جــهــود القطــاع الخـــاص فــــــي دعــم المشاريــع الصغيـــرة
صوت الأمل – علياء محمد وحنين الوحش
يؤدي القطاع الخاص دورًا محوريًّا في تحقيق التنمية الاقتصادية؛ لما يمتاز به من خصائص تؤهله للتأثير في شتَّى المجالات, فقد أسهم العديد من رجال الأعمال والتجار وأصحاب المولات والمؤسسات إسهامًا فعّالًا في دعم عدد من المشاريع الصغيرة وتوفير مناخ مناسب لتنفيذ مشاريعهم على أرض الواقع .
شيماء أبو حاتم (26عامًا من صنعاء) إحدى الشابات اليمنيات التي فتحت مشروعها الخاص ببيع النباتات في مول داخل صنعاء تقول: إنها عندما قررت أن تأخذ مساحة صغيرة في مول تجاري فكرتها وجدت إعجابًا واهتمامًا وتشجيعًا لتنفيذها من قبل أصحاب المول.
مشيرةً: إلى أن المول وفرَّ لها مساحة للبيع، وأنه لا توجد فيه ضغوط لدفع الإيجارات التي تشترطها بعض المولات، فبعض المولات تشترط أن يُدفع مقدمًا ولمدة سنة مع دفع تأمين. ولكنها لقت الدَّعم بدون شروط، وهذا ما جعلها تستمر وتطمح إلى أكبر من ذلك المشروع.
المولات التجارية
محمد الجنيدي (مالك الخليج مول – عدن) يوكِّد: على أهمية دور المولات في دعم المشاريع الصغيرة عن طريق توفير التسهيلات والإجراءات لأصحاب تلك المشاريع، وأن المول يقدم قروضًا بدون فوائد مقابل رهن أو شروط أخرى.
ويضيف الجنيدي: “أن المول يعمل على تقديم التخفيضات المناسبة للإيجارات الشهرية للمحلات الصغيرة, ويعطي قرابة الشهرين مجانًا، بالإضافة إلى تقديم بعض المساعدات المالية للأسر المحتاجة إلى إنشاء مشاريع صغيرة لها “.
فارس حميد (عضو إدارة مول العرب – صنعاء)، يقول: “ نهتمُّ بتقديم الدَّعم لأصحاب المشاريع الصغيرة المبتدئة من ناحية تخفيض الإيجارات وتقديم تسهيلات في الإجراءات، ونتعامل معهم معاملة خاصة تختلف عن باقي المحلات, فتؤخذ الإيجارات بداية الشهر وليس نهايته، بالإضافة إلى تقديم مبالغ صغيرة كسلفة بدون فوائد وتقسيطها عندما يبدأ المشروع في العمل ويزيد الدخل”.
التأهيل والتدريب
يوكِّد إبراهيم العديني (مدير المشاريع في مؤسسة جنات -تعز) أهمية دور الجمعيات الخيرية في تأهيل وتدريب النساء لتنفيذ مشاريعهن الخاصة، قائلًا: “نتلقى الدَّعم من عدد من الجمعيات ثمَّ تقوم المؤسسة بتقديم الدعم عن طريق توفير معامل للخياطة الخاصة بالنساء، ونعمل على تدريبهن وتأهيلهن لتعزيز قدراتهن لتنفيذ مشاريعهن الخاصة”.
تمكين اقتصادي
أمَّا بالنسبة إلى التمكين الاقتصادي التقت “صوت الأمل” بـمحمد العامري (رئيس مؤسسة إنقاذ للتنمية)الذي أوضح أن المؤسسة تهتمُّ بدعم النساء عن طريق إقامة الدورات التدريبيَّة الخاصة بتسهيل مهام العمل لإكساب المستفيدات الخبرات الكافية لتمكينهن من الدخول إلى سوق العمل.
مضيفًا: أن المؤسسة عملت على فتح عدد من المشاريع الصغيرة التي أصبحت مصدر رزق لعدد كبير من النساء.
كما أسهمت مؤسسة إلهام للثقافة والتنمية في مجال التدريب لإدارة المشاريع والتسويق.. إلهام العواضي (رئيسة المؤسسة) تقول :إن المؤسسة أسهمت في تأهيل وتدريب أصحاب المشاريع المبتدئة وذلك بإنشاء حاضنات أعمال وهي عبارة عن مكاتب إدارية واستشارات وقاعات تدريبية.
تضيف العواضي: “أن حاضنات الأعمال ساعدت على إكساب أصحاب المشاريع التدريب الكافي لكيفية دراسة جدوى مشاريعهم الصغيرة وكيفية تنفيذها على أرض الواقع وإدارتها والتسويق لها، بالإضافة إلى تأهيل المرأة لتعزيز قدرتها على العمل والتعامل مع العملاء وتحقيق التنمية في المجتمع بكل المجالات”.
