‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة المنظمات الدولية في اليمن المرأة والطفل في برامج المنظمات الدولية

المرأة والطفل في برامج المنظمات الدولية

صوت الأمل – حنين الوحش

تستمر آثار الصراع في اليمن لتتسبب في معاناة إنسانية هائلة، حيث يحتاج أكثر من 24 مليون شخص إلى المساعدة، وقد أدت النزاعات والسياسية المستمرة في اليمن بالفعل إلى عكس مسار التنمية البشرية بمقدار 21 عاماً، تاركة حوالي 19.9 مليوناً يفتقرون إلى الرعاية الصحية الكافية، ويعاني 16.2 مليوناً من انعدام الأمن الغذائي، وتؤثر الأزمة الإنسانية بشكل غير متناسب على النساء والأطفال في اليمن لأنهم أكثر عرضة للوفيات وسوء التغذية والعنف والقضايا الصحية.

كل هذه المؤشرات تجعل من عمل المنظمات الدولية في اليمن محور ارتكاز أساسيًا للمجتمع اليمني خاصة في الفترة الراهنة وأيضا في المستقبل المنظور نتيجة الظروف التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية

النساء والأطفال في اليمن

وفقا لخطة استجابة الأمم المتحدة للعام 2021، كان أكثر من 12 مليون طفل في اليمن بحاجة إلى مساعدة إنسانية، ولم يكن مليونا طفل يذهبون إلى المدرسة قبل ظهور فيروس كورونا. يكشف التحليل عن زيادة بنسبة 15.5٪ في الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم. هذه الحقيقة تعرض 98000 طفلٍ لخطر الموت ما لم يكن هناك تدخل عاجل.

في عام 2018، بلغت قيمة مؤشر عدم المساواة بين الجنسين في اليمن 0.834 مقارنة بالمتوسط ​​العالمي البالغ 0.439. وهذا يعكس نضال الإناث من أجل تحسين رفاههن بسبب الفوارق بين الجنسين التي تؤثر على الصحة الإنجابية والتعليم والتوظيف وغير ذلك.

أدى الصراع وتأثير كورونا في اليمن إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي، وأثر على التغذية والوصول إلى الخدمات الصحية، مما ترك ما لا يقل عن 250.000 امرأةً حاملًا أو مرضعًا بحاجة إلى رعاية من سوء التغذية في عام 2020. وأثرت الأزمة في اليمن بشكل غير متناسب على النساء وزادت من معدلات الفقر والجوع والنزوح.

منظمات محلية للمرأة والطفل

محمد الزعيم المسؤول الإعلامي لمؤسسة تمدين يتحدث حول المشاريع التي تستهدف المرأة والطفل، فمن جانب الأمن الغذائي وسبل العيش فيكون الاستهداف عبر توزيع المساعدات العينية لدينا ضمن معايير اختيار المستفيدين (الأسر الذي تعولها النساء- الأسر التي يعولها الأطفال والأسر الضعيفة التي لديها نساء حوامل أو مرضعات وأطفال تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد والمتوسط والوخيم).

مضيفا أن في مشروع المنح المالية الصغيرة والتدريب المهني سيتم استهداف 25 امرأة بنشاط التدريب على صناعة مشتقات الألبان بالمنزل كالجبن والزبادي، وأيضا تدريب 70 امرأة على الخياطة وإعطاؤهن منحًا مالية مقدارها 300 دولار لكل متدرب ومتدربة بعد التدريب.

متابعا أن هناك مشاريعَ مستقبلية للتمكين الاقتصادية وتوزيع الغذاء والنقد مقابل العمل والتدريب المهني بعدة مديريات في كل من محافظتي تعز وإب.

وحول تأثير الصراع على المرأة والطفل قال الزعيم: «تعتبر هاتان الفئتان من الفئات الأكثر ضعفا بالمجتمع، ويكون تأثيرهما أكبر من حيث سوء التغذية للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات بسبب انعدام الأمن الغذائي، وتحمل النساء أعباء

إعالة الأسرة بسبب فقدان العائل، وفي ظل الأزمة الإنسانية تكون الأعباء أكبر، والدخل  يكون أكثر انعداما ومحدودية فرص العمل وكسب العيش ومصادر الدخل للنساء بسبب القيود المجتمعية على عمالة النساء؛ ففرص الرجال أكثر من فرص النساء، وعليها فإن الأطفال تتحمل أعباء العمل لإعالة الأسرة ويزيد بذلك ظاهرة التسرب من المدارس».

أنقذوا الأطفال

في إطار التحديات والأوضاع المعيشية التي يعايشها الأطفال في اليمن قدمت منظمة «أنقذوا الأطفال» (Save the Children) أكبر منظمة إغاثة في اليمن، مساعدات كبيرة للأطفال في تلقي الرعاية الأساسية.

وتشير تقارير المنظمة أنها بدأت الاستجابة للأزمة في اليمن في عام 2015، وقدمت الرعاية المنقذة للحياة لأكثر من ثلاثة ملايين طفل، وتهتم بالأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات الذين يعانون من سوء التغذية.

ولدى منظمة إنقاذ الطفولة برامج تعليمية مؤقتة مطبقة لمعالجة نقص التعليم أثناء النزاع، كما دعمت المنظمة ما يقرب من 100 ألف من الآباء والأمهات لتأمين الاحتياجات الأساسية لأطفالهم.

منظمات دولية لضمان الصحة للمرأة والطفل في اليمن

وتتخذ منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) مبادرة لمساعدة الملايين في جميع أنحاء اليمن، بما في ذلك النساء الحوامل. أرسلت المنظمة عاملين صحيين وقابلات إلى المناطق الريفية في البلاد لفحص النساء الحوامل وعلاجهن من المضاعفات.

وتعمل اليونيسف بنشاط على تنفيذ سلسلة من تدابير التخفيف من المخاطر للأطفال، واستجابة للأزمة في اليمن من خلال تقديم خدمات الرعاية الصحية الجسدية والعقلية والطبية للأطفال والأسر.

منذ بداية عام 2021، تم فحص مليون و193 ألف و585 طفل دون سن الخامسة للكشف عن سوء التغذية في المرافق الصحية، كما حصلت 518 ألف و430 من الأمهات استشارة حول تغذية الرضع والأطفال الصغار.

وعبر حملة شلل الأطفال، خلال النصف الأول من 2021، تم تطعيم مليوناً و98 ألف طفل دون سن الخامسة بلقاح شلل الأطفال وتلقى 828 ألف و470 طفل دون سن الخامسة فيتامين أ.

كما أعطت اليونيسف لقاحات الحصبة لأكثر من 556000 طفل، ووصلت إلى 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة بخدمات الرعاية الصحية الأولية.

وفي إطار استجابة اليونيسف للازمة في اليمن؛ فقد قامت باستجابة ودور فعال في هذه الأزمة من خلال تقديم خدمات الرعاية الصحية الجسدية والعقلية والطبية للأطفال والأسر.

 وفي الجانب النفسي قدمت اليونيسف الدعم النفسي والاجتماعي لأكثر من 390 ألف طفل وأولياء الأمور.

وفي نفس السياق، تكافح منظمة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وغيرها لضمان حصول جميع النساء الحوامل والأطفال في اليمن على الرعاية الطبية الذين هم في أمس الحاجة إليها.

وفي الفترة الأخيرة قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتدريب أكثر من 260 قابلة وتخطط لإرسالهن إلى المجتمعات اليمنية لمساعدة النساء الحوامل والأطفال الرضع.

وتشترك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة والسكان اليمنية ومنظمات أخرى لضمان صحة الأم في اليمن.

المرأة والسلام والأمن 

تهدف أجندة المرأة والسلام والأمن إلى تعزيز مشاركة المرأة وإعادة توزيع السلطة وحماية حقوق المرأة في مختلف البلدان، تعاونت المنظمات النسائية والمجتمع المدني والوكالات الحكومية وكيانات الأمم المتحدة لوضع خطة عمل وطنية لليمن في عام 2021 تتماشى مع أجندة المرأة والسلام والأمن لحماية المرأة وزيادة مشاركتها في التوسع السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

ولتتماشى هذه الأجندة مع الخطط، يجب أن تحقق خطة العمل الوطنية أهدافها بين 2020-2022. ومن الأهداف الرئيسة: زيادة مشاركة المرأة في أدوار صنع القرار، منع العنف ضد المرأة، زيادة حماية المرأة من العنف، تقديم الدعم للفتيات والنساء المتضررات من الانتهاكات وسوء المعاملة، بذل الجهود لتمكين المرأة وتعليمها، إشراك النساء في برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية.

آراء المجتمع

مكين العوجري – صحفي، تعز- يتحدث عن رأيه حول دور المنظمات الدولية والمحلية في عمل حلول ومساعدة للمرأة والطفل اليمني في ظل استمرار الصراع ويقول: «بالنسبة لدور المنظمات فهو لم يكن بالشكل المطلوب. في حقيقة الأمر إن هذه المنظمات للأسف يقتصر دورها على الفعاليات التي ينتهي أثرها بانتهائها، ويرتقي عمل المنظمات إلى مستوى المنح المالية التي تحصل عليها مقابل تدخلها في قضايا الأطفال والنساء، فلا يوجد في الواقع نتائج ملموسة إلا بعض التدخلات في الجانب الصحي فقط، أما بقية الاحتياجات مثل التعليم والمعيشة والاقتصاد فلا يوجد لها أثر».

وحول البرامج التي تنفذها المنظمات يرى مكين -بحكم وجوده في الوسط الاجتماعي- أن أغلب البرامج التي تنفذها المنظمات هي التوعية في الصحة والعنف الاجتماعي فقط، وبأن هناك تدخلًا يعتبر نوعيًا وجيدًا، وهو مراكز تأهيل المعنفات، وكذلك الصحة الإنجابية والتوليد. أما بالنسبة للطفل فإن هناك برامج دعم نفسي ومساحات آمنة لكنها لم تكن بمستوى معاناة الأطفال.

ومن منظوره يرى أن من أهم احتياجات المرأة والطفل في ظل هذه الأوضاع هي حماية الأطفال من التشرد والتعنيف والتجنيد. أيضاً، الأطفال بحاجة إلى حاضنات حماية وتعليم وصحة، وتوفير الخدمات الأساسية التي ستخفف من معاناتهم، لأن الأطفال في اليمن يتحملون جزء من معاناة البحث عن مياه وكهرباء وصحة وتعليم.

مضيفا بعض المقترحات والحلول لطرق تقديم المساعدات الذي اختصرها بوجوب تشديد الرقابة والتقييم على عمل المنظمات، ووجوب قيام الدولة بتحديد تدخلات المنظمات من أجل أن يكون هناك مشاريع وبرامج ذات استدامة. 

 ومن جانب آخر يؤكد الناشط الحقوقي محمد السامعي- تعز- أن دور المنظمات الدولية والمحلية في عمل حلول ومساعدة المرأة والطفل دور ضئيل، ولا يكاد يؤدي الدور المطلوب في المساعدة معاناة كبيرة يعيشها كل من المرأة والطفل، والمجتمع بشكل عام، في ظرف مأساوي تشهد اليمن منذ سنوات.

هذا، ويقول السامعي إن من أهم البرامج التي قدمتها المنظمات هي برامج رعاية وحماية الأطفال، وبرامج تمكين المرأة و توفير مأوى للنازحين من النساء والأطفال، وبرامج النقد مقابل العمل للمرأة. لكن كل هذه البرامج لا تكفي لانتشال المرأة والطفل من هذا الوضع.

وفي إطار الاحتياجات الخاصة بالمرأة -والطفل خصوصا- مع هذه الأوضاع المعاشة، أكد السامعي أن احتياجات المرأة والطفل جزء لا يتجزأ من احتياجات المجتمع بشكل عام محددا أن من أهم الاحتياجات هي تحقيق الاستقرار والسلم الأهلي، والدعم المنظم للقطاعات الخدمية من تعليم وصحة وغيرها.

وفي نفس السياق استعرض السامعي بعض الحلول لتقديم المساعدات متمثلة في دفع رواتب إضافية لموظفي القطاعات الخدمية والتنموية والاجتماعية، وتخصيص مزيد من الدعم المالي لبرامج النقد مقابل العمل، ودعم المرأة العاملة في المنازل من ربات البيوت برواتب شهرية، وقيام الجهات الرسمية بدورها في توزيع الخدمات وتوفيرها للمواطن بإشراف هذه المنظمات.

فيما ترى الناشطة السياسية سحر العبسي – تعز- أن دور المنظمات في جانب تقديم المساعدات للمرأة والطفل من المفترض أن يهتم بتعزيز حماية الطفل والمرأة في العمل الإنساني من خلال توسيع نطاق برامج الصحة النفسية والبرامج النفسية والخدمات المتخصصة لجميع الأطفال والنازحين والإيواء،  والحماية، والرعاية الصحية والاجتماعية والقانونية، والإغاثات.

وأضافت العبسي أن البرامج التي قدمت في جانب المرأة والطفل كانت برامج إغاثية وتوفير سكن لنازحين، وبرامج لتوفير المساعدات المادية النقدية، إضافة إلى برامج التوعية والدورات التدريبة في مواضيع مختلفة في هذا الجانب.

وعن أهم احتياجات المرأة والطفل في ظل الصراع، قالت العبسي: «لا بد من وجود برامج للتدريب والتأهيل، وتكثيف برامج الإغاثات، إضافة إلى الدعم القانوني والرعاية، ووضع حد للانتهاكات، وإيجاد مدارس لتعليم الأطفال، وتعزيز حماية الطفل في العمل الإنساني من خلال توسيع نطاق برامج الصحة النفسية والبرامج النفسية والخدمات المتخصصة لجميع الأطفال ومانحي الرعاية، بما في ذلك التصدّي لمشاكل العنف القائم على النوع الاجتماعي، وخاصة في النزاعات الشديدة؛ حيث يقع الأثر الأكبر المترتب عليها وعلى الأطفال.

كما قدمت العبسي مقترحات لتحسين وضع المرأة والطفل في اليمن من خلال توفير الرعاية الصحية والاجتماعية والقانونية والاهتمام بالتعليم وتوفير الغذاء والحماية وتوفير الدعم النفسي ودواعي الترفيه من ألعاب وغيرها. 

حقائق وأرقام

أثارت الأزمة اليمنية على النساء والأطفال، زيادة العنف الجنساني (العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي) والعنف الجنسي، وما يقرب من 75٪ من السكان النازحين هم من النساء والأطفال، وزيادة نسبة الترمل تجعل المرأة عرضة للفقر، ويمكن أن يؤدي عدم توفر الرعاية الصحية الكافية إلى إلحاق أضرار جسيمة بالصحة الإنجابية للمرأة.

تشير التقارير إلى زيادة حوادث زواج الأطفال، وعدم القدرة على الوصول إلى التعليم بسبب تدمير البنية التحتية وإغلاق المدارس.

وتشير تقارير الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف إلى أن اليمن لديها واحد من أعلى معدلات وفيات الأمهات في العالم مع 17٪ من وفيات الإناث في سن الإنجاب بسبب مضاعفات الولادة، وتعمل المنظمات العالمية على إنقاذ حياة هؤلاء النساء الحوامل والأطفال الذين هم في أمس الحاجة إلى رعاية طبية.

كذلك تعمل المنظمات الدولية والاستراتيجيات على ضمان صحة وحماية ورفاهية ملايين النساء والأطفال في اليمن، ويمكن لهذا الدعم أن يحمي الفئات الأكثر ضعفاً في العالم خلال أوقات الأزمات والصراعات.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع :  56 % عمل المنظمات الدولية في اليمن حاليًا غير مؤثر

صوت الأمل قالت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر مارس 2022 م حول …