دور المنظمات المدنية: في نشــر التســامح المذهبــــي وقبـــــول الآخـــــر
صوت الأمل – منال أمين
في اليمن ، ثمة عديد من منظمات المجتمع المدني نفذت تدخلا، والتعايش وإن كانت محدودة ـ في ترميم النسيج المجتمعي، والتخفيف من مظاهر العنصرية، بين أوساط المجتمع المتعدد المذاهب والأديان.. لتحقيق التعايش السلمي في المجتمع.. بهذه الكلمات أوضحت الناشطة السياسية والحقوقية ورئيسة مؤسسة (ألف باء مدنية و تعايش) أشجان شريح لـ (صوت الأمل) مدى أهمية دور المنظمات المجتمعية، في تعزيز التعايش السلمي، بين المذاهب والأديان في المجتمع اليمني.
يكمن دور منظمات المجتمع المدني: في تعزيز مفاهيم السلام،والتعايش السلمي بين مختلف الأطياف والمذاهب والطبقات والفئات المجتمعية.. بشكل مؤثر وواضح،والإسهام في تفعيل القرارات الدولية، التي تعمق مبدأ السلالعنصرية.ن خلال تنظيم حملات وأنشطة وبرامج.. تهدف إلى التعايش وقبول الآخر.
اليمن يحوي 0.5% من الأقلية الدينية
أشار كتاب (الأقليات في اليمن: الواقع والتحديات) لمركز(إنصاف) للدفاع عن الحريات والأقليات في اليمن – الذي اشترك في تأليفه الدكتور محمد المحفلي، وإيمان حميد – إلى أن «اليمن يحتوي أقليات دينية ومذهبية تبلغ نسبتها 0.5% من أجمالي عدد السكان, وان هناك خمس أقليات أربع منها تعتمد على أساس ديني (اليهودية والمسيحية والبهائية والإسماعيلية) والخامس عن أقلية المهمشين ؛ وذلك حسب الاعتماد على عدد من المصادر التاريخية والأبحاث العلمية، و التقارير الصادرة عن منظمات دولية و محلية معنية بالدفاع عن الأقليات والمطالبة بحقوقهم « .
للمنظمات تأثير واضح
هنا أكدت أشجان شريح: أن بالرغم من التحديات التي تواجه البلاد – في مختلف المجالات ونواحي الحياة – فإن الدور الذي لعبته منظمات المجتمع المدني في ترميم النسيج المجتمعي والتخفيف من مظاهر العنصرية التمييز الطائفي والمذهبي، ونشر قيم التعايش.. كان له تأثيرات واضحة في التخفيف – ولو بشكل بسيط ولكنه ملحوظ – من مظاهر العنصرية وتحقيق التعايش السلمي بين مختلف الأديان والمذاهب في المجتمع الواحد؛ من خلال استهداف الفئات المؤثرة، والأطراف والمكونات المجتمعية: السياسية منها، والاجتماعية وغيرها.. للعمل المشترك في ترميم النسيج الاجتماعي اليمني، الذي يرفض كل أشكال التمييز.
لا نعرف معنى المذهبية
الشاب الجامعي في كلية الآداب بعدن (صلاح محمد) يقول: للمنظمات المجتمعية دور أساسي في تصحيح المفاهيم والثقافات (الخاطئة) – التي انتشرت في أوساط المجتمع – حول التمييز في المعاملات الحياتية بين الأطياف المذهبية والدينية – خاصة في مدينة عدن – بعدما كانت – منذ أقل من عشر سنوات – نموذجًا للتعايش المجتمعي والمذهبي والطائفي.. حيث كنا وما زلنا لا نعرف معنى للمذهبية ولا للعنصرية في التعامل مع أتباع الأقليات، أو الطوائف.. لأنهم أساسا مندمجون في حياتنا بشكل كبير.
تعزيز مبدأ التعايش
ماجد الخليدي: رئيس منظمة (شباب بلا حدود) في محافظة تعز يقول: منذ عام 2018بدأت بعض المنظمات المجتمعية التوجه ببرامجها وأنشطتها؛ لتعزيز التعايش السلمي بين كل الطوائف والمذاهب.. دون تمييز، رغم صعوبته في هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وأكد الخليدي لـ(صوت الأمل): أن الأمر يحتاج تضافرًا كبيرًا لتسليط الضوء على مثل هذه البرامج التي تعزز من مبدأ التعايش والتسامح، والتي تستهدف أتباع الطوائف المذهبية، والأقليات الموجودة في اليمن.. والعمل على تسليط الضوء على المراحل التاريخية، التي تؤكد اندماج كل فئات المجتمع – فيما بينها – دون تمييز لتحقيق التعايش السلمي المتعارف عليه منذ الألف السنين في اليمن.