تحقيق فرص العمل
تستعرض الدكتورة ياسمين باغريب (رئيسة مؤسسة لأجلك يا عدن التنموية) أبرز الأعمال التي قدَّمتها لدعم المشاريع الصغيرة وتقول: “نحن بوصفنا مؤسسة شبابية قدَّمنا العديد من الدعم للمشاريع، استهدفنا الرجال والنساء ففتحنا مشاريع محلات لبيع الملابس الخاصة بالرجال والنساء، كما قمنا بفتح مشاريع أفران وفتح بسطات وصناديق لبيع الخضار”.
موكِّدة: أن جميع جهود المؤسسة هدفها تحقيق الاكتفاء الذاتي وخلق فرص عمل جديدة للأسر والحدّ من ظاهرة البطالة التي أصبحت تؤرِّق المجتمع.
أحمد السعيد(35 عامًا من عدن) أحد المستفيدين من القطاع الخاص لتنفيذ مشروعه يقول :إنه قدَّم على استمارة مؤسسة تَدْعم المشاريع الصغيرة وحصل على مبلغ لشراء باص، وأن عمله الحالي سائق باص، وهذا المشروع مصدر دخل له ولأسرته.
مضيفًا: “لستُ الوحيد المستفيد من هذا المشروع بل هناك عدد كبير من الشباب استفادوا وفتحوا محلات للبيع، مثل: محلات بيع الهواتف المحمولة، ومستفيدات أيضًا قمن بافتتاح محلات كوافير (مراكز تجميل)”.
دور الغرفة التجارية
أوضح تميم السقاف(مدير مركز ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة في الغرفة التجارية) لـ “صوت الامل” أن نتائج التقييم الذي قامت به الغرفة خلال السنوات الأربع الأخيرة لأداء عمل الغرفة التجارية ومراجعة استراتيجية التوجهات التي تقوم بها الغرفة وجد أن أغلب توجهات الغرفة كانت لصالح خدمة القطاع الخاص للشركات الكبيرة.
ويقول السقاف :إنه حينما كُثِّفت الجهود لدعم المشاريع المتوسطة والصغيرة والرياديَّة ذات الطابع الابتكاري التي تحمل أفكارًا جديدة بدأوا بخطوات عديدة أهمها إنشاء وحدة خاصة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ليعملوا عن طريقها ويقوموا بتحديد وتصنيف أصحاب المشاريع لتتمكن الغرفة من معرفة احتياجات أصحاب المشاريع والصعوبات التي يوجهونها وخدمتهم على الوجه المطلوب والمناسب للمشاريع التي يقومون بتنفيذها.
مضيفًا أنه بعد تحديد الفئات في العام 2017م أنشأت الغرفة التجارية لجنة خاصة بالمشاريع الصغيرة والرياديَّة، تهتمُّ بدراسة المشاريع واحتياجاتها, وبرامج تنفيذها وشُكِّلت اللّجنة من أصحاب المشاريع أنفسهم، نظرًا لفهمهم طبيعة العمل الذي يقومون به.
كما يشير تميم السقاف إلى أنهم عملوا على تحليل بيئات عمل المشاريع الصغيرة وتحديد الأهداف والاستراتيجية الخاصة بالعمل إلى أن توصلوا في الغرفة إلى ضرورة توحيد جهود كل العاملين في مجال ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة للوصول إلى معاير واضحة تُصنَّف عن طريقها المشاريع الصغيرة .
ويوكِّد تميم أن عمل المركز في الغرفة التجارية استمرَّ بجهوده في دعم المشاريع الصغيرة عن طريق إقامة مؤتمر خاص بريادة الأعمال في العام 2019م حضره جميع العاملين في مجال ريادة الأعمال.
وحول أبرز النتائج التي خرج بها المؤتمر، يقول السقاف: “أعددنا مسودة معاير وكان أهم ما خرجنا به من المؤتمر مسودة المعاير وتعريف موحد لريادة الأعمال، وبالتعاون مع وزارة الصناعة بدأنا العمل على هذه المعاير وخرجنا بمسودة قرار مازالت قيد الإجراء للإصدار من الوزارة، بالإضافة إلى تحقيق التوصيات التي خرج بها المؤتمر كإنشاء مركز متخصص لريادة الأعمال والمشاريع الناشئة في العام 2021م.
تعاون حكومي وخاص
يتلخص التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في تسهيل الإجراءات القانونية بالنسبة إلى أصحاب المشاريع الصغيرة هذا ما وكَّده المحامي والمستشار القانوني عبد الباسط الدراسي في تصريح لـ “صوت الأمل”. إن أبرز التسهيلات القانونية التي تقدم لأصحاب المشاريع الصغيرة هي منح الاسم التجاري للمشاريع الصغيرة بسجل أعمال مؤقت عبر نافذة رواد الأعمال في وزارة الصناعة، بالإضافة إلى إعفاء أصحاب المشاريع الصغيرة من دفع الضرائب عمومًا.
56% يؤكدون أن المشاريع الصغيرة تُساهم في مكافحة الفقر والبطالة
صوت الأمل – رجاءمكرد بيَنت نتائج إستطلاع إلكتروني أجرته صحيفة “صوت الأمل” التا…