‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة ذوو الإعاقة في اليمن عاتكة الريمي ..إبداع يتجاوز الإعاقة

عاتكة الريمي ..إبداع يتجاوز الإعاقة

صوت الأمل – علياء محمد

بالأمل والقوة والعزيمة والرضا، تقبلت عاتكة الريمي البالغة من العمر ستة وعشرين عامًا إعاقتها الحركية. وبتعلم كل جديد، حققت عاتكة الحلم  لتصبح مدربة أشغال يدوية وتطريزية في مركز السلام لرعاية المعاقين حركيًّا.

حدثتنا عاتكة عن سبب إعاقتها قائلة: “كان سبب إعاقتي حادثًا تعرضت له وأنا في عمر الثامنة؛ بسبب سقوط صخور في جبال ريمة عندما كنت أرعى الأغنام.   حينها لجأ أهلي إلى العلاج بالأعشاب والتجبير الشعبي، ومن ثم انتقلت إلى محافظة صنعاء للعلاج وعملت عمليات حتى أستطيع المشي، ولكن جميعها باءت بالفشل وزادت حالتي سوءًا بسبب الأخطاء الطبية المتكررة في عمودي الفقري”.

مرت سنينٌ طويلة على عاتكة وهي تبكي وتتألم وأيضًا تتسأل «لماذا أنا معاقة وغيري مُعَافى؟”. ولكن مع مرور الزمن تغير هذا الشعور، خصوصًا بعد دخولها مركز السلام لرعاية المعاقات حركيًّا في العام  2008م؛ لتلقي العلاج الطبيعي فحينها وجدت عددًا كبيرًا من الأشخاص كحالتها وآخرين أقل.

هنا اقتنعت بأن الإعاقة ليست نهاية الحياة، بل هي حياة جديدة تحتاج إلى الكثير من القوة، فقررت أن تنطلق بكل إصرار وثقة وعزيمة لتحدي الإعاقة والبدء بحياة أفضل، ودرست وتدربت على الأشغال اليدوية، حتى أصبحت مدربة، ولها خطوات جديدة لتكملة الدراسة الجامعية.

 مواجهة التحديات

“التحدي كان كبيرًا جدًا، ففكرة أن تكون طفلًا مقعدًا وأنت من قبل تتميز بالحركة، وتحب اللّعب والخروج مع الأصدقاء صعبة ومؤلمة، وهذا ما شعرتُ به بعد الحادث ، وكان لدي اعتقاد بأنني الطفلة الوحيدة في العالم التي تعاني من الإعاقة”. هذا ما أوضحته عاتكة .

وحول نظرة المجتمع أو الأشخاص الأصحاء لذوي الاعاقة، تقول عاتكة: إن نظرة المجتمع تحمل قدرًا كبيرًا من الرحمة والشفقة. وآخرين ينظرون إلينا بنظرة غريبة وكأننا أشخاص من عالم آخر، وهذه النظرات تؤثر فينا سلبيًّا .

قائلة: «أنا من الأشخاص الذين قرروا في لحظة من اللحظات عدم الخروج من البيت، وكل ذلك بسبب نظرة الناس، ولكنني أدركت أنه يجب أن أتعايش مع الإعاقة والواقع، وأن أثبت للناس أنِّي قادرة على تحقيق أشياء قد لا يحققها الشخص الصحيح”.

كانت عاتكة تتعرض لمواقف جارحة، مثل الاستهزاء بها أو الصراخ عليها والتلفظ بألفاظ جارحة والكثير من أفراد المجتمع، يقولون: “أنت معاقة، لماذا خرجت؟».

  هنا تؤكد عاتكة، أن هناك عددًا كبيرًا من ذوي الإعاقة يخجل أو يخاف من الخروج إلى الشارع بسبب نظرة المجتمع؛ لذلك نحتاج إلى زيادة الوعي بحقوق وواجبات الأشخاص من ذوي الإعاقة، والتدريب والتأهيل على كيفية التعامل مع هذه الفئة التي لا تختلف عن غيرها من الأشخاص.

إن أبرز الصعوبات التي مازالت تواجه ذوي الإعاقة عمومًا، عدم توفير أماكن مؤهلة لذوي الاعاقة، فالمستشفيات والشوارع والمنتزهات الترفيهية غير مناسبة لفئة ذوي الإعاقة وغدت عائقًا كبيرًا أمامهم.

 دور المراكز والمؤسسات

       “هناك جهات اهتمت بالمعاقين ووفرت لهم ما يحتاجون إليه من خدمات، مثل توفير الكراسي المتحركة، والأدوية، والتكفل بالعمليات، والمساعدات المالية. ولكن في ظل مانمر به من وضع اقتصادي صعب  جراء الصراع قلَّ الاهتمام بفئة ذوي الإعاقة، وعدد كبير من المراكز أغلقت أبوابها أمامهم، وقطعت الخدمات التي كانت تقدم لهم، وأصبح الأشخاص من ذوي الإعاقة هم الأكثر تضررًا”. هذا ما أكدته عاتكة حول دور الجهات المعنية بهم.

وتوجه عاتكة رسالة إلى الأشخاص من ذوي الإعاقة، فتقول: «لا تخجل من إعاقتك، ولا تجعلها عائقًا أمامك، اصنع من إعاقتك تحدِّيًا وإرادة، طوّر من مهاراتك، نمِّي مواهبك، انطلق لتحقيق حلمك،  يجب أن تؤمن بفكرة أن كلَّ شخص من ذوي الإعاقة لديه كنز يجب أن يبحث عنه لأجله. ورسالتي لكلِّ أم وأب لديهم معاق أيًّا كانت إعاقته تعايشوا مع إعاقات أبنائكم، قوموا باحتوائهم، اقتربوا منهم عاملوهم بكل حب واخرجوهم للناس وغيروا نظرة المجتمع”.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. انخفاض دور ذوي الإعاقة في النشاط الاقتصادي إلى 25%

صوت الأمل – رجاء مكرد وجد استطلاع الرأي العام الذي أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر سبتم…