ويرجح الخليدي: أن أسباب ظهور بعض الممارسات التمييزية في بعض المناطق.. جاءت نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب، وسوء الخدمات، واستمرار التحديات التي تمر بها اليمن في مختلف مناطقه.. وهي أمور ساهمت في التقليل من استمرار ممارسة العادات والتقاليد المذهبية والدينية بين أجناس وفئات ومذاهب المجتمع الواحد.. الأمر الذي انعكس على دور المنظمات، الذي يفترض أن تستمر في تنفيذ برامج توعوية حول أهمية التعايش السلمي بين أفراد المجتمع.
وفي سبيل الإسهام في إشراك كل الجهات المعنية والسلطات المحلية؛ لإعادة تقبل هذه الطوائف بين أبناء المجتمع والتعايش معهم.. يجدد الخليدي التأكيد على» أهمية العمل على إعداد سياسيات وطنية (تتبناها الدولة) في عملية دمج أبناء الطوائف والأقليات – في اليمن – بمختلف مناحي الحياة، وإشراكهم في بناء الوطن، وتعزيز تواجدهم في البلاد».
المجتمع المدني عبارة عن دولة عميقة
يوضح الدليل العملي لمنظمات المجتمع المدني خلال الأزمات – الذي أصدره المعهد الديمقراطي الوطني- أنّ لمنظمات المجتمع المدني دورًا مهمًّا في دعم العمل الجماعي: في مختلف القضايا، والتقريب بين المجتمعات المختلفة: مذهبيا وعرقـيًّا.. وتعزيز المساعدة المتبادلة؛ إذ تتحمل المنظمات مسؤولية عدم التسبب في أي ضرر، ويجب عليها اتخاذ التدابير اللازمة للاستجابة للأزمات لكل الفئات المستهدفة.. ومنها المنتمون إلى أقليات عرقية أو لغوية أو مذهبية.. تتعرض – في كثير من الأحيان – للتمييز وانتهاك حقوقهم.
كما أكد الكاتب (قاسم المحبشي: من مجلة الحوار المتمدن: العدد ((5840 )2018) – حول منظمات المجتمع المدني، ودورها في بناء السلام باليمن « أن المجتمع المدني في اليمن – وربما كانت حالة فريدة- يمكن تشبيهه بالدولة العميقة: من حيث قوته رسوخه وحضوره وفاعليته في الحفاظ على المجتمع من السقوط في الفوضى الشاملة. إذ يوجد حاليًّا أكثر من (8300) منظمة وجمعية ومبادرة.. تعمل على النوع الاجتماعي، وتعزيز التعايش السلمي.. بين مختلف طوائف وأعراق ومذاهب في المجتمع.
المنظمات … همزة وصل بين الأفراد والجهات
أمة الرحمن العفوري رئيسة (مبادرة ترابط) التنموية تؤكد لـ (صوت الأمل): أن للمنظمات المدنية والمبادرات دورًا كبيرًا جدا في تعزيز قضايا التعايش السلمي؛ وذلك لقربهم من المجتمعات بمختلف انتماءاتهم واختلافاتهم الطائفية والمذهبية.. كما يعتبرون همزة الوصل بين أفراد المجتمع، والجهات الداعمة.. التي من خلالها يستطيعون الوصول لكل الناس دون تمييز.. وهذا يساعد في تنفيذ كثير من الأنشطة التوعوية، حول مبدأ تعزيز التعايش السلمي بين أفراد المجتمع.
واستعرضت العفوري أحد أنشطة المبادرة التي تم تنفيذها في (مديرية دار سعد) خلال العام الماضي وقالت: المبادرة نفذت نشاطًا رياضيًّا ضمن مشاريع التعايش السلمي- على المستوى المحلي- تحت شعار»معا نتعايش» استهدفت مختلف فئات المجتمع في مدينة عدن: مهمشين وصوماليين وإثيوبيين (مسيحيين) وسكان المنطقة) وقد امتزج فيها الكثير من الانسجام في التعامل وقبول الآخر.. ما حقق هدف المبادرة في تعزيز التعايش السلمي بين الناس.
في استطلاع خاص (بصوت الأمل) مواطنون يؤگدون أهمية الدولة المدنية؛ من أجل حرية المذاهب!
شدد مواطنون يمنيون على «أهمية إقامة نظام دستوري، عبر تحديد قوانين معينة، تكفل حرية ممارسة …