أغلبية سكان اليمن يتبعون المذهب الشافعي
صوت الأمل – شوقي العباسي
يعد المذهب الشافعي- المنسوب للإمام محمد بن إدريس الشافعي (ت 204هـ/818م) من أكثر المذاهب الفقهية السنية، التي لاقت قبولا لدى جمهور العلماء والعامة.. إذ انتشر المذهب الشافعي في مناطق اليمن الوسطى (تعز و إب وتهامة) وكذا المناطق الجنوبية.. وأصبح المذهب الشافعي مذهب الدول السنية الحاكمة.. في مناطق اليمن الأوسط والتهامية.
دخول المذهب الشافعي لليمن
ويمثل أتباع المذهب الشافعي أغلبية سكان اليمن، وكان دخول المذهب الشّافعي إِلى اليمن- في مخلاف الجند مع الإِمام الفقيه (القاسم بن محمَّد بن عبد اللَّه الجمحي القرشي: ت 430) و درِّس الفقه الشافعي؛ فاستفاد منه فقهاء هذا المذهب في هذه البلاد.. وكانت مدرسته في بلدة (سهفنة) فأخذ عنه شافعية (المعافر) ولحج، وأبين، وأهل الجند، والسحول، وإحاظة، وعنّة، ووادي ظبا، وتخرج عليه كثير من علماء اليمن..
ومنذ أكثر من ألف سنة على قدوم المذهب الزيدي، إلى اليمن، صحبة الإمام الهادي يحيى بن الحسين والخلافات الدينية- بين المذهبين الزيدي و الشافعي تكاد تقتصر على أشياء شكلية غير جوهرية، مثل الضم والسربلة.. وقول (آمين) بعد الفاتحة في الصلاة، أو حي على خير العمل في الآذان من قبل هذا وتركها عند ذاك.. لكنها خلافات لم تمنع اجتماعهم في مسجد واحد ،وكل يتعبد الله بالطريقة التي يراها صحيحة..
الوضع الاجتماعي
يعيش أتباع المذهب حياتهم الاجتماعية بانسجام كبير فيما بينهم ومع الآخرين: فتراهم يتصاهرون، ولا مانع لديهم أن يتزوج أبناؤهم من مذهب آخرـ..
يقول (جمال إبراهيم: من أبناء تعز: معقل أتباع المذهب الشافعي) لم أمانع أن تتزوج ابنتي بشاب ينتمي للمذهب الزيدي؛ فالشخص ذو أخلاق ومتعلم.. فالانتماء للمذهب باعتقادي ليس عائقا أمام الزواج والمصاهرة بين اليمنيين.. يضيف: اليمنيون متعايشون فيما بينهم (شوافع أو زيودًا).. ويؤكد أن الخلافات المذهبية، تجر الناس والبلاد إلى كثير من الأخطار والشرور.. التي تدمر المجتمع.
وأشار : إلى أن اليمن بلد للتعايش والتسامح المذهبي، وأن ثقافة التسامح، كانت جزءا من سلوك اليمني وحياته.. وستظل كذلك دائمًا بمشيئة الله!
من جانبه يقول (محمد الحبيب: تربوي في تعز)،المذهب الشافعي يتميز بالاعتدال والوسيطة.. والتابعون للمذهب يتأقلمون مع الجميع.. ولا يوجد لديهم أي حساسية أو تعصب مذهبي تجاه الآخرين.. ويمارس أتباع المذهب حياتهم الاجتماعية بشكل طبيعي.. ويمارسون الطقوس الدينية: في مناطقهم، أو المناطق التي يعيشون ويعملون فيها.. في المحافظات التي يتبع سكانها المذهب الزيدي.
ويضيف الحبيب: عبر عقود من الزمن، قد انصرفت الأغلبية- من أتباع المذهب الشافعي إلى مجالات التجارة والمال والأعمال.. لكنهم كانوا موجودين بشكل كبير في الوظائف الحكومية؛ بحكم أنهم كانوا أكثر وأعلى تعليما وأكثر ثقافة وخبرة ومهارة في العمل الإداري..
وسطية واعتدال
في السياق يقول (الباحث في الشؤون الاجتماعية والسكانية: جواد محمد علي): الطائفية أو المذهبية لم تكن أحد الأسباب أو العناوين.. التي كانت سببًا في الخلافات بين اليمنيين.
ويضيف: المذهب الشافعي يمثل النسبة الأكبر من السكان، إلا أن الرابطة الطائفية لدى أتباع المذهب الشافعي ضعيفة، على العكس من المذاهب الأخرى، التي ترى أن الأولوية للانتماء إلى المذهب: كالزيود والإسماعيليين وغيرهم.
وأشار: إلى أن أتباع المذهب الشافعي – في اليمن – يتمتعون بالوسطية والاعتدال.. ويمارسون التجارة والزراعة والعمل في وظائف حكومية؛ بحكم التعليم والتأهيل.. ولم يعد التعصب للمذهب مهمًّا لديهم؛ لأنهم وإن مارسوا طقوسهم حسب ما اعتادوه وورثوه عن آبائهم وأجدادهم فإنهم يفعلون ذلك بعيدا عن التطرف والغلو.
اِختلاف شكلي
لم تعرف اليمن شيئا من التعصب المذهبي مثل بقية الدول بين أتباع المذهبين الرئيسيين (الشافعي و الزيدي) بحيث يصلي الشافعي خلف الزيدي والعكس.. ولا توجد مساجد مخصصة لأتباع هذا المذهب أوذاك.. والجامع الذي يخطب فيه إمام شافعي، يرتاده كل الناس القاطنين حوله بكل مذاهبهم، والعكس صحيح.. وكان التقسيم المذهبي يتطابق تطابقًا كبيرًا مع التقسيم الجغرافي (اليمن الأعلى أو الهضبة (زيدية)) و(اليمن الأسفل أو الهضبة الوسطى، والسهول.. شافعية)) في السياق يقول (ضيف الله محمد: إمام وقيم جامع في صنعاء): الاختلاف – بين المذهبين الشافعي والزيدي شكلي وغير مؤثر.. فمثلا: نحن نجد أن اليمنيين يؤدون صلواتهم: بعضهم إلى جنب بعض.. ويتزاوجون فيما بينهم.. ويسكنون بعضهم إلى جوار بعض.. فالتركيز على الفوارق والاختلافات يجعلنا نمزق النسيج الاجتماعي الواحد.
في استطلاع خاص (بصوت الأمل) مواطنون يؤگدون أهمية الدولة المدنية؛ من أجل حرية المذاهب!
شدد مواطنون يمنيون على «أهمية إقامة نظام دستوري، عبر تحديد قوانين معينة، تكفل حرية ممارسة …