مرضى السرطان بين الأمل والألم
صوت الأمل – علياء محمد
الإيمان والصبر، الشجاعة والتحدي، الأمل والاصرار… كلمات يحتاج أن يؤمن بها مريض السرطان؛ لينتصر في معركته الطويلة مع المرض.. قصص وحكايات يخط فيها الأمل والتفاؤل عنوانًا لتجارِب مرضى (السرطان) الذين تحدَّوا المرض، واستطاعوا تقبلَه، والتعايشَ معه خلال رحلة العلاج.
لا حياة من دون إرادة، ولا أمل من دون صبر.. هكذا عبرت (نوال أحمد: سيدة ثلاثينية) اختارها مرض السرطان قبل خمس سنوات؛ لتكون إحدى ضحاياه.. من سرطان في (الثدي) وصولا الى الرئتين.. هكذا تطورت حالة نوال الصحية ورغم ذلك مازالت تواصل جلساتها وعلاجها الكيميائي.. وتقول: ما زلت أبتسم للحياة!
روح معنوية عالية، تركت أثرًا كبيرًا في مساعدة (حسن أحمد: شاب في الثامنة عشرة) شخّص مرضه بأنه (ورم في الرقبة) يقول: صحيح أن الألم شديد، وأني أشعر بالتعب بسبب كثرة الأدوية، ولكن رغم ذلك مازالت معنوياتي مرتفعة.. وها أنا أتلقى جلسات العلاج الكيمائي، وأتمنى أن أظل هكذا؛ حتى أتخلص من المرض!
ومن (المركز الوطني لمكافحة الأورام) نقف مع قصة (الدكتورة بهجة حسن:50 عاما) التي اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي – منذ سنتين – أثناء عملها في مركز الأورام وبابتسامة ساحرة تقول: لدي القوة الكافية لأتحمل هذا المرض.. وأعتبر نفسي مختلفة عن باقي المرضى؛ فبحكم عملي الطويل في (مركز الأورام) ارتبطت بالمرضى ارتباطًا كبيرًا..
من مركز علاج الأورام في صنعاء، يقول أحد العاملين في المركز: أن المركز يعاني من زيادة أعداد الوافدين من المحافظات للعلاج في المركز، ويشير إلى أن قرابة 600 حالة يتم استقبالها شهرياً، في الوقت الذي يعاني المركز من انعدام الأدوية والمحاليل الطبية بسبب الحرب. مضيفاً: أن بعض المصابين يحتاجون أكثر من 30 جلسة علاج إشعاعي، عدا عن العلاج الكيميائي، علماً بأن كلفة العلاج مرتفعة.
دعم مريض السرطان
بلغ عدد المصابين بمرض السرطان في اليمن (35 ألفا) بينهم أكثر من ألف طفل؛ وفقا لبيان صادر عن (منظمة الصحة العالمية 2019)
وتقول المنظمة انها قدمت في السابع من مايو ٢٠١٨، أكثر من (7 سبعة أطنان) من أدوية السرطان، ومستلزمات العلاج الكيميائي للمركز الوطني لمكافحة الأورام في صنعاء.. وتلقى (10 عشرة آلاف مريض بالسرطان) جزءًا من هذه الأدوية، وَفقًا للمنظمة.
وتسهم (المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان) بنسبة 30% من علاج المرضى.. وفي تصريح خاص (لصوت الأمل) يقول (عبد المنعم الشميري: مدير العلاقات العامة في المؤسسة): يمر المرضى بمراحل العلاج الطويلة، فبعضهم يحتاج أكثر من 30 جلسة علاج إشعاعي – عدا العلاج الكيميائي – ويسهم العلاج المجاني بنسبة 20% من تكاليف علاج الجلسات الإشعاعية للمرضى، 50% من تكلفة العلاج الكيميائي.. وثمة خِدْمات تقدمها المؤسسة للمرضى: تبدأ بالتشخيص، يليها توفير العلاجات غير المتوفرة في (المركز الحكومي) ونحن بدورنا نوفر ستة أصناف منها، وأحيانا أكثر من صنف.. وفي حال تلقينا خبر عدم توفر بعض الأدوية للمرضى، نقوم بعمل حلول لتوفيرها خلال الفترة المحددة..
ويضيف: جلسات الإشعاع من أهم وأصعب الجلسات التي يحتاجها المريض.. وبدورنا كمؤسسة نقدم 30 % من الجلسات، باستثناء الحالات الحرجة والقديمة.. نتكفل بعمل جميع الجلسات.. علما بأن تكلفة الجلسة الواحدة هي (21 واحد وعشرون ألف ريال يمني) وللأسف ليست متوفرة إلا بمستشفى واحد؛ مما يشكل عبئا كبيرا على مريض السرطان، في ظل الأوضاع الراهنة..
دعم نفسي ورعاية اجتماعية
(وجدان الجرموزي: مديرة الرعاية الاجتماعية بالمؤسسة العامة لمكافحة السرطان) تقول: يحتاج مريض السرطان للدعم النفسي، والرعاية الاجتماعية؛ كونهما العاملين الأساسيين في الشفاء من المرض.. وما نقدمه في المركز – من دعم نفسي للمرضى – هو كفيل بتحفيز الجهاز المناعي؛ للتصدي والقضاء على المرض..
وتضيف: حالات كثيره تأتي لنا من جميع المحافظات، تواجه عددًا من المشاكل: أهمها بقاؤها فترة زمنية طويلة من أجل العلاج، ويشكل السكن العائق الأكبر، وفي دار الإيواء، نحاول – بقدر المستطاع – أن نوفر لهم سكنًا في الدار، ونوفر الاحتياجات الضرورية للمريض.. وحاليا نحن بصدد عمل مشروع تأهيل وتدريب.. لمرافقات المرضى وأمهاتهم: على الخياطة والتطريز والكوافير..
التشخيص المبكر ينقذ الحياة
تؤكد (اختصاصية الأورام: الدكتورة ابتسام أمين) أن التشخيص المبكر يضمن الشفاء التام بنسبه تصل إلى 95% ويوفر التكاليف من النواحي المادية والنفسية والصحية
وتضيف: الجهل وقلة الوعي والخجل والفقر.. من أهم العوامل التي تؤدي إلى تفاقم معاناة مريض السرطان؛ فنسبة 80% من الكتل السرطانية، يكون غير مؤلم، ويتجاهله كثيرون.. ولا تصل إلينا إلا في مراحل (متأخرة) وقد انتشر المرض.. وعندئذ نواجه صعوبة كبيرة، في كيفية التعامل معه..
وحول التزام النساء – بعمل الفحص الدوري لسرطان الثدي – تقول د. ابتسام: العامل الوراثي، التأخر في الزواج، وعدم الإنجاب، والبلوغ المبكر، واستمرار الدورة الشهرية لما بعد (55 خمس وخمسين) كل هذه عوامل خطورة، تلزم المرأة بعمل الفحص المبكر (بشكل دوري) للوقاية من سرطان الثدي..
“أنا أقوى من السرطان” عبارة لأولئك الأبطال، الذين يحاربون المرض بكل عزم وقوة.. رغم العوائق التي تقف في طريقهم.. وأهمها الآلام والمتاعب المادية والنفسية.. بهذه العبارة يحاولون خلق واقع جميل وأفضل.. لمعاناتهم مع هذا المرض.
الموروثات الشعبية اليمنية مقومات سياحية فعّالة
صوت الأمل – علياء محمد أظهرت الدراسات أنّ أغلب الأشخاص يتوجهون إلى الوجهات السياحية …