‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة النظام القبلي في اليمن النظام القبلي .. بين الماضي والحاضر

النظام القبلي .. بين الماضي والحاضر

صوت الأمل – علياء محمد

   تؤدي القبيلة دورًا مهمًا في تكوين الدولة اليمنية، وأصبحت إحدى الركائز الأساسية لها تبعًا لطبيعة المنطقة، والظروف المُعاشة،  إذ امتازت كل قبيلة عن الأخرى بقوانينها وأعرافها وعاداتها وتقاليدها. وظل أثر القبيلة بارزًا في تكوين الدولة حتى عصرنا الحديث،  فما مدى ثقة المجتمع بالأعراف القبلية؟ وما هي  انطباعاتهم عنها؟

النظام القبلي مصدر تشريعي

        أشار القاضي عادل الميري 50) عامًا من ذمار (إلى أن القبيلة في اليمن أدَّت دورًا كبيرًا وبارزًا في تحقيق الاستقرار، وقدمت المساندة للدولة في التعاون مع الأجهزة الأمنية ومساندتها في حماية البلد،  والمتابعة من أجل تنفيذ المشروعات التنموية المختلفة التي صبت في خدمة أفراد المجتمع، بالإضافة إلى دورها في حلِّ النزاعات المختلفة بين المتنازعين عن طريق العُرف وأبرزها قضايا القتل، كما حلَّت العديد من مشكلات الثأر بين القبائل .

       موضحًا أن النظام القبلي مرجعية ومصدر من مصادر التشريع التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالدولة .

       ويقول علي الدبيش 30) عامًا من تعز): ” يُعدُّ النظام القبلي هوية لكل بلد حضاري وتاريخي ولاسيما في اليمن، إذا ما نظرنا إلى أن القبيلة هي أساس الحكم في عدد من الضواحي والأرياف  خصوصًا شمال وشرق اليمن  وقد مثل  نسبة% 70   من الحكم الذاتي  .

       من جانبه يرى محمد يحيى 45) عامًا من صنعاء) أن المجتمع اليمني قبلي بالدرجة الأولى، ويقوم  على عدد من الأعراف والتقاليد المتبعة في كل قبيلة, وفي فترة من الفترات كان العُرف القبلي الوسيلة الأمثل لحل القضايا والنزاعات،  وأثبت قدرته على حل عدد من القضايا التي عجز عن حلها القضاء وإلى الآن مازال الكثير من الناس يثقون ويؤمنون بحكم القبيلة، ويفضلونها بسبب سرعة الفصل ــ  حسب قوله .

القبيلة سبب في نشوء ظواهر مجتمعية

       وفي رأي مخالف، وكَّدت قائمة العمراني 40) عامًا من  عمران( أنه مع نشوء وظهور العديد من القبائل في اليمن، برزت  العديد من المشكلات والظواهر  التي أثرت تأثيرًا سلبيًّا في  الحياة  العامة أهمها: ظاهرة التعصب للقبيلة و التفاخر والاعتزاز بها ؛ الأمر الذي أدَّى إلى اختلاف القبائل مع بعضها بعضًا، لأن كل قبيلة ترى أنها الأقوى والأعلى مكانة من القبائل الأخرى .

       توافقها الرأي الناشطة الحقوقية ليلى محمد 30) عامًا من صنعاء)، حيث تقول: “إن هناك عددًا من القوانين والعادات القبلية رفضها أبناؤها ولكنها للأسف مازالت مستمرة إلى الآن، و كان أبرزها زواج القاصرين والقاصرات.  