‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة البيئة والتنوع المناخي في اليمن صحة الانســان بين كفــوف التغيرات البيئية والمناخية

صحة الانســان بين كفــوف التغيرات البيئية والمناخية

صوت الأمل – حنين الوحش

تؤثر التغيرات البيئية والمناخية بشكل كبير في صحة الأفراد المتضررين من تلك التغييرات ، والتي تؤدي إلى ارتفاع معدل انتشار الأمراض الناقلة و المعدية ، وتردي الصحة النفسية والعقلية، خاصة مع ظل انهيار شبه تام للبنى التحتية ، و للأنظمة الصحية في البلاد نتيجة استمرار الصراع في اليمن.

     وفي تقرير خاص بالصحة قدمته وثيقة النظرة العامة للاحتياجات الإنسانية في اليمن للعام  2021 ، أكد على أن التلوث الناتج عن التغيرات المناخية والبيئية تسببت في تفشي الأمراض والأوبئة بشكل كبير، وأثقل كاهل النظام الصحي الضعيف. وفي ديسمبر العام 2020 كان هناك 273.551 حالة اشتباه بوباء الكوليرا بسبب التغيرات المناخية في مختلف المحافظات اليمنية، كما ظهرت أمراض أخرى مثل  “الدفتيريا، حمى الضنك، الملاريا والتهاب الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة والأمراض المعدية” لأكثر من      300.000شخص معظمهم من النازحين داخلياً, و الذين فروا من مناطق الصراع وفقدوا أماكن إيوائهم ودخلهم وكل أشكال سُبل العيش التي كانت متاحة لهم .

كما أوضحت الوثيقة ، أن معظم المتضررين من هذه الأوبئة هم الأسر الأكثر فقراً، والأسر الذي تعويلها النساء، كذلك الأطفال دون الخامسة من العمر، وكبار السن والنساء الحوامل والمرضعات وذوي الاعاقة والمصابين بأمراض مزمنة وخطيرة . مؤكداً أن المرافق الصحية العاملة لا تستطيع غالباً من تقديم الرعاية الصحية الكافية .

في ذات السياق أكد مركز حلم أخضر للأعلام في تقرير له للعام 2020, أن التغيير المناخي ساهم في تفاقم أعداد المصابين بالحميات،  وذلك بسبب التقلبات المستمرة للطقس بالتزامن مع جائحة كوفيد 19، إذ تشير الإحصائيات إلى انه في منتصف مايو من العام 2020 تم إصدار حوالي 527 ترخيص الدفن المتوفين المصابين بالحميات في عدن فقط.

   كما أشار التقرير أن بالإضافة مع تقلبات الطقس توجد العديد من العوامل التي تفاقمت من حجم الأضرار الصحية والنفسية للمواطن والتي تمثلت في ضعف دور القوانين الصارمة التي تحد من البناء العشوائي والغير المخططة فوق مجرى السيول وغرف الصرف الصحي.

التغير المناخي وصحة الإنسان

  “ تعد الموجات الحر اليوم من بين أكثر الأحداث المناخية تأثيراً على صحة الإنسان في كثير من البلدان ، ونتيجة لهذه الموجات ، يمكن أن يعاني الناس من الإجهاد الحراري ، وخاصة الأفراد المعرضين للخطر كالمرضى وكبار السن ، وفي كثير من البلدان تشير الدراسات إلى انه في حال لم يتم إيجاد حلول للتكيف والتخفيف، فإنه من المتوقع أن يكون للنوبات شديدة الحرارة أكبر تأثير على الوفيات.” , هذا ما أكده المهندس عبد الواحد عرمان نائب مدير وحدة تغير المناخ في الهيئة العامة لحماية البيئة لـ”صوت الأمل” .

و يوضح “الدكتور محمد اليوسفي” ، أن التغيرات المناخية والبيئية تسهم في انتشار الأوبئة عن طريق الكائنات الطفيلية والحميات التي تنتشر بسبب ارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها  وتقلبات الجو بشكل عام ، و تؤثر أيضاً على غذاء الإنسان .

  ويضيف لصوت الأمل، أن هناك دور يترتب على وزارة الصحة في مثل هذه الحالات ، حيث يبرز هذا الدور عبر  التوعية والتثقيف الصحي بأنواع الأمراض المنتشرة، وتوفير العلاجات اللازمة أثناء الإصابة بأمراض التغييرات المناخية والبيئية ، وتوفير الكادر الصحي المتخصص، عمل دراسات وخطط لمواجهه المرض وتحديد ما يلزم .

  نوه ، أن الظروف التي تمر بها البلاد زاد الأمر سوء وجعل الجميع معرض للخطر ، وعمل على زيادة انتشار المرض ومجابهة الأمراض بإمكانيات ضعيفة جدا.

“ منصور الحبيشي مدير عام قسم الطوارئ والإسعاف في وزارة الصحة العامة والسكان- عدن” يقول:  هناك ترابط وثيق بين التغير المناخي وصحة الإنسان وبعدة طرق، حيث تتضمن تأثيرات مرضية مثبتة و مصاحبة للبيئة المناخية الغير مستقرة.

  وأضاف لـ»صوت الأمل»، أن البيئة المحيطة والتغير المستمر للمناخ كزيادة وتقلب درجات الحرارة، التغيير في أنماط هطول الأمطار، وارتفاع مستوى سطح البحر والتغيرات البيئية، تساعد في انتشار الكائنات الحية الضارة.

  وأكد ، أن تلك العوامل ساعدت في ظهور أنواع مرضية جديدة منها قد كانت انقرضت مثل وباء الكوليرا، كما لعبت دوراً كبيراً في زيادة نسبة الأمراض الفيروسية والطفيلية المحمولة مثل الملاريا، حمى الضنك وغيرها.

كما قال الحبيشي، أن التأثيرات المناخية تؤثر بشكل خاص على الذين يعيشون في مناطق مهددة بالعواصف الساحلية والجفاف، وأيضاً الذين يعانون من ظروف الفقر وكبار السن والمجتمعات المهجرة .

وفي أطار الدور الذي يقدمه القطاع الصحي للحد من انتشار الأمراض واخذ التدابير اللازمة قال لـ»صوت الأمل»، أن القطاع الصحي يقوم بتعزيز الوقاية من الأوبئة عبر رفع مستوى التأهب من أجل التصدي للأوبئة بشكل سريع، والتثقيف والتوعية من أجل إبراز أهمية المخاطر المترتبة على هذه الأوبئة، والمشاركة الشاملة والمنصفة مع ايلاء اهتمام خاص للذين يعيشون ظروف هشة، ويواجهون أكبر احتمالات الإصابة بالأوبئة.

حياة وصحة المواطن

    وتوضح “الدكتورة عبير محمد طبيبة عامة” ، أن التغير المناخي له تأثيرات واسعة وغير محدودة على صحة الأفراد، ومع مرور الوقت يزداد الخطر وتتوسع بؤرة الخطورة لدى الأمراض المصاحبة للتقلبات المناخية المفاجئة ، والذي يأتي تأثيرها بشكل مباشر كتقلبات درجة الحرارة والكوارث الطبيعية، و غير مباشر التي تكون مرتبطة بالنزوح والصراع على الموارد الأساسية .

  من جانبه يرى  « ابوبكر القيري الذي يعمل كممرض في إحدى مستشفيات صنعاء” ، أن  للبيئة تأثير كبير على صحة الإنسان خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، والأوضاع المعيشية المتردية زادت من تأثيراتها بشكل سلبي على حياة وصحة المواطن .

وأضاف القيري لـ»صوت الأمل»، أن من أهم الأسباب الذي ساهمت في تفشي الأمراض والأوبئة لانتشار المخلفات المضرة بالبيئة بشكل كبير وواسع،و الذي تتسبب بنقل البعوض والحشرات التي بدورها تنقل الأمراض المختلفة، وبالتالي تضر بصحة الإنسان، بالإضافة إلى الأمراض التي تسببها التغيرات المناخي وتقلبات الفصول، والتي لها دور كبير في انتشار الحميات والأنفلونزا وغيرها.

الحاجة إلى بيئة طبيعية

  أما بالنسبة للتأثيرات النفسية التي يتسبب بها التغير البيئي والمناخي على للأفراد.. تقول “الأخصائية في علم النفس وفاء سعد”، أن البيئة والتغيرات المناخية تأثير واضح وبصورة كبيرة على نفسية الأشخاص خاصة المتضررين من تلك التغييرات ، بل وتتحكم أيضاً في مستوى الإبداع لديهم .

   وتقول لصوت الأمل، أن حجم التغييرات البيئية والمناخية مرتبط بالصحة النفسية للأفراد ، فمثلا درجة الحرارة المرتفعة تسبب إجهاد وحالة من التوتر والاكتئاب والقلق المفرط فيه والعصبية على عكس درجة الحرارة المعتدلة والمنخفضة؛ كما تلعب التغييرات دور مهم على الحالة النفسية للفرد خاصة في مرحلة العلاج .

   وتؤكد ، نحن كأخصائيين نفسيين لابد أن نعرف أولاً البيئة التي أتى منها المريض لنقوم بعد ذلك باستخدام البيئة المناسبة في مرحلة العلاج، والتخفيف من الضغوط النفسية لدية .

   مبينه، أن الإنسان في حاجة ماسة في كل مرحلة وأخرى الذهاب إلى بيئة طبيعية نظيفة مثل الأماكن الواسعة الغنية بالأشجار أو البحار لما لها من أثر كبير للمساعدة في التخلص من أعباء الحياة التي تؤثر بشكل سلبي على نفسية الشخص.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. ازدياد نسبة التلوث في البيئة بنسبة 89 %

صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع رأي عام أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر …