطريقة الإقناع تحتاج إلى كاميرا احترافية تظهر المنتج ظهورًا لائقًا. عدد كبير من أصحاب المشاريع الصغيرة الأونلاين لا يهتم بمثل هذه الأشياء ويشتكي من قلة الربح، وهذا شيء وارد في حال لم توضع خطة تسويقية مناسبة لتسويق المنتج”.
التميُّز الاختلاف سرُّ النجاح
أماني أمان (مسوّقة إلكترونية) توكِّد بحسب خبرتها في مجال التسويق الإلكتروني ــ التي تقدر بست سنوات ـ أهمية العمل بالخطة التسويقية وعدد المتابعين، بالإضافة إلى نوع المنتج الذي يُشترط أن يكون مميزًا ومختلفًا يصعب على العميل أن يجده في أيِّ مكان؛ ليعود ويشتريه من صاحب المشروع المروّج للمنتج.
وتضيف أمان أنها من مستخدمي تطبيق الإنستغرام وأن حسابها في التطبيق يحوي عددًا كبيرًا من المتابعين، كما توضح أنها تهتم بتسويق المنتج الذي تبيعه وأن منتجها بدأ بالتوسع فوصل إلى حسابات الشركات والمواقع الأجنبية التي تعمل في السوشل ميديا وغيرها.
عفراء غيلان (من فريق مشروع زمردة للدعاية والإعلان) توضِّح أن المشاريع الخاصة الإلكترونية زادت وتوسعت توسعًا كبيرًا جدًا واعتمد عليها عدد كبير من الأسر التي وجدت صعوبة في تنفيذ مشاريعها الحية على الأرض نتيجة التكاليف التي تحتاج إليها لفتح بسطة أو محل أو معمل أو شركة.
مشيرة إلى أن المشاريع الإلكترونية سهلة وميسرة وتتفاوت نسبة الربح فيها، كلٌّ بحسب نوع المشروع وكيفية طرحه بخاصة إذا كانت قديمة ولها شهرتها ومعروفة بجودة ممتازة، ذلك يجعلها تحقق أرباحًا طائلة.
جانب مظلم
أمُّ أحمد (مواطنة) توصَّلت إلى قرار إيقاف مشروعها الخاص بسبب الخسائر المتلاحقة التي تعرضت لها نتيجة لضياع عدد من البضائع التي تجلبها من الخارج فتصل إليها كراتين(حمولة) فارغة.
تقول أمُّ أحمد :إنها قامت بصفقة شراء الهواتف النقالة وسُرقت منها عشرة جوالات ووصلتها الحمولة فارغة، ولم تعلم أين فُقدت البضاعة، أفي الميناء أم منافذ الشحن أم الجمارك. موكِّدة “تكرَّر معي الموقف مرة أخرى مع صفقة حقائب نسائية ففقدت منها 70 حقيبة من المجموعة، الأمر الذي جعلني أقرر أن أوقف مشروعي”.
أما ليزا الكندي (صاحبة مشروع بيع أدوات التجميل) تقول :”في السابق كانت المشاريع الإلكترونية سهلة ولها مردود مالي قوي لكن الآن اختلف الوضع وزادت الصعوبات التي تكلف المستثمر الكثير من المال وصعوبة في الربح، كما أن ارتفاع صرف العملات سبَّب مشكلات كبيرة لأصحاب المشاريع، وحصل أن أَرغَمتْ الكثيرين من أصحاب المشاريع الأونلاين على إيقاف مشاريعهم وبعضهم كان يضطر إلى بيع بضاعته بالعملة اليمنية.
قانونيًّا
وحول التشريعات والقوانين المنظمة لمشاريع رواد الأعمال يقول أستاذ القانون التجاري الدكتور عبد الباسط محمد الضراسي: “إلى الآن لم يصدر قانون التجارة الإلكترونية في اليمن على خلاف بعض الدول العربية التي صدرت فيها قوانين وتشريعات تعمل على تنظيم عمل المشاريع الإلكترونية، وفي حالة رغبة صاحب المشروع الإلكتروني في أن يطلق عليه الصفات الرسمية فلا مجال لذلك إلا أن يتخذ الأسلوب التقليدي”.
مدى ثقة الناس
لميس يحيى (25عامًا من تعز) تقول :إنها لم تعد تثق بشرائها منتج عن طريق الإنترنت. والسبب تبرهنه بقولها :”ما أراه في الصور مختلف كليًّا عمَّا يصل إليَّ، فاضطر إلى قبول الموجود لأنِّي لا أستطيع استرجاع نقودي، فقد قمت بتحويلها لحسابهم الخاص.
أيضًا أحلام محمد (30عامًا من صنعاء) هي الأخرى تفضل شراء أيِّ منتج من الأسواق وتقول :إن أصحاب المشاريع الإلكترونية يزيدون في سعر المنتج الذي يقومون ببيعه وإنها غالبًا ما تبحث عن المنتج في السوق وتجده بسعر أرخص وجودة أفضل.
وفي السياق نفسه تخالفهما الرأي أمُّ آمنة (35عامًا من عدن) التي تقول: إن تسوقها عبر الإنترنت واختيارها المنتج الذي تحتاج إليه أونلاين يوفر عليها جهدًا كبيرًا فهي تختار وهي في المنزل وتصلها البضاعة عن طريق خدمات التوصيل.
استطاعت المشاريع الصغيرة الإلكترونية أن تخلق تحوّلًا مختلفًا في أوساط المجتمع فقد برزت وأثرت تأثيرًا كبيرًا في حياة الناس بفضل ما وصلت إليه التكنولوجيا من تطور أسهم في توسيع آفاق جديدة في ريادة الأعمال والمشاريع الخاصة الإلكترونية.
56% يؤكدون أن المشاريع الصغيرة تُساهم في مكافحة الفقر والبطالة
صوت الأمل – رجاءمكرد بيَنت نتائج إستطلاع إلكتروني أجرته صحيفة “صوت الأمل” التا…