‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة إعادة إعمار اليمن - الجزء الثاني القطاعات والأندية التي تحتاج إلى إعمار من وجهة نظر الشباب اليمني

القطاعات والأندية التي تحتاج إلى إعمار من وجهة نظر الشباب اليمني

صوت الأمل – سماح عملاق

     يؤدي الشباب دورًا محوريًّا في عملية التنمية لأي بلد، فهم الركن الأساس للاقتصاد الوطني، كما أنهم الأبطال الذين يظهرون مع الكوارث والصراعات التي تمس بلدتهم، والمعول الأساس لعملية إعادة الإعمار، وعلى أكتافهم تنهض البلد من جديد على الرغم من كل ظروفها الصعبة.

فماهي رؤية الشباب اليمني لإعادة إعمار اليمن، وما القطاعات الأكثر تضررًا وأولوية لإعمارها مجددًا؟

“في البداية لابد من الإشارة إلى الأحداث المستمرة للصراع  في السنة السادسة حيث خلفت دمارًا كبيرًا في البنية التحتية لليمن. لتصبح البلد بحاجة إلى إعادة إعمار من جديد”. وفقًا لما قالته ولاء دينيش، 22 عامًا من محافظة مأرب.

قطاعات بحاجة إلى الإعمار

       تقدم ولاء دينيش رأيها في القطاعات التي يجب أن يكون لها الصدارة في عملية الإعمار، فتقول: أما عن القطاعات المهمة التي تحتاج إلى إعادة إعمار، قطاع التعليم والصحة والطاقة وغيرها، والأهم خلال المرحلة القادمة التركيز على إعادة إعمار المباني المدمرة وتسكين الناس وإيوائهم وإعادتهم إلى منازلهم.

      من جانبه مجاهد قاسم (23 عامًا – إب) يقول: إن المستشفيات تعد من أهم المنشآت التي تحتاج إلى إعادة الإعمار لا سيما الحكومية منها؛ لأن الصراع خلف ضحايا كثيرة، فإذا كنتَ مرافقًا لمريض لن تجد مكانًا تنام فيه إلا على سطح المستشفى أو في ممر الممرضين؛ نتيجة ضيقها وضعف خدماتها.

      وتابع قائلًا: ومن المرافق التي تحتاج إلى إعادة الإعمار أيضًا، المراكز الثقافية وخشبات المسرح التي تحتاج إلى توسيع والإكثار من مقاعدها؛ لأن هذا هو منبع الثقافة، ومن ثم تأتي الطرقات؛ لأن وضعها الحالي يتسبب في وقوع الكثير من الحوادث المميتة، والمباني الحكومية، والمساجد، والمتنزهات وغيرها.

     عفراء الشميري 23) عامًا من تعز) تتفق مع مجاهد على أن الأولوية في إعادة إعمار القطاعات الصحية بكل أقسامها، قائلةً: “لدينا في تعز مستوصفات طبية لا نستطيع وصفها بمستشفيات لنقص الإمكانات، ومن الضروري أن يُبنى مستشفى معدّ بأحدث الأجهزة، ويُوفَّر طاقم طبي متكامل؛ فالصحة في تعز وصلت إلى أدنى المستويات مقارنة مع باقي المحافظات الأخرى”.

ويشاركه المعتصم الجلال(25عامًا – تعز) بقوله: إن الكثير من المنشآت في اليمن تضررت  بفعل الصراع المستمر، ولعل شبكة الطرقات كانت الأكثر تضررًا من حيث تقطيع أوصال المدن الذي أدى إلى صعوبة التنقل، إضافة إلى المدارس التي تضررت كليًّا أو نسبيًّا، والمنشآت الرياضية، وأماكن الترفيه. هذه تعد أبرز القطاعات التي يجدر بمن يحمل زمام المسؤولية العمل على إعادة تأهيلها حتى تعود الحياة إلى نصابها.

رؤى شبابية لإعادة الإعمار

      يُدلي المعتصم الجلال برأيه في مسألة إعادة الإعمار، قائلًا: “رؤيتي حول إعادة الإعمار هو أن تسهم المنظمات الدولية والحكومة إضافة إلى التحالف العربي في إيجاد الحلول المناسبة”.

     ” تعدُّ المعاهد التقنية والفنية والجامعات أكثر القطاعات أهمية في إعادة الإعمار في الوقت الراهن، لأنها تستهدف الشباب بدرجة رئيسة”. ذلك من وجهة نظر أيمن عبدالحميد 30 عامًا من صنعاء.

     كما يرى أيمن أن من أولويات الإعمار إنشاء مراكز للأبحاث والتطوير للمبدعين واكتشاف قدرات الشباب الذين لا تساعدهم الظروف.

    هبة أحمد (22 عامًا – البيضاء) ترى أن عملية إعادة الإعمار تتطلب استراتيجية شاملة، بعد تقييم الأضرار عبر لجان متخصصة ونزول ميداني، وأن عملية التنمية لن تحدث إلا بتضافر مجتمعي وحكومي مع القطاعات الخاصة ومنظمات المجتمع المدني، وبدعم من الدول القادرة على ذلك.

      أما ضياء عبيد(31 عامًا من شبوة)، فيقول: إن إعادة إعمار الإنسان نفسيًّا ومساعدته على تقبل واقعه وكذلك تحفيزه على تجاوز الوضع، وتحسين حياته والبدء من جديد تعدُّ في مقدمة أولويات إعادة الإعمار.  

     ويضيف عبيد: “آلاف المواطنين فقدوا ذويهم وممتلكاتهم ونزحوا وشردوا  وأصيبوا بأزمات نفسية، فمنهم من أقدم على الانتحار أو فقد صوابه في أفضل الأحوال، أعتقد أن للالتفات إلى هذا الجانب أهمية كبيرة؛ لأنه بإعمار الإنسان تبنى الأوطان، فهو الذي يبني وطنه”.

تحديات

   وفقًا للإدارة العامة للإعلام بوزارة الشباب والرياضة فإن عدد الأندية الرياضية في اليمن يفوق الـ 300نادٍ معظمها تمر بتحديات صعبة يفرضها الوضع الراهن، فمنها من دُمِّر كليًّا ومنها جزئيًّا، كما أن هناك عمليات لإعادة ترميم بعض الأندية والملاعب تنفذ بجهود ذاتية.

      وقد صرح فرحان المنتصر) مدير عام اتحادات الأندية اليمنية) لـ”صوت الأمل” أن دعم صندوق رعاية النشء والشباب في بعض المحافظات الجنوبية لا يتجاوز واحد من عشرة مقارنة بالمحافظات الشمالية.

    وأضاف قائلًا: إن الصراع يعدُّ من أصعب التحديات التي تمر بها الرياضة في اليمن، حيث تعرض (ملعب إب الرياضي، وملعب الشهداء في تعز، وملعب الكبسي، وملعب 22 مايو في عدن، وملعب أبين وغيرها) إلى أضرار كبيرة جراء القصف، وكذلك تعرض الصالة المغلقة للتدمير.

      وتابع حديثه: “ومع كل التحديات التي يمر بها قطاع الرياضة في اليمن إلا أننا مازلنا مستمرين في إقامة المسابقات الرياضية، كدوري كرة السلة الذي شارك فيه لاعبون من شتى أنحاء الجمهورية. وأما عن الوزارة فهي تقوم بدورها في الإشراف والتنظيم للأندية والملاعب وأنشطتها بما يخدم الشباب والرياضيين في كل أنحاء الوطن”.

      يقول محمد ضيف الله إسحاق (لاعب كرة قدم 26 عامًا- ذمار): إن معظم الملاعب والتجهيزات الرياضية في اليمن لم ترتقِ للمستوى المطلوب، والصراع ضاعف من حالة تدهور النوادي الرياضية.

   ويأمل إسحاق إعادة تأهيل الأندية والملاعب وإعمار ما تهدّم وتضرر منها، وكذلك الالتفات نحو الموهوبين ودعمهم طوال العام بالتدريب المستمر، والمسابقات المحلية التي تؤهلهم لخوض غمار منافسات خارجية على مستوى الوطن العربي والعالم.

   ويوضح إسحاق، أن الدعم الرسمي يقتصر على فترة المسابقات والدوريات الخارجية؛ الأمر الذي يؤدي إلى تراجع أداء المنتخبات الوطنية في أغلب المنافسات باستثناء حالات نادرة.

     في السياق ذاته صرح الكابتن عبد الرحيم الخشعي (نائب مدير مكتب الشباب والرياضة بمحافظة إب) بأن مطلب كل الرياضيين في الوقت الراهن إعادة إعمار ما ضُرب من المنشآت الرياضية وتأهيلها سواء النوادي أم الملاعب؛ لاستقطاب الشباب وتدريبهم في مختلف الألعاب الرياضية، والاستفادة من قدراتهم البدنية والذهنية.

معالجات

         يقول الكابتن عبدالرحيم: إن الدوري اليمني الذي أقامه الاتحاد اليمني لكرة القدم واستهدف أندية الدرجة الأولى، هذا بحد ذاته إعادة إعمار للأندية التي أقيمت خلال هذه الفترة في محافظة سيئون وشبوة، وكلف الاتحاد اليمني لكرة القدم مبالغ كبيرة تصل لمئات الملايين.

       ويتحدث عن الدور الذي تقدمه الوزارة للنهوض بالقطاع الشبابي، فيقول: “أما عن جهود وزارة الشباب والرياضة ومعالجاتها للوضع القائم، فقد فعّل الاتحاد الوطني لكرة القدم دوري كرة القدم للدرجة الأولى، وأيضًا تفعيل الدرجات الثانية والثالثة وأبطال المحافظات، وأما عن دوري الفئات العمرية للبراعم والناشئين والشباب فالاتحاد في طريقه لإقامته، وقد وضع له ميزانية كبيرة، على أساس أنه سيقام على مستوى كل محافظة، ثم أبطال المحافظات، ثم الجمهورية”.

    ويؤكد عبدالرحيم الخشعي أن الفعاليات الأخرى كالأنشطة الثقافية والرياضية والكشفية من ضمن اهتمامات الوزارة، متحدثًا: “لقد تلقينا العديد من التعميمات حول إقامة المسابقات الثقافية والكشفية التي ستقام على مستوى كل نادٍ”.

      واختتم مدير مكتب الشباب والرياضة بمحافظة إب الكابتن الخشعي حديثه لـ(صوت الأمل) بالقول: “المؤشرات جيدة، في إعادة الإعمار خصوصًا فيما يخص الإنسان مستقبلًا، أما ما يخص الحجر فالأمر بحاجة لوقت وإيقاف الصراع، وهذا سيتحقق بعد استقرار البلد”.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

92.9% اللُّحمة المجتمعية أولوية لإعادة الإعمار في اليمن

صوت الأمل – رجاء مكرد       أوضحت نتائج استبانة إلكتروني أجراها ي…