‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة المشاريع الصغيرة في اليمن هروبًا من الواقع ..الشباب اليمنيُّ.. وطموح تنفيذ المشاريع الخاصة

هروبًا من الواقع ..الشباب اليمنيُّ.. وطموح تنفيذ المشاريع الخاصة

صوت الأمل – علياء محمد

وفقًا لتقريرٍ صادر عن البنك الدولي في عام 2020م سُرِّح70% من العاملين في القطاع الخاص بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة في بعض المحافظات اليمنية، الأمر الذي جعل  الكثير من الشباب يلجأُون إلى إقامة المشاريع  الخاصة للحصول على مصدر مستقل ودخل يساعدهم على مواجهة الحياة الصعبة.

  المشاريع الخاصة فضاءٌ واسع وفرصة جديدة للشباب الذين يبحثون عنها لتطوير مهاراتهم وتنمية قدراتهم في مختلف المجالات والتخصصات سواء أكانت المهنية أم التنموية، فهم يسعون إلى تحقيق أحلامهم عبر الاعتماد على أنفسهم وعدم انتظار الوظائف الحكومية.

طموح واستقلال مادي

  عبدالرحمن مكرد ( 27عامًا من صنعاء) يوكِّد أهمية المشاريع الخاصة في مثل هذه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الصعبة التي نمر بها بسبب استمرار الصراع ونتائجه التي مازالت تؤثر فينا سلبًا. إن المشاريع الصغيرة توصل الشباب إلى حالة من الاستقلال المادي وتجنبه السقوط بين أفراد أو جماعات تستغل احتياجاتهم.

  ويضيف مكرد:” الشباب اليمنيُّ يعيش حالة من الركود والجمود المادي، الأمر الذي جعل من المشاريع الخاصة حاجة ضرورية؛ إذ فتحت آفاقًا جديدة للاستثمار والتنمية المستدامة وأسهمت إسهامًا كبيرًا في الحدِّ من مشكلتي البطالة والفقر في المجتمع”.

 في السياق ذاته أوضح علي عصام الحلى (مدرب إدارة أعمال وتسويق شبكي)” أن المشاريع الصغيرة وفقًا للتقارير العالمية هي التي توفر عملًا لعدد(99) شخصًا، وإن زاد على المائة يُعد مشروعًا متوسطًا. ولو أُسقِط هذا الأمر على المشاريع الصغيرة في اليمن فلن نجد إلَّا أقل من العدد المطروح حسب التقارير، حيث إن عدد العاملين في المشاريع الصغيرة لا يتجاوز عشرة أشخاص” .

  ويضيف علي “أنه بسبب الوضع الحالي أصبح تنفيذ المشاريع الخاصة طريقًا سهلًا للوصول إلى الاستقلال المالي حسب القدرات المطلوبة لأيِّ مشروع، ويعلم الجميع أن الوظيفة الحكومية ليست كافية للوصول إلى الاستقلال المالي الذي تحققه المشاريع الخاصة فدَخْل المشاريع الخاصة مستمرٌ سواء أكان المردود المالي قليلًا أم كثيرًا شهريًّا”. موكِّدًا أن المشاريع الخاصة التي تسهم في تلبية احتياجات المجتمع من الناحية الاقتصادية تعدّ ذات أهمية خاصة في مجال التنمية والتطوير وأنه  كلما تحسنت مخرجات تلك  المشاريع أصبح هناك قوة اقتصادية تحدُّ من نسبة البطالة والفقر.

 وحول أبرز الشروط لنجاح المشروع الخاص يقول الحلى: “يجب أن يكون المشروع متوافق مع قدرات ربِّ المشروع، كما أن عليه القيام بدراسة جدوى للمشروع من الجانب الشخصي والمجتمعي والمالي.  بالإضافة إلى تحديد البدء بتنفيذ المشروع في الوقت والمكان المناسبين “.

كسر حاجز الفقر

  أما فاروق الكمالي (محلل اقتصادي) فيقول: “إن المشاريع الصغيرة بارقة أمل في هذا المجتمع، فبإمكانها إنقاذ آلاف الأسر من الفقر؛  وذلك لتوفيرها فرص عمل لعدد كبير من الشباب”. مبيِّنًا أن للمشاريع الخاصة دورًا كبيرًا في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشرط وجود أفكار مميزة ودراسة ورؤية واضحة تمكن الشخص من إدارة مشروعه الخاص بدون متاعب أو فشل.

  أمُّ رؤى (30عامًا من الحديدة) تقول: إنها بدأت بتنفيذ مشروعها الخاص حين افتتحت محلها الخاص بالتجميل، وذلك بهدف تحسين مستوى الدخل لها ولأسرتها. وأعربت عن نيَّتها وسعيها إلى تطوير مشروعها في المستقبل لتوفر فرص عمل جديدة للشابات والعمل على تنمية قدراتهن لفتح مشاريعهن الخاصة ، للخروج من دائرة الاعتماد على الآخر خصيصى في هذا الأوضاع .

 تحرّر من الوظائف الخاصة

  يصف محمد حسن (25 عامًا من تعز) تعاملَ أرباب الوظائف الخاصة والحكومية مع الموظفين  حيث يقول :إن المشاريع الخاصة ضرورة ملحة لضمان المستقبل وتحرر الشباب من الاستبداد الإدارية الذي يمارس ضدَّهم في مقرات عملهم، الأمر الذي يحدُّ من تحقيق الطموحات، ويجعل الشخص في مكانه من دون تطور.

  مضيفًا: “لقد عانيت في عملي الحكومي الذي لم يطور من قدراتي الفكريَّة ولم يسهم في تحسين المستوى المعيشي على الوجه المرجو ، فلم استفد شيئًا من مكوثي ثماني ساعات في المكتب، بل أصبحت عاجزًا عن إنجاز أي مهام أخرى، الأمر الذي جعلني أفكر في أن يكون لي مشروعي الخاص”.

 وفي السياق ذاته توافقه الرأي مروى العريقي (صحفية) فترى أنَّ إنشاء مشروع خاص أفضل من انتظار زيادة في الراتب. وهي تفضل أن  يكون لها مشروعها الخاص بدًلا عن الوظيفة. ولولا غياب رأس المال لقامت بتنفيذ مشروعها الذي تعدُّه أكثر تحررًا وإبداعًا من الوظائف الحكومية وأيضًا الخاصة.

عوائق

   يواجه الشباب العديد من التحدّيات عند تنفيذ مشاريعهم الخاصة مثل ظهور عدد من المشكلات كالمشكلات التسويقية والتنظيمية والإدارية. وتوفُّر رأس المال وحده لا يكفي لبدء مشروع صغير قادر على الدخول إلى سوق  العمل وخوض منافسة قوية فيه.

  يقول عاصم الخضمي(30 عامًا من صنعاء) :تمثل الإجراءات الحكومية عائقًا كبيرًا أمام تنفيذ المشاريع الخاصة، ويهدر الكثير من الوقت في استخراج المعاملات والتراخيص، الأمر الذي يؤخر من انطلاقه، بالإضافة إلى سيطرة المشاريع الكبيرة على السوق فقد جعلت من المشاريع الصغيرة غير قادرة على المنافسة والعمل من دون جدوى.

نموذج شبابيٌّ  للمشاريع الخاصة

 “مشروعي الخاص فتح لي أبوابًا كثيرة، بدأته بإمكانات يسيرة. وبموهبة وإرادة وعزيمة وصلت وحققت ماكنت أتمناه، وما زلت أطمح إلى الأفضل”. ذلك ما حكته (نجلاء زنيم30 عامًا).

 وتضيف زنيم أنها نفَّذت مشروعها الخاص واختارت (سكادا كولكشن) اسمًا لمنتجها الذي تقوم ببيعه، وهو عبارة عن صنع إكسسوارات تراثية وحديثة متنوعة، وهي تقوم بالتسويق والترويج له عبر تطبيقات عديدة.

  نصائح

 عباس المشرقي (خبير اقتصاد) يوكِّد أهمية أن يقوم الشباب بدراسة جدوى صحيحة وعمل استراتيجية تسويقية والاستعانة بشخص ذي خبرة أو استشاري وذلك قبل تنفيذ مشاريعهم، لتفادي الوقوع في أخطاء  قد تؤدي إلى إفشال المشروع.

 ويوضح أن عددًا كبيرًا من الشباب يظنون أن رأس المال  وحده يكفي لنجاح المشروع، ولكن هذا الظن غير صحيح فهذه أفكار مغلوطة إذ يفترض أن يعي الشباب أن المشاريع تحتاج إلى الفكرة الجيدة والتخطيط والتنفيذ الصحيحين، لتحسين مستويات النجاح وامتلاك مشروع ناجح.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

56% يؤكدون أن المشاريع الصغيرة تُساهم في مكافحة الفقر والبطالة

صوت الأمل – رجاءمكرد بيَنت نتائج إستطلاع إلكتروني أجرته صحيفة “صوت الأمل” التا…