‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الرياضة في اليمن تحديات ومبادرات شبابية لتنمية القطاع الرياضي في اليمن

تحديات ومبادرات شبابية لتنمية القطاع الرياضي في اليمن

صوت الأمل – سماح عملاق

“تحمي الدولة الأمومة والطفولة وترعى النشء والشباب”. نص المادة (30) من الدستور اليمني، ليست هذه المادة الوحيدة التي تصرح بحقوق الشباب، ولكنهم ذُكِروا في عدد من مواد الدستور ضمن فئات مجتمعية متنوعة، كالمادة (54) التي تنص على أن الدولة تهتم بصفة خاصة برعاية النشء، وتحميه من الانحراف، وتوفر له التربية الدينية والبدنية والعقلية، وكذلك الظروف المناسبة لتنمية ملكاته في جميع المجالات.

    في خضم عمل المرصد اليمني للشباب وبإمكانات يسيرة- حسب تقاريره الدورية آخرها ما نشر عام 2020-  برزت جهود خاصة ومبادرات شبابية تعمل على دعم نفسها ووضعها الرياضي المحلي بتحركات ذاتية في فترات إنشائها، حيث أثبتت أن الشباب محرك الأمم ومشعل التنوير بغض النظر عن الظروف المحيطة بهم.

مبادرة فكرة ثم عطاء

     أنشئت مبادرة (فكرة ثم عطاء) في مارس 2015 بصنعاء، مفاد رسالتها أن هناك شبابًا هدفه الأساس في الحياة تطوير وطنه عن طريق العلم.  رؤية المبادرة تمحورت حول توصيل الخدمات العلمية إلى جميع أفراد المجتمع بالطرق المتاحة والمختلفة، وتطوير ثقافته، ونشر ثقافة أهمية الرياضة بين أفراد المجتمع التي ذكرتها المبادرة كأبرز أهدافها في الدليل الإلكتروني للمبادرات الشبابية اليمنية لعام 2020، كما أُقِيمت ضمن الأنشطة التنموية للمبادرة ورشة تدريبية بعنوان “حدد أهدافك من الآن” وأنشئ مركز تعليمي ثقافي رياضي كأحد أنشطة الورشة.

     يقول خالد محمد سيف الصلوي (مؤسس مبادرة فكرة ثم عطاء) لـ”صوت الأمل”: “بإمكانات يسيرة أقمنا دوريات رياضية في المراكز الصيفية التي استهدفنا بها طلاب المدارس، كان أحدها ما أقمناه في المخيم الصيفي بمدرسة (الصديق) منطقة الصلو في تعز، وصنعنا كأسًا من أدوات بدائية، وكرة لصقناها ببعضها لتكون جائزة للفريق الفائز، ونتطلع إلى المزيد من تكريس الجهود للتنمية الرياضية ورعاية الطلاب المستهدفين في المبادرة”.

“خطوة رياضي” في ظل الجائحة

      ظهرت مبادرة “خطوة رياضي” الشبابية الرياضية في ظل توقف الأنشطة والمسابقات الرياضية بسبب (كوفيد-(19 وإجراءاته الاحترازية التي اتخذها اليمن ومعظم دول العالم. أطلقَ المبادرة مجموعة من الشباب الرياضيين لتحقيق قدر من الثقافة والوعي الرياضي بأهمية الرياضة ودورها في التنمية، هدف المبادرة – حسب ماذكرته في سيرتها بالدليل الإلكتروني للمبادرات الشبابية اليمنية- هو تغطية غياب الوزارة والاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية.

      ترأست مبادرة “خطوة رياضي” الأستاذة الرياضية أمة السلام الفقيه، وتضم المبادرة عددًا من الرياضيين والإعلاميين الرياضيين، تقول أمة السلام: إن مبادرتها تأتي لتغطية العجز لدى القطاعات الرسمية والاتحادات والأندية التي خفت أنشطتها بحُجَّة قرار توقيف الأنشطة الرياضية، وكان من المفترض أن تكون هناك بدائل لأنشطة أخرى تبقي الارتباط قائمًا مع الرياضيين والشباب والمجتمع.

     وتؤكد الفقيه أن البرامج التي أعدتها المبادرة تعبر عن شبابٍ واعٍ بإمكانه أن يصنع من الرياضة سلاحًا لمواجهة الجائحة، فالرياضة – حسب الفقيه- تقوي جهاز المناعة لدى الإنسان.

    وبما أن الأندية والمراكز الرياضية معظمها مغلقة فقد أطلقت هذه المبادرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بطرق جديدة؛ لممارسة الرياضة في أثناء الاستقرار في المنزل، إضافة إلى نشر الوعي في المجتمع بأهمية الرياضة والوصول إلى مجتمع رياضي صحي في جميع الظروف والأحوال.

     وعن دور المبادرات الشبابية التي استمرت بإلقاء دروس عن الرياضة حتى في ظل كوفيد- 19 أكد حسن الوريث (كاتب رياضي في الصحيفة اليمنية الرسمية الثورة) ضرورة دعم مثل هذه المبادرات الشبابية.

آراء شبابية

     يرى ناصر المجيدي ) 26عامًا -العدين في إب) أن المبادرات الشبابية في القطاع الرياضي تعد الركيزة الأساسية لبناء جيل رياضي تستطيع عن طريقه البلاد مواكبة دول العالم في هذا القطاع.

      ويؤكد أهمية رعاية الشباب، فيقول: “في الحقيقة دور الشباب أساس في البناء ومن الواجب على القائمين في هذا القطاع المهم الاهتمام بهذا الجيل؛ من أجل رفع اسم اليمن عاليًا كما حدث في الفترة الأخيرة مع منتخب الناشئين الذي رسم الفرحة في قلب 30 مليون يمني بكل أطيافهم وفئاتهم”.

    ويضيف المجيدي: لن نجزم بمستقبل مشرق إلا حال توفرت الرعاية الكاملة لشباب البلد؛ لأن المستقبل الرياضي مرهون بالتفاف حكومي ممثل في وزارة الشباب والرياضة وبجميع القطاعات الرياضية في كل مجال من أجل الاهتمام بهؤلاء الشباب المبدعين ليرفعوا راية اليمن في جميع المحافل الدولية.

    ويختتم ناصر بقوله: “نأمل من القائمين جميعًا النظر بمسؤولية وأمانة إلى جميع شباب اليمن، والنتيجة ستكون حتمًا سعيدة وتبعث على الفخر”.

     ويشارك حلمي أنور مرعي (22 عامًا – تعز) بقوله: إن دور المبادرات الشبابية في القطاع الرياضي إيجابي في أكثر من مجال كالتمارين بأنواعها التي تروح عن النفس والجسد، وأن الرياضة تعد تنمية مستدامة خاصة في البلدان النامية التي تعاني من النزاعات بمختلف أسبابها.

   ويشير مرعي إلى أن مستقبل الرياضة سيكون عظيمًا في حال تأسيس أندية رياضية في مختلف المحافظات، والعمل على تدريب الموهوبين.

تحديات ومعالجات

     خالد محسن (وكيل قطاع الرياضة بوزارة الشباب والرياضة) يؤكد أن وضع الرياضة انعكاس للوضع العام للبلاد، ومع الجهود المضاعفة التي تبذل والنجاحات التي تحققت إلا أن الوضع لا يلبي الطموح، ولاتزال الرياضة اليمنية في تراجع.

    وعن جملة الأضرار التي لحقت بقطاع الرياضة، يقول محسن لـ “صوت الأمل”: إن حجم الأضرار التي تعرض له القطاع الرياضي خلال فترة الصراع كان كبيرًا؛ فقد دُمِّرت أهم الملاعب الرياضية والصالات ومقرات الأندية في عدن، وأبين، ولحج، والضالع، وإب، وتعز، وغيرها من المحافظات، كما أن توقف المسابقات أثّر في تأهيل المدربين والحكام وكل ذلك تسبب في تراجع الرياضة اليمنية وتوقف مواسمها.

      ويسرد محسن الجهود التي بذلتها وزارة الشباب والرياضة في عدن، قائلًا: إن الوزارة قامت بتحسين البنية التحتية لقطاع الرياضة في اليمن، خصوصًا الملاعب والنوادي الرياضية التي تضررت وأهملت خلال الفترات الماضية، وقد سعت الوزارة وما زالت تسعى لإعادة تأهيل الملاعب ومقرات الأندية.

     ويؤكد محسن أن الوزارة حققت شوطًا كبيرًا في إعادة تأهيل ملعب الشهيد الحبيشي وإنارته، والصالة الرياضية المغلقة، وترميم بعض الأندية في عدن وتأثيثها، وتأهيل بعض الملاعب في العديد من المحافظات حسب الإمكانات المتاحة، إلا أن إعادة تأهيل الملاعب الدولية الكبيرة والصالات بحاجة إلى ميزانيات ضخمة تتجاوز قدرات الحكومة اليمنية وليس الوزارة فقط.

    وها هو يتحدث عن القطاع الخاص وموقفه من القطاع الرياضي، فيقول: إن القطاع الخاص مقصر في التفاعل مع الرياضة ليس من حيث الدعم فقط، بل من حيث الرعاية وعقد الشراكات الإعلانية، كذلك رجال الأعمال لم يحققوا دعمًا في الانتماء للرياضة، ودعمها عن طريق الأندية والاتحادات باستثناء القلة القليلة.

    ومع ذلك وبالإمكانات اليسيرة المتاحة فقد حصد اليمن قبل شهرين ميداليتين ذهبيتين وميدالية فضية في لعبة السباحة، وهو إنجاز يحسب له، وحقق إنجازات في غيرها من الألعاب أيضًا، لكن التفاعل يحدث مع كرة القدم خاصة وإنجازها الكبير في بطولة غرب آسيا للناشئين دليل على ذلك. وفقًا لما ذكره محسن.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

38% أكثر التحسينات المقترحة للرياضة الاهتمام بالأندية

صوت الأمل – رجاء مكرد      أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفو…