ترشيد استهلاك المياه.. بأعْينٍ شبابية
صوت الأمل – علياء محمد
تعدُّ إدارة مصادر المياه وترشيد استهلاكها من القضايا المهمة والملحة في مجتمعنا اليمني، الذي يعاني من أزمة مياه خانقة في كل المحافظات اليمنية، ويستلزم أن يكون هناك وعيٌ بأهمية الحفاظ على المياه من قبل أفراد المجتمع.
يعد الشباب من أهم فئات المجتمع اليمني الذي له دورٌ فعالٌ في عملية التوعية بوسائل الحفاظ على المياه وكيفية استهلاكها بطريقة سليمة تسهم في الحفاظ على منسوب المياه الجوفية في كل المحافظات اليمنية.
وفي استطلاع قامت به صحيفة “صوت الأمل” مع عدد من الشباب الفعالين في المجتمع، لمعرفة أهم التحديات التي تواجه قطاع المياه وأهم الحلول التي تسهم في الحفاظ على هذه الثروة بنظرة ورؤى شبابية.
عمران مصباح (٢6عامًا مديرية ماوية في تعز) يقول: “تعدُّ المديرية من المناطق المعروفة بزراعة القات على مستوى اليمن. وأشاهد كمية المياه التي ما زالت تهُدر في عملية ري الأراضي الزراعية وهذا الأمر في رأي يعد أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث أزمة مائية كبيرة في اليمن، وإهدار المخزون المائي بفعل الحفر العشوائي للآبار، موكِّدًا أنه يجب الحدُّ من العبث الذي يجري في هذا الجانب، وأن يكون هناك وعيٌ كاملٌ بالمشكلة”.
أهمية وضع خطة استراتيجية
وحول كيفية الحصول على كميات كافية من المياه أشار عمران إلى أهمية وضع خطة استراتيجية شاملة سواء بالاعتماد على تحلية مياه البحر أم ببناء سدود وحواجز تعمل على الاحتفاظ بمياه الأمطار في أماكن الاستفادة منها؛ لتتغذى الآبار وتستفيد منها الأراضي الزراعية بدلاً من تركها للسيول.
وفي السياق نفسه تقول ميادة سلام(٢٥عاما محافظة عدن): “إن مسؤولية الحفاظ على المياه مسؤولية جماعية تقع على عاتق المواطن والدولة على حدٍّ سواء. فالمواطن لا يمتلك الوعي الكافي بكيفية إدارة موارد المياه المستخدمة, ولذلك ينبغي على كل الجهات المختصة تكثف الجهود لعمل حملات توعوية لترشيد استهلاك المياه, بواسطة عرض رسائل توعية عبر البروشورات وإطلاق رسائل عبر وسائل الإعلام .
أهمية المشاريع المائية
ومن جهة أخرى يرى محمد العريقي (٢٧عامًا محافظة صنعاء): “أن التوعية مطلوبة وخصوصًا للمزارعين في المناطق الزراعية, حيث تُستنزف كميات كبيرة من المياه في الأراضي الزراعية، ويضيف: “يجب أن تقام المشاريع الخاصة بتنظيم سقاية للمزارع و ضرورة الحفاظ على المياه عن طريق إدارة أنظمة الري”.
محمد الباجلي (30عاما محافظة الحديدة).. يوكِّد:” أهمية المشاريع المائية التي تستعمل في عملية ري الأراضي الزراعية, مثل إنشاء محطات تنقية ومعالجة مياه الصرف الصحي؛ وذلك ليتم إعادة استعمالها في عمليات الري” .
كما أشارت منى المطري(27 عاما محافظة صنعاء) إلى:” الممارسات الخاطئة التي يقوم بها عدد من أفراد المجتمع وكان لها دور في إهدار المياه, فمن تلك الممارسات التي يقوم بها بعض الأشخاص ــ على سبيل المثال ــ غمر الأراضي الزراعية واستنزاف كميات هائلة من الماء من دون وعي”.
ترشيد المياه
“ضرورة التوعية المجتمعية بأهمية ترشيد المياه عن طريق تقديم رسائل توعية بواسطة الهاتف المحمول عبر شبكات الاتصال؛ بالإضافة إلى عمل رسائل توعية خاصة بالأطفال, لتثقيف الأطفال حول ترشيد استهلاك المياه, وينبغي التركيز على دور المدارس في تكثيف التوعية للطلبة في المدارس”. هذا ما أكدته عنود محمد(20عامًا محافظة عدن).
وشدد نور الدين صالح (27عامًا محافظة المحويت): “على أهمية تنظيم وتوزيع المياه مما يضمن العدالة للجميع ويقلل من هدر المياه، مضيفًا: “أن هناك مناطق تصل إليها المياه بطريقة عشوائية ومناطق تكاد تنعدم فيها المياه, الأمر الذي يحتاج إلى قيام وزارة المياه بعمل خطط واستراتيجيات لتنظيم توزيع المياه, ووصول جميع أفراد المجتمع .
وحول البناء العشوائي تقول أفراح قائد(25عاما محافظة عدن): “البناء العشوائي واحد من أهم الأسباب المؤدية إلى انقطاع الماء, ويكاد يكون الأساس, فقد أدخل تغيرًا كبيرًا في الخريطة التوزيعية للمياه في كل المناطق اليمنية. ويتحمل المواطن مسؤولية ذلك بالدرجة الأولى والرئيسة؛ نتيجة للبناء العشوائي الذي أقامه وغياب الجهات المختصة ودورها في الرقابة ومنع انتشار هذه الظاهرة على مستوى المحافظات اليمنية”.