‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة المياه في اليمن المياه المعبأة.. ملجأ إجباري للحصول على مياه الشرب

المياه المعبأة.. ملجأ إجباري للحصول على مياه الشرب

صوت الأمل – علياء محمد

    “يلجأ عدد من الناس في المجتمع اليمني إلى شراء المياه المعبأة (بقناني بلاستيكية) اعتقادًا منهم أنَّها آمنة من أيّ أضرار. هذا وقد تعددت شركات المياه داخل اليمن وتزايدت أعداد المصانع المنتجة لها, حيث وصلت في صنعاء إلى 25مصنعًا, وثلاث مصانع تحت التجهيز”. ذلك بناء على ما أوضحه المهندس عبد الكريم الدعيس في وزارة الصناعة والتجارة بصنعاء.

   يقول المهندس لـ”صوت الأمل” :إن هناك عددًا كبيرًا من المصانع المنتجة للمياه المعبأة موزعة على عدد من المحافظات اليمنية. تتميز المصانع القديمة والمتعارف عليها بطاقة إنتاجية عالية عكس ما تنتجه المصانع الحديثة حاليًّا. كما أسهم توفر الآلات المستخدمة في مصانع المياه في تزايد أعداد المصانع في أرجاء اليمن, وفي المقابل لا يُعطى أيُّ تصريح من وزارة الصناعة إلَّا بموافقة من الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس”.

    من جانبه يوكِّد قاسم عبد الرحمن (مدير إدارة تأكيد الجودة في الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة بعدن): “أن الهيئة تشرف على مصانع تعبئة المياه المعالجة كليًّا, ويجري إخضاعها للمواصفات والمقاييس المعتمدة لاشتراطات تداول التغذية ومواصفات المنتجات، بالإضافة إلى إخضاعها لأنظمة التصنيع الجيدgmp  وغيرها من الأنظمة واللوائح الفنية المعتمدة من الهيئة التي تعدُّ الجهة التشريعية المخولة على وفق قانون المواصفات والمقاييس بإصدار المواصفات الخاصة لكل المنتجات والمعاير المنظمة لإنتاج هذه المنتجات”.

مواصفات مياه الشرب المعبأة

   تتركز المعايير التي وضعتها الهيئة العامة للموارد المائية حول جودة ونوعية المياه وتحديد كلٍّ من نسب (الخواص الفزيائية والكيمائية والمواد السامة والاشعاعية والملوثات العضوية).

  يقول علاء الجوفي (مختص ومهندس في مصنع لتعبئة المياه): “هناك مقايس عديدة وعامة تتمثل في المباني ومكان التصنيع والتخزين والتحريز والبنية التحتية له؛ بينما المقاييس الخاصة تشمل نسبة الأملاح الكلية والعناصر المعدنية كلّ على حسب حجم العبوات, ونوعية مواد البلاستيك وطرق المعالجة ونسبة مواد التعقيم”.

توافق المصانع مع المعايير

    وحول مدى توافق مصانع المياه المعبأة  مع معايير ومواصفات الجودة، أوضح الجوفي : “أن مراحل وخطوات المعالجة تختلف من مصنع إلى آخر,  فالمصانع الكبيرة تكون المعالجة أكثر وأوسع لأنها لا تهتم بتكاليف المعالجة حتى وإن كان سعرها مرتفعًا, عكس المعامل أو المصانع الصغيرة التي تحاول بقدر الإمكان التخفيف من تكلفة المعالجة”.

  وأضاف :”هناك فلاتر خاصة لها دور مهم جدًا في تنقية المياه, ولكن لا يستطيع المواطن الحصول عليها بسهولة بسبب تكاليفها العالية, فالفلاتر تقوم بعملية امتصاص العناصر المعدنية الثقيلة التي تسبب أضرارًا صحية, حتى إذا كانت بنسبة قليلة”.

  كما بيَّن:” أن الطرق القديمة التي كانت تعقم وتنقى بها المياه المعبأة كانت في أغلب الأوقات سببًا في أنتشار مرض الفشل الكلوي؛ أمَّا الآن فأصبحت المصانع تستعمل وسائل حديثة للتعقيم عن طريق (الأوزون) وهو عبارة عن غاز يظل 24 ساعة داخل المنتج وينتهي تأثيره ويبقى الماء معقمًا لمدة عام “.

طرق التعبئة

   وحول طريقة التعبئة أشار الجوفي إلى أن هناك عددًا كبيرًا من المعامل التي تطلق على نفسها مصانع, وهناك اختلاف في عملية تعبئة المياه بين المصانع والمعامل حيث إن طريقة تعبئة المعامل تجري يدويًّا, في حين أنَّ المصانع الكبيرة تقوم بالتعبئة أوتوماتيكيا 100بالمائة.

ثقة وشك

   تفاوتت أراء الناس حول ثقتها وعدم ثقتها بما تقدمه مصانع المياه المعبأة فهناك فئة ترى أنها الأنسب والآمن, وأخرى ترى أنها لا تخضع لأي رقابة أو تفتيش .

    يقول مبارك اليوسفي :”للأسف معظم مياه الشرب التي تباع على أنها مياه معدنية هي في الأساس مياه عادية، تُعبَّأ في محطات مياه أو ما يسمى “مياه الكوثر” ولا تخضع لأي عملية تنقية، ومن ثمَّ تكون مياه غير صحية خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى وغيرها. الأمر متعب في حالة البحث عن مياه معدنية أصلية، ويبقى هناك ثلاثة أو أربعة أنواع فقط من مئات الأنواع التي تباع على أنها مياه معدنية في السوق تعدُّ الأفضل”.

   في السياق نفسه ترى (صفاء الفقيه): “أن المياه المعبأة  أغلبها ثقيلة وتحتوي على كمية كبيرة من الكلور وتكون شبه مالحة”. مضيفة:” تزايدت الشركات المصنعة للمياه المعبأة في اليمن, وهذا ما يوكِّد أن هناك غيابًا تامًّا  للدور الرقابي وضبط الجودة “.

    تخالفها الرأي سمية العنسي (موظفة في مصنع للمياه المعبأة) حيث توكِّد أن المياه المعبأة تخضع للرقابة والتفتيش ولديها موافقة للمعايير والموصفات، كما تقول:” كنت لا أثق بالمياه المعبأة مثل باقي الناس ولكن عندما عملت في المصنع وشاهدت خطوات المعالجة والتنقية وثقت بها”.

    ووكَّد (سعيد القدسي) :”أن ثقته  بالمياه المعبأة أكثر من ثقته بمياه المحطات, نتيجة لما تحمله من خصاص ومعايير تخضع للرقابة والمحاسبة, وهناك عدد من المنتجات المائية لها سمعة جيدة ومازالت إلى الآن”.

خيار واحد لابديل

   عبد الرازق حمنة يرى :”أن المياه المعبأة أفضل من مياه المحطات, كما أنها أفضل من  مصادر الشرب الأخرى، ويقول :عمومًا تعدُّ المياه المعبأة المتوفرة والموجودة حاليًّا بديلًا عن باقي مصادر المياه الأخرى  التي قد تكن ملوثة وغير صالحة للشرب لعدم وجود اهتمام من قبل المختصين بنظافة المصادر مقارنة بالمصانع الخاصة بتعبئة المياه، ولا يوجد لنا خيار آخر”.

    من جانب آخر توكِّد (صباح الخيشني) “أن المياه المعدنية لا تتوافق مع المواصفات المكتوبة في اللاصق, ولكننا مجبورون على استهلاكها وشرائها, لعدم توفر بدائل أخرى ذات جودة وموثوق بها”.

    كما أوضحت (هناء حسان)” أن كثرة الأسماء للعبوات المائية وتشابهها أفقدت المواطن الثقة بها, ولعدم وجود بدائل، ولكن نحاول التركيز على الأسماء المعروفة والمتداولة بكثرة.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع خاص لصحيفة صوت الأمل لعدد المياه