‫الرئيسية‬ الأخيرة التعليم: إلى أين؟

التعليم: إلى أين؟

 صوت الأمل – د. أحلام القباطي

“في ظل الإرهاصات المتعددة  للأوضاع الاستثنائية  التي تمر بها اليمن منذ أكثر من  خمس سنوات، والتي وضعت اليمن أمام جملة من التحديات المفصلية على مختلف  المجالات التنموية ، ظهر تحدٍ صارخ  جديد،  بإعلان إحدى الجهات أن اليمن ومجموعة من الدول التي يشوبها الصراع، صنفت  خارج التقييم العالمي لجودة التعليم .

ومن هذا المنطلق تتجلى المسئولية الوطنية، بضرورة وضع خطط استراتيجية  للنهوض بالعملية التعليمية ، لمواجهة التحديات التي تشوب هذا المفصل الأساسي للجانب التنموي، والعمل  الفوري  على تحسين منظومة التعليم  برمّتها، حيث يعد التعليم ركيزة أساسية لعجلة التنمية الشاملة لأي مجتمع، وبالذات الدول النامية، ومنها اليمن، نظرا لارتباط التعليم بكافة المجالات التنموية الأخرى، بل ويُعد القاعدة الأساسية لكافة الجوانب التنموية، من منطلق أن التعليم ينهض بقدرات ومهارات  رأس المال البشري للبلد، والتي بدورها تنهض بمختلف الجوانب التنموية، فإن اختلت منظومة التعليم، أدى ذلك إلى الاختلال الكلي لكافة الجوانب التنموية.

 ولن يتسنى ذلك إن لم يتم الانتباه لأهم عنصر في العملية التعليمية ألا وهو المدرس التربوي واأاكاديمي ، حيث أن  انقطاع رواتب المعلمين والأكاديميين، وتدني مستوى رواتبهم قبل انقطاعها  بشكل كلي، أدى إلى نزيف الأدمغة، وهجرة الكفاءات إلى خارج البلد، للبحث عن لقمة العيش وتوفير الحياة الكريمة لهم ولعوائلهم  من جهة،  ومن جهة أخرى من لم يهاجر اضطر للعمل في حرف لا تليق به، بل وصل الحال ببعضهم إلى العمل كحمال لأ كياس  الإسمنت، ليتمكن من إطعام أطفاله، وآخر عمل في بيع الذرة، وثالث في بيع القات، ورابع يجمع قوارير المياه المعدنية الفارغة لبيعها، وخامس عمل سائقاً لدراجة نارية، فإذا الجهات المختلفة  في اليمن أرادت إنقاذ البلد  من الدمار القادم، فعليها أن تنهض من غفوتها، وتبدأ بحل الخلافات بينها، وتقريب المسافات لإعلان مبادرة المصالحة  وطني، والالتفات لما يعانيه المعلم اليمني  بوجه الخصوص، والمواطن اليمني بشكل عام . وبالنظر إلى العملية التعليمة كونها منظومة متكاملة من المدخلات التي بدورها تحدد نوعية المخرجات ومستواها، فإن الحديث عن تحسين  مخرجات المنظومة  التعليمية، ومراعاة معايير الجودة فيها،  لا يمكن ان يتم  بمعزل  عن  المعلم ومعالجة أوضاعه المتردية، بالإضافة إلى ضرورة الالتفات لحتمية توفير الوسائل التعليمة والتربوية، التي  تأتي  أهميتها  بعد المعلم، ويليها توفير النفقة التشغيلية لتنفيذ العملية التعليمة ، بالإضافة إلى أهمية توفير بيئة تعليمة مناسبة للطلاب والمعلمين، تساعدهم على إنجاز الأهداف التعليمية. وهذه أمور جوهرية لابد من مراعاتها لمحاولة الوقوف أمام التحدي الصعب، وعدم الاستسلام له.. مالم فإن الاجيال اليمنية القادمة لن تسامح الجميع . والتاريخ لا يرحم أحدا”.

‫شاهد أيضًا‬

43% : الصراع أبرز العوائق امام عمل القطاع الخاص في اليمن

صوت الأمل قالت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر لصالح صحيفة صوت الأمل، في ش…