المصالحة الوطنية… ضرورة وليست ترف سياسي
باتت قضية المصالحة الوطنية ضرورة وطنية ملحة تفرضها وبقوة نتائج ما يقرب من ست سنوات من الحرب والصراع وتؤيدها معطيات الواقع السياسي والاجتماعي الراهن معززة بتطلعات وآمال الامة اليمنية في مستقبل آمن ومستقر يعيش فيه الوطن والمواطن بأمن وسلام يتجاوز مخلفات ونتائج الحرب والصراع وتنعم فيها الأجيال القادمة بفرصة أفضل تتحقق فيها المصلحة الوطنية العليا.
ومن نافل القول ان تحقيق المصالحة الوطنية ستوفر سياجا منيعا ضد المخاطر التي تتهدد وطننا ووحدته وكيانه وهويته، وذلك من خلال إشراك جميع القوى السياسية في صنع القرار للوصول للمصلحة العامة والهدف المشترك دون امتلاك أي طرف حق الرفض الذي يخرج مفهوم الشراكة السياسية عن معناها الحقيقي إلى مفهوم المحاصصة وتوزيع الغنائم والمكاسب.
أن الشراكة السياسية تتطلب نشاطاً إيجابيا لتحديد حقيقة المصالح الوطنية لكل من المجتمع والدولة وإدارة التفاوض بقصد بناء التوافقات حول القواسم المشتركة في بيئة قائمة على التسامح ونبذ التطرف واستخدام العنف.
من المحددات الرئيسية لنجاح المصالحة الوطنية بين جميع القوى والأطراف السياسية الداخلية ان ترتكز هذه المصالحة على قاعدة الاستقلال والحرية والسيادة والشراكة بمصداقية، وإيثار المصلحة العامة فوق المصالح الفئوية والحزبية، والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة لجميع الأطراف مع وجود قناعة لدى هذه الأطراف لقبول التضحية من أجل الأهداف العليا للأمة.
ان نجاح المصالحة الوطنية يتطلب رؤية واعية تحدد الملامح السياسية للدولة ونظام الحكم المناسب لوطن موحد أرضا وإنسانا تشترك في بنائه جميع مكونات الطيف السياسي اليمني وقواه وفئاته انطلاقا من قيم العدالة والاستقلال وجبر الضرر والسلم والسلام. بات من الضرورة بمكان أن يستوعب الجميع أنه لا خيار أمامهم إلا بالعودة إلى حضن الوطن، وتجاوز كل المسائل الخلافية.
حوالي 90% من المواطنين يؤكدون أهمية تحقيق المصالحة الوطنية في اليمن
أكد ما يقارب 90% من المواطنين اليمنيين، أهمية تحقيق (المصالحة الوطنية) لحل الأزمة اليمنية …