اليمن: تاريخ حافل من التسامح والتعايش

شكّلت اليمن – عبر تاريخها – نموذجًا متميزًا في التسامح والتآخي والتعايش السلمي.. بين أبنائها من كافة الأديان والمذاهب والطوائف المختلفة.

وعبر تاريخها القديم والمعاصر، لم تعرف اليمن فتـنـًا أو صراعات قائمة على أسس مذهبية أو طائفية، وتعايشت جميع المذاهب الدينية – بشتى انتماءاتها في اليمن – بسلام وبروح الجماعة لاسيما الشافعية والزيدية؛ باعتبارهما المذهبين السائدين في البلد.

وحفل التاريخ اليمني بعديد من الحوادث والشواهد التي تؤكد تنوع النسيج الاجتماعي، وشموليته لكافة الأطر المذهبية والطائفية – بل وحتى الدينية -حيث شكّل التعايش الديني والمذهبي أمرَين مفروغاً منهما عند معظم اليمنيين.. واعتُبِرا سِمةً طبيعيةً في الحياة اليومية.

على مدى قرون، ظل اليمنيون يتعايشون فيما بينهم سياسيا واجتماعيا بعيدًا عن التعصب والدخول في صراعات دينية.. تنعكس سلـــبًا على الاستقرار في المجتمع.

وظلت ظاهرة التسامح والتعايش تبسط ظلالها عبر التاريخ بين المذاهب الدينية؛ لتتعدى ذلك إلى التسامح مع الأقليات غير المسلمة، لتعطي دلالة واضحة على تسامح اليمنيين، ونبذهم لغة العنف والكراهية.

 فلم يؤثّر اختلاف المذاهب على علاقات اليمنيون فيما بينهم او التعايش مع اتباع الأقليات الدينية الأخرى التي عاشت في اليمن.

 التعايش المذهبي والديني مثل إحدى الركائز الأساسية، التي وفرت مساحة واسعة للتّسامح مع الآخرين، ونبذ التعصب والتطرف، كما إن هذا التعايش مثل جزءًا من التحولات القيمية، التي يعيشها المجتمع؛ من خلال التربية على القبول بالآخر: بداية من داخل الأسرة والمدرسة.. من خلال منهج دراسي موائم يحترم الإنسان ويعترف بأحقيته في الاختلاف.

حاولنا – في هذا العدد من الصحيفة- أن نعطي القارئ لمحة عامة عن أهم المذاهب الدينية المتعايشة في البلد.. ناهيك عن استعراض ما أمكن عن ديانات الأقليات التي عاشت في اليمن.

 أيضا استعرضنا تاريخ المذاهب في اليمن؛بهدف تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية نبذ العنصرية والطائفية، وترسيخ ثقافة التعايش، واحترام الآخر رغم الاختلافات الفكرية.

حاورنا مفكرين وقادة دينيين ومواطنين من مختلف الأديان والمذاهب.. وطرحنا نتيجة تلك الحوارات – بين دفتي هذا العدد – بكل شفافية ومصداقية.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

في استطلاع خاص (بصوت الأمل) مواطنون يؤگدون أهمية الدولة المدنية؛ من أجل حرية المذاهب!

شدد مواطنون يمنيون على «أهمية إقامة نظام دستوري، عبر تحديد قوانين معينة، تكفل حرية ممارسة …