ديانات الأقليات في اليمن: التاريخ يجمعنا
صوت الأمل – منال أمين
تعتبر اليمن من الدول العربية، التي تحتوي عديدا من المذاهب الدينية والعرقية المتنوعة على مستوى العالم، وتعرف – منذ القدم – ببلد التعايش السلمي والتسامح الديني بشهادة المؤرخين اليمنيين والمستشرقين والرحالة الأوروبيين.. فثمة خليط متجانس للممارسات المذهبية الدينية، والديانات الخاصة بالأقليات المتواجدة في عدد من المحافظات اليمنية.
اليهود
كانت الطائفة اليهودية- في اليمن – من أهم وأقدم الأقليات، وتختلف الروايات حول تاريخ وجودها في اليمن, إذ تقول «نبوخذ نصر: ملك بابل، أرسل أسرى إلى جنوب الجزيرة العربية واليمن..عقب تدمير الهيكل الأول عام(586 ق.م) وذلك حسب ما أشار إليه الباحث المتخصص في يهود العالم العربي (أحمد كامل راوي) وكانوا يمارسون طقوسهم وتقاليدهم الدينية –في حرية تامة،في معابدهم – التي بلغت – عام 1930 – (39 تسعة وثلاثين معبدا يهوديا)في صنعاء..
وذكر موقع (وايب اكمشين) في تقرير عام 2019 « إن عدد اليهود في اليمن عام 1948- وصل إلى55,000 نسمة، إلا أنه انخفض في عام 2018 إلى أقل من(50شخصًا) بسبب تزايد هجرة الكثير منهم إلى إسرائيل.
وتؤكد الصحفية ابتهال الصالحي: أن اغلب الأقليات في اليمن،كان المنتمون إليها يمارسون حياتهم وشعائرهم بشكل طبيعي.. وكان هناك انسجام في النسيج اليمني دون تمييز, ولكن استمرار الصراعات المتتالية في اليمن أدى إلى تناقص حاد في أعداد اليهود؛ نتيجة هجرتهم إلى خارج البلد.
وحسب ما ذكرت (الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات بعدن لصحيفة (صوت الأمل)) فإن المعبد الوحيد لليهود هو (معبد السنجوت اليهودي الكبير) الذي يعتبر أكبر معبد يهودي في الجزيرة العربية ,قد تم هدمة بشكل كامل، وطُمست ملامحه خلال الفترات الماضية , كما إن مدرسة اليهود التي بنيت في 1911 في صيرة تضررت جراء الإهمال والصراعات المتتالية.
الهنودس
الهنود في اليمن: كانوا متواجدين قبل وصول الاحتلال البريطاني في 1839 ـ حسب ما ذكرت الباحثة اليمنية هناء عبد الكريم في كتابها (الجاليات في عدن 1989-1967)) وقد قُدّرت أعداد اليمنيين –من أصل هندي، في عدن عام 2015 – بأكثر من 200 ألف نسمة، ويتواجد عدد منهم في المكلا والخوخة ولحج وصنعاء.. وأغلبهم مسلمون سنّة.. ومنهم شيعة وهندوس وكشين بأعداد أقل.
يقول الإعلامي ذو الأصول الهندية المسلمة عرفان فيروز «في ثمانينيات القرن الماضي، غادر كثير من الهنود أصحاب الديانات غير المسلمة إلى دول أوروبا والهند.. ولم يتبق إلا قليل منهم إلى يومنا هذا، وبالرغم من تحول أغلب المعابد إلى منشآت تابعة للدولة، وإغلاق البقية من الكنائس الخاصة بالديانة المسيحية والهندوسية.. إلا إن هناك عائلات هندية (غير مسلمة) مازالت تمارس طقوسها الدينية من منازلهم، خاصة الهندوس».
(صوت الأمل) حاولت اجراء مقابلات مع إحدى العائلات الهندوسية في مدينة عدن؛ لمعرفة كيفية ممارسة طقوسهم الدينية وشعائرهم، وطبيعة حياتهم المجتمعية في المدينة خاصة أن لديهم محلات (حلاقة ومواد بناء) يعملون فيها منذ مئات السنين، إلا أن الطلب قوبل بالرفض.
المسيحيون
شكل أبناء الديانة المسيحية من الصوماليين والإثيوبيين والهنود.. وغيرهم من المتواجدين في اليمن، تأثيرا على الحياة العامة في اليمن خلال فترات مختلفة من الزمن.. وكانوا يمارسون شعائرهم الدينية – بكل سهولة -في الكنائس والمعابد الخاصة بهم.
قال (منصور يوسف خان: المسئول الأول عن كنيسة رأس مربط لصحيفة صوت الأمل)) «أن منذ خروج البريطانيين 1967 كانت الكنيسة تستقبل المسيحيين الأجانب، واليمنيين المعتنقين المسيحية، بشكل طبيعي مثل باقي الكنائس في عدن.. إلى أن جاء قانون التأمينات، الذي أدى إلى إغلاق كل الكنائس في عدن وإبقاء كنيستين (الكاثوليكية) في مديرية التواهي و كنيسة (سانت جوزيف ) في مديرية صيرة أمام المصليين إلى ما قبل 2015, ولم يتبق من المسيحيين في عدن، إلا أقل من عشرة أفراد.. مازالوا يمارسون شعائرهم الدينية واحتفالاتهم السنوية في هذه الكنيسة بشكل غير مستمر».
وأشار أحد سكان مديرية التواهي في عدن صومالي الأصل (محمد حسين) إن كنيسة سانت انتوني الكاثوليكية في التواهي، كانت تستقبل المئات من المصليين المسيحيين – منذ تواجد البريطانيين -إلى وقتا قريب، ويمارس فيها المسيحيون في عدن من الكاثوليكية شعائرهم واحتفالاتهم في عيد الفصح ورأس السنة الميلادية وصلواتهم في عدد أيام الأسبوع.
وأضاف: خلال الأعوام الماضية، تعرضت هذه الكنيسة – وغيرها- من كنائس عدن ومعابدها، إلى كثير من المشاكل والصعوبات والإهمال، مما أدى إلى إغلاقها تماما، وأصبحت عبارة عن مبانٍ مهجورة، ويؤدي قليل من معتنقي المسيحية – في عدن – صلواتهم حاليا بمنازلهم.
في استطلاع خاص (بصوت الأمل) مواطنون يؤگدون أهمية الدولة المدنية؛ من أجل حرية المذاهب!
شدد مواطنون يمنيون على «أهمية إقامة نظام دستوري، عبر تحديد قوانين معينة، تكفل حرية ممارسة …