‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة المياه في اليمن شحة المياه: معاناة مستمرة في أرياف اليمن

شحة المياه: معاناة مستمرة في أرياف اليمن

صوت الامل – علياءمحمد

   أرياف اليمن تعاني الكثير من المشكلات في ظل استمرار انعدام الخدمات الأساسية فيها منذ فترات طويلة، كما أنَّ أزمة توفير المياه ضاعفت من معاناة المواطنين في الأرياف, خصوصًا مع جفاف بعض الآبار وصعوبة شراء مولدات أو صهاريج ماء وحفارات لارتفاع أسعارها.

       في أعالي جبال اليمن تقع عدد من القرى  التي تعاني من أزمة خانقة في المياه، تُعدُّ مديرية حفاش عزلة حماطة في محافظة المحويت واحدة من المحافظات اليمنية التي تعاني من مشكلات كثيرة تتعلق بتوفير المياه فيها، الأمر الذي زادت حدته في الفترات الأخيرة,  فأصبحت المحافظة  تدق ناقوس الخطر، وتهددت حياة من فيها .

سدٌّ واحد لثلاث قرى

   خزان مياه ” مشروع سدٍّ “قُدم لسكان قرى عزلة حماطة (القلعة والمعزب والقصر) منذ 16 عامًا بدعم من وزارة الاشغال والصندوق الاجتماعي للتنمية. المشروع كان يوفر المياه لأبناء العزلة بكل سهولة؛ ولكن مع مرور الزمن لم تحدث فيه أي تحديثات وإصلاحات, الأمر الذي أدَّى إلى توقف المشروع وحرمان الكثيرين من أبناء العزلة من المياه.

    يبعد السدُّ عن كل قرية تابعة لعزلة حماطة مسافة تقدر بكيلو متر مربع” تبعًا لإفادة المسؤول عن توزيع مياه  السدّ في العزلة عبده محمد، حيث قال:” يجري تجميع المياه في السد من الأمطار, ثمَّ توزَّع على سكان القرية بحسب كمية الأمطار الموجودة فيه, فإذا كانت كمية الأمطار غزيرة  تُوزَّع  20عبوة بلاستيكية (دبة) لكل أسرة في الأسبوع, وإن لم تتجمع مياه الأمطار توزع  ثمان عبوات. أما في حالة عدم هطول الأمطار يضطر سكان القرية إلى الذهاب إلى الوادي لجلب الماء, ويستغرق ذلك ساعة للوصول إليه وساعة للعودة .”

    ومن أمام السدِّ الوحيد يشكي محمد حسن) أحد سكان القرية(  قائلًا: “لا تتوفر لدينا مصادر مياه نظيفة صالحة للشرب أو الاستخدام اليومي غير هذا السدِّ؛ حيث إنَّ اعتمادنا عليه كبيرٌ مع تلوثه حاليًّا وتغير لونه, ولكن لا خيار لنا غيره”.

  ناصر محمد) مدير المشروع) يوضح:” أن السدَّ حاليًّا يحتاج إلى عدد من الإصلاحات اللازمة, حيث إنهم معتمدون على جهود ذاتية تقدم من أفراد القرية  لتغطية المتطلبات التي يحتاج إليها الخزان.”

مياه الأمطار مصدر رئيس

   تعتمد قرى عزلة حماطة في محافظة المحويت على مياه الأمطار بدرجة رئيسة في الاستهلاك اليومي المتزايد للمياه؛ نتيجة انخفاض منسوب مياه الآبار وتدهور إنتاجية السد. وتصرِّح إحدى بنات العزلة سميرة علي ” بأن أبناء العزلة يعتمدون على مياه الأمطار لأنها المصدر الرئيس للشرب في القرية, حيث يُنظَّف الريم (سطح المنزل) ويُنتظر هطول الأمطار لتوصيل المياه المتجمعة على السطح عبر خراطيم إلى خزانات يجري استعمالها للشرب والمستلزمات المنزلية, كونها طريقة مناسبة وبسيطة توفر مشقة الذهاب إلى الآبار والعيون”.

    وحول الأضرار الناجمة عن هذه الطريقة يقول عبدالله أحمد (أحد سكان القرية):” انعدام وسائل تنقية الماء  المستخدم للشرب والاعتماد على المياه المتوفرة على الأسطح التي تعدُّ ملوثة, تسبب في انتشار العديد من الأمراض والأوبئة التي طالت السكان والمواشي في القرية” .

تكاليف باهظة

   يقول محمد يحيى (أحد سكان القرية)” :تصل  تكلفة الصهريج الواحد إلى 70  ألف ريال, وذلك  بسبب المسافة البعيدة التي يُجْلب الماء منها, فالماء يُعبَّأ من بئر بعيد في وادي يقع بمنطقة “بيت داهم” كما أن هناك عددًا كبيرًا من السكان لا يستطيعون تغطية هذه التكاليف بسبب الأوضاع المادية السيئة”.

   جلب المياه أصبح معاناة يومية على سكان العزلة, تتزايد كل يوم، تشكو آمنة ناجي ذات 11 عامًا معاناتها في جلب الماء، فتقول:” نأتي إلى هنا ثلاث أو أربع مرات في اليوم لنأخذ الماء في عبوات تصل إلى 40  لتر يوميًّا فوق رؤوسنا أو على ظهور الحيوانات”. وتضيف” : لدينا سدٌّ في القرية نأخذ منه الماء, وعندما لا تهطل الأمطار نلجأ إلى عين توجد في أسفل القرية تسمى “بالموهوبة ” تبعد عنَّا مسافة طويلة وإذا جفت فلا خيار لنا إلَّا الذهاب إلى منطقة ” الكاذية” وهي عين أخرى نستغرق للوصول إليها وقتًا طويلًا يقدر بساعة .

مشاريع انقطعت

     في العزلة مشاريع قد تكون منتهي الصلاحية، عبد الرحمن مطير(أحد الموظفين في مشروع المياه في محافظة المحويت) يقول:” في العام  2011 نُفِّذ أول مشروع مياه في مديرية حفاش تستفيد منه الكثير من الأسر من أبناء المديرية, ولكن بسبب خروج المشروع عن الخدمة جراء بدء الصراع لم يجرِ إعادة تفعيله من جديد ولم تلتفت المنظمات الدولية لإعادة المشروع”.

   وحول أهم الاحتياجات للعزلة  يتحدث أحمد عبدالله (عضو في المجلس المحلي في المحافظة) قائلًا: “تحتاج الثلاث القرى الواقعة في عزلة حماطة إلى مشاريع تنموية وإعمارية, فيما يتعلق بتوفير المياه, عن طريق توفير خزانات مغطاة تجنب سكان القرية أضرار المياه الملوثة”.

قرى ميفع بمديرية بروم

    قرى منطقة ميفع بمديرية بروم محافظة حضرموت تشهد انقطاعات مستمرة لمياه الشرب منذ منتصف شهر رمضان الماضي إلى الآن, أدّت إلى تأزم معاناة أبناء القرى تأزمًا كبيرًا.

   المدير العام للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بساحل حضرموت المهندس وهيب غانم كشف عن أسباب الانقطاعات المستمرة التي أدَّت إلى خروج أثنين من حقول الآبار عن الخدمة لجميع من في منطقة ميفع، حيث قال:” تسبب خلل في أحد المحركات في انقطاع المياه عن قرى مديرية بروم بسبب وجود تآكل في الضفة الخارجية شكلت عائقًا أمام استمرار عملية الضخ”.

بئران ينتجان 40 لترًا في الثانية

   وبيَّن أن مناطق ميفع تعتمد على بئرين رئيسيين بكمية إنتاج تصل إلى 40 لترًا في الثانية تقريبا, ويجري حاليًّا إعادة تأهيل البئر وعمل المنظومة من جديد.

   وحول مصادر المياه الرئيسة في منطقة ميفع بساحل حضرموت أشار إلى أنه قبل انضمام منطقة ميفع إلى نطاق المؤسسة المحلية للمياه بساحل حضرموت كان سكان المناطق يعتمدون على مصادر المياه الجارية في الوادي ويقومون بنقلها عن طريق المواشي، وكان في ذلك خطر على الأطفال والنساء نتيجة جريان السيول المفاجئة من منطقة (حجر) المرتفعة. وقد أصبح المصدر الرئيس حاليا لتلك المناطق حقلًا يتضمن بئرين رئيسيين تتغذى بالمياه الجوفية النظيفة, وتصل إلى القرى عبر شبكات جوفية وعدادات.  

     وحول دور المؤسسة في تحسين الخدمة صرَّح غانم بـ: “أنه يجري حاليا التجهيز لعملية حفر بئرين إضافيين لتعزيز منظومة  المياه وعمل صيانة للمضخات القديمة وتعقيم المياه بواسطة مادة الكلور”.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع خاص لصحيفة صوت الأمل لعدد المياه