الشباب.. طموحات معلقة بأمل تحقيق المصالحة الوطنية
صوت الأمل – علياء محمد
من البديهي القول ان الشباب في أي مجتمع من المجتمعات هم وقود الامل ومحور التنمية وحامل مشاعل التغيير والنهضة ببلدانهم ومجتمعاتهم… ومن هذه الحقيقة فإن الشباب اليمني يمثلون عنصراً هامًا ورئيسيًا في أي عملية سياسية او اجتماعية في البلد.
ينبغي ان تعترف كافة المكونات السياسية بأهمية دورهم ومشاركتهم في صنع القرار؛ كونهم عنصرًا من عناصر السلام.. ومن الضروري العمل على تفعيل هذا الحق، الذي يؤكد لهم أهمية انخراطهم في العمل من اجل السلام.. خاصة في هذه الأوضاع الراهنة، التي تمر بها البلاد..
(صوت الأمل) استطلعت أراء شباب، حول دورهم في تفعيل المصالحة الوطنية، وأهميته في هذه المرحلة الصعبة، التي تمر بها البلاد.
ضرورة ملحة
(طارق الظليمي: 28 عام من صنعاء) يقول: المصالحة الوطنية، ضرورة ملحة في مثل هذه الظروف الصعبة؛ إذ من الضروري مشاركة الجميع في تحقيقها، وتفعيلها على ارض الواقع، واستكمال مراحلها الانتقالية.. التي تأتي في حزمة متكاملة: تبدأ بلجنة تحقيق، وجبر الضرر؛ تكريما للضحايا، والاعتذار من قبل الأطراف المرتكبة لذلك.. وصولا إلى إنهاء النزاع؛ من خلال حوار سياسي شامل..
وحول تأثير المصالحة على الشباب.. يؤكد الظليمي، أن لتحقيق المصالحة الوطنية تأثيرًا ايجابيًّـا على فئة الشباب؛ وذلك من خلال إتاحة الفرصة لهم – كغيرهم من فئات المجتمع – للمشاركة في صنع القرار، وإيجاد حلول جذرية، تسهم في تغير واقعهم.
من جهته (علي عدنان: 26عاما: عدن) يقول: الشباب اليمني يعاني من التهميش والتجاهل في عمليات المفاوضات، والمشاورات السياسية التي تسهم في تحقيق السلام رغم وجود عدد كبير من الشباب، الذين يتميزون بقدرات عالية، وهم يحتاجون إلى مساحة آمنة، يستطيعون من خلالها التعبير عن رؤيتهم في حل الصراع، وتفعيل المصالحة الشاملة، وهذا الأمر لن يتحقق ما لم تتوفر فرصة لتحقيق ذلك.
في ذات السياق (ناهد بالعلا: 30عاما: المكلا) تؤكد: أن ثمة تهميشًا وإجحافًا بحق الشباب في الحوارات، والمشاورات، وأنهم لا يُعطَون فرصة حقيقة، للمشاركة الفعلية في صنع القرار، ويُنظر لهم بحذر وترقب وعدم ثقة بقدراتهم، الأمر الذي أدى إلى ظهور فجوة كبيرة بين الشباب والمجتمع.
مبادرات الشباب… وانعدام الثقة
وفي رأي آخر (منى طاشي: 27عاما: صنعاء) تقول: كثير من الشباب ينظر لموضوع المصالحة الوطنية وإعادة السلام في اليمن – على المدى القريب – بعين الإحباط واليأس وانعدام الأمل في تحقيق شيء من ذلك؛ نتيجة استمرار الصراع، دون أي تقدم في موضوع السلام بشكل فعلي..
وتوضح: هذا الإحباط لم يمنع كثيرًا من الشباب من طرح مبادرات عبر قنوات مختلفة (لقاءات، ندوات، ورش عمل داخل اليمن أو خارجها، تطبيقات، وسائل تواصل اجتماعي) لتوصيل صوتهم للعالم، ولصانع القرار في المجتمع الدولي؛ من أجل الدفع بعملية المصالحة الوطنية، وتحقيق تقدم في هذا الملف الهام الذي سيعيد الأمن والسلام لليمن.
وتتفق معها في الرأي (لينا خميس: 27 عاما: سيئون) التي تقول: ثمة شباب يبذلون جهودًا كبيرة، في السعي لتحقيق المصالحة على ارض الواقع؛ من خلال عدد من المبادرات، التي تعزز السلام في المجتمع، وتسلط الضوء على مختلف القضايا المجتمعية المهمة وعلى أهمية إشراك الشباب في صنع القرار.
(محمد أحمد 25 عاما: المكلا) يقول: الواقع الحالي أسهم في تعزيز الإحباط، وفقدان الأمل لدى فئة كبيرة من الشباب في عودة الوطن، وانتهاء النزاع.. مضيفا: الشباب يحتاج إلى زيادة الوعي بقضية المصالحة الوطنية، واعادة النظر بما قد تضيفه من دور ايجابي على البلاد؛ وهذا لا يتم إلا عبر منظمات المجتمع المدني، بشراكة كافة الجهات، المعنية بتحقيق هدف المصالحة في البلد.
(علاو الشاجع: 30عاما) يقول: الشباب أكثر جدية في التعامل مع قضية المصالحة الوطنية؛ كونه سيسهم – وبشكل فعال – في التخفيف من معاناة المجتمع، خاصة أن الشباب أكثر فئات المجتمع تأثرًا بالصراع القائم الأمر الذي دفع عددًا كبيرًا منهم للسعي نحو الاهتمام بقضية المصالحة الوطنية، وجعلها من أولوياته؛ وذلك لتحقيق حياة ومستقبل أفضل.
مشيرا إلى الصعوبات التي قد تواجههم، وتقف عائقا أمام الوصول الى هدفهم؛ في تحقيق المصالحة الوطنية، منها مشاركة كثير من فئة الشباب في الصراع القائم وبالتالي أصبحوا جزءًا منه.
ويوافقه الرأي (عبد الله شراحيل: 28عاما: عدن) إذ يقول: بعض الشباب اختار الصمت، والبعض الآخر اختار إن يكون سببا من أسباب الصراع؛ مؤكدا انه يجب إن يعي الشباب دورهم الكبير في الإسهام في بناء بيئات سلمية من حولهم، وتكوين مرحلة جديدة هم أساسها.
ومن جهتها (رانيا: 28 عاما: عدن) ترى إن المصالحة الوطنية، خطوة مهمة، ينتظرها الشباب بفارغ الصبر.. ولكن عددًا كبيرًا منهم انشغل عنها؛ نتيجة لما تمر به البلاد من أحداث وأوضاع صعبة، جعلتهم ينشغلون بالبحث عن توفير أهم المقومات الرئيسية للحياة من (مأكل ومشرب ومسكن وتعليم وصحة..) وغيرها من الخدمات.
التجهيل الممنهج
(محمد حويس) يقول: إن ما يتعرض له الشباب – من تجهيل ممنهج – أسهم في تغير أفكاره وآرائه حول قضية المصالحة الوطنية، وجعل عددًا كبيراً منهم يغرق في الخلافات، ويكون سببًا من أسباب تأجيج الصراع. مضيفا: الشباب يفتقد – في الوضع الراهن – إلى التدريب والتأهيل حول أهمية مشاركتهم في قضية المصالحة الوطنية، ومن هذا المنطلق، يجب إن تتكاتف الجهود المجتمعية المشتركة؛ لخلق وعي كامل للشباب، حول مفهوم المصالحة الوطنية، وأهميتها في تحقيق السلام.
حوالي 90% من المواطنين يؤكدون أهمية تحقيق المصالحة الوطنية في اليمن
أكد ما يقارب 90% من المواطنين اليمنيين، أهمية تحقيق (المصالحة الوطنية) لحل الأزمة اليمنية …