‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة ذوو الإعاقة في اليمن ذوي الإعاقة.. الإعلام والاتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية

ذوي الإعاقة.. الإعلام والاتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية

صوت الأمل – فهيم سلطــان القدســـــي

نتحدث كثيرا عن دور الأعلام وخاصة المرئي من حيث تأثيره وحجم المساحة التي افردها لذوي الإعاقة وطرح قضاياهم وواقعهم وإيجاد البرامج التي تعالج ذلك الواقع والتي ربما تكون من ضمن الرسالة المنوطة على الإعلام وخاصة التلفاز وما يعتري ذلك من قصور، لكن أن يكون عائق يضاف إلى كم العوائق التي تواجه ذوي الإعاقة فالأمر يحتاج إلى أعادة نظر.

الإعلام والاتفاقيات الدولية

شهدت الألفية الثالثة انعطافا كبيراً ومتميزاً في النظر إلى أوضاع ذوي الإعاقة من حيث إصدار القوانين والتشريعات والمواثيق والاتفاقيات آخرها وأبرزها الاتفاقية الدولية الشاملة والمتكاملة لحماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكرامتهم.

والتي تعكس مجموعة من الحقوق التي تعنى بها ذوي الإعاقة من أهمها تعزيز الوعي بقدرات وإسهامات الأشخاص ذوي الإعاقة وتشمل التدابير الرامية إلى تحقيق ذلك بما يلي:

أ – بدء ومتابعة تنظيم حملات فعالة للتوعية العامة تهدف إلى تعزيز تقبل حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، نشر تصورات ايجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة ووعي اجتماعي أعمق بهم وتشجيع الاعتراف بمهارات وكفاءات وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة وإسهاماتهم في مكان العمل وسوق العمل.

وكذلك تشجيع وسائل الإعلام على عرض صورة للأشخاص ذوي الإعاقة بصورة تتفق مع حماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكرامتهم وتشجيع تنظيم برامج تدريبية للتوعية بالأشخاص ذوي الإعاقة وحقوقه. وكذلك ما نصت علية الاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الإعاقة في المادة (21) الخاصة بحرية التعبير والرأي والحصول على المعلومات.

(ب) قبول وتيسير قيام الأشخاص ذوي الإعاقة في معاملتهم الرسمية باستعمال لغة الإشارة وطريقة برايل وطرق الاتصال المعززة البديلة وجميع وسائل وطرق وأشكال الاتصال الأخرى سهلة المنال التي يختارونها بأنفسهم.

(د) تشجيع وسائط الأعلام الجماهيري بما في ذلك مقدمي المعلومات عن طريق شبكة الانترنت على جعل خدماتها في متناول الأشخاص ذوي الإعاقة)

وكذلك التنسيق مع الجامعات والمعاهد لإعداد المدربين المسئولين عن البرامج التربوية الخاصة والمهنية والثقافية والإعلامية وتأهيلهم لمعالجة أوضاع المعاقين واحتياجاته المتميزة وتجديد معارفهم في هذا المجال.

أن الإعلام المحلي يتعمد بقصد أو بغير قصد أو ربما لأسباب متعددة إظهار ذوي الإعاقة بصورة غير لائقة من خلال إدرار العطف والشفقة والرحمة أكثر من إبراز الصورة الحقيقية لهم أو بصورة هامشية من خلال استغلال نوع الإعاقة من أجل التأثير على المشاهد وأحياناً بشكل مشوه وإظهاره إما على أنه متسول أو لصاً أو ذات نزعة عدوانية كما في بعض الأفلام والمسلسلات وقد يصل ذلك أيضاً في طريقة استخدام الموسيقية التصويرية المثيرة للشفقة.

 لذلك ومن خلال هذه الورقة نؤكد على أنه ينبغي أن ندرك أهمية هذه المشكلة وأن نوليها جل الاهتمام و الرعاية بل وأن نجد آلية عملية نستطيع من خلالها إيجاد أعلام مرئي حقيقي يتبنى قضية الإعاقة وإن ينقل صورة تفاعلية ومسئولة عن ذوي الإعاقة من خلال تفعيل قدراتهم وتنمية مواهبهم.

فأني أقول بالعكس إذا ما كان هناك دراسة علمية وآلية تنفيذ حقيقة شاملة ومتكاملة لكل جوانب الاعاقة المختلفة وبالتالي ليس بالضرورة أن تكون كل البرامج التي ستبثها وسائل الإعلام لذوي الإعاقة بل تطعم بعدد من البرامج الأُخرى الخاصة بغير المعاقين.

أما عن دور الإعلام في تفعيل قدرات ذوي الإعاقة فإن ذلك يكون من خلال إبراز الشخصيات المعاقة المؤثرة و تسليط الضوء عليها و على منجزاتها العلمية و مواهب هذه الشخصيات و خاصة تلك الإعاقات التي تستحق التقدير و الاحترام , و ذلك لخلق نوع من الدافع الإيجابي لذوي الإعاقات الأُخرى وخاصة تلك الأقل إعاقة منها للوصل إلى ما وصلت إليه وخلق نوع من التحفيز و المثابرة على تقديم الأفضل ناهيك  عن أن هذه الإعاقة ستزيد من عطائها و تحصيلها العملي  و العلمي و بالتالي تغيير النضرة السلبية تجاه ذوي الإعاقة ويكون المهم هو تحديد قدرات المعوق وليس إعاقته ليصبح شعارنا (( المعاق بقدراته و ليس بعضلاته ))

 أهم التحديات التي تواجه إعلام ذوي الإعاقة:

1-            عزوف عدد من الممولين والمنتجين لبرامج الأشخاص ذوي الإعاقة عن تغطية النفقات المالية بحجة عدم الحصول على أي عائدات من مثل هكذا برامج.

2-            عدم تمكين الجهات المعنية بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة من الحصول على التغطية الإعلامية الكافية مجانية وعاجلة عند المطالبة بذلك.

3-            عدم أفراد المساحة الكافية والتي تتفق مع نوعية الفعالية.

4-            الثقافة السائدة لدى قيادات الأعلام عن الأشخاص ذوي الإعاقة والنظر إليهم من منظور الشفقة والرحمة.

التوصيات:

1.            الاهتمام من وسائل الإعلام المرئي بنقل صورة واضحة وحقيقية لذوي الإعاقة وإبراز مواهبهم وقدراتهم لتكون مثالاً يحتذي به.

2.            التركيز على صناع القرار وأخذ أحديث لهم فيما يخص هموم ومشاكل ذوي الإعاقة وإيجاد الحلول لها.

3.            أشراك ذوي الإعاقة في العمل الإعلامي أعداداُ وتنفيذا لأنهم خير من يعبر عن مشاكلهم واحتياجاتهم.

4.            تدريب الكوادر الإعلامية المختلفة على كيفية تناول قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة.

5.            إقامة دورات تدريبية مكثفة عبر برامج تلفزيونية في لغة الإشارة نظراً لقلة مترجمي لغة الإشارة في كثير من ميادين الحياة وخاصة للأولياء الأمور وإفراد الأسرة.

6.            تعميم لغة الإشارة ببرامج تعليمية وعدم اقتصار الترجمة الإشارية في الفضائيات العربية على برامج الأخبار فقط.

7.            التخطيط لحملات إعلامية عربية مشتركة للتوعية بقضايا الإعاقة.

8.            أنشاء شبكة إعلامية عربية تعنى بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وإبراز إبداعاتهم.

9.            التأكيد على ضرورة التغطية الإعلامية لأنشطة وبرامج الأشخاص ذوي الإعاقة والتوسع في مساحة التغطية.

10.          التأكيد على أن يكون الأعلام عن الأشخاص ذوي الإعاقة جزء من سياسة الإعلام العام.    

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. انخفاض دور ذوي الإعاقة في النشاط الاقتصادي إلى 25%

صوت الأمل – رجاء مكرد وجد استطلاع الرأي العام الذي أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر سبتم…