ماء رشفت دواء
صوت الأمل – د. جميلة بعقوب
يعد الحصول على مياه الشرب الآمنة ومرافق الصرف الصحي الملائمة حقاً أساسياً لجميع أفراد المجتمع اليمني ، ولكن واحداً فقط من بين عشرات الأشخاص لديهم إمكانية الوصول المباشر إلى المياه الصالحة للشرب في اليمن، و يحتاج حوالي أكثر من مليون شخص إلى أحد أشكال المساعدات الإنسانية العاجلة للحصول على المياه والصرف الصحي والنظافة العامة، ويشكل الأطفال حوالي %52 من ذلك فهو حق مكرس في اتفاقية حقوق الطفل وقرارات الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف، حيث يسهم تدمير البنية التحتية لمياه الشرب والصرف الصحي والنظافة العامة وضعف إدارة الموارد والنمو السكاني السريع في النقص الحاد المتزايد في مياه الشرب النقية والحصول على خدمات الصرف الصحي، ومع انتشار وتزايد عدد السكان وبالذات السكان النازحين بسبب ظروف الحرب في عدة مناطق جغرافية متباعدة يبقى الاستثمار في البنية التحتية المتمثلة في شبكات المياه والتي لا يرتبط سوى ثلث سكان اليمن بها أمراً ضرورياً وحاسم للحفاظ على صحة الأطفال وكبار السن.
وتساهم مشاكل المياه الصحية في اليمن في ارتفاع العبء الصحي من خلال تفشي العديد من الأمراض الفتاكة المرتبطة بالمياه الملوثة على نحو كبير، والتي يمكن أن تنقل العديد من الأمراض أهمها الإسهال والكوليرا والدوسنتاريا والتيفود وشلل الأطفال وأمراض الفشل الكلوي حيث وتشير التقديرات إلى أن مياه الشرب الملوثة تسبب 000, 502 حالة وفاة بالإسهال كل عام حيث تمثل الأمراض المرتبطة بالمياه والصرف الصحي من بين الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة.
ويمكن أن تحدث بعض التدخلات فارقاً كبيراً للحد من مخاطر المياه على صحة الأنسان وبالذات في مناطق التجمعات السكانية ومناطق النزوح وذلك من خلال تزويد المواطنيين بالمياه النظيفة المنقولة بالشاحنات، وتركيب نقاط المياه وخزانات المياه الجماعية، وبناء مراحيض طارئة، وتوزيع حقائب مستلزمات العناية والنظافة الشخصية، وأقراص الكلور لمعالجة المياه المنزلية.
ويعد تحسين خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة في المنازل والمرافق الخدمية المختلفة وبالذات المرافق الصحية أمراً ذو أهمية بالغة لضمان جودة الرعاية وتقليل مخاطر الإصابة بالعدوى بين أفراد المجتمع والمرضى المراجعين وأسرهم، وكذلك بين العاملين الصحيين والحد من الوفيات من خلال الحصول على المياه النظيفة.
وللحفاظ على الوصول المتواصل غير المتقطع للمياه ، وضمان استمرار الحصول على مياه نظيفة وأيضا زيادة الطلب على المياه لغسل اليدين الذي يعتبر أفضل وسيلة لتدابير الحد من انتشار جائحة كوفيد – 19 يتطلب ذلك من الجهات المعنية العمل على دعم السياسات والاستراتيجيات التي تعمل على تحسين البنية الأساسية لإمدادات المياه والصرف الصحي في المدن والمدارس ومخيمات النازحين وعلى مستوى المجتمع والأسرة، وتأهيل وبناء البنية التحتية للمياه والصرف الصحي وتقديم خدمات تحلية المياه والنظافة العامة الأساسية، والعمل على إيجاد حلول مبتكرة لجعل إمدادات المياه الصالحة للشرب أكثر استدامة وفعالية، وذلك على مستوى المجتمع والأسرة والمؤسسات الخدمية المختلفة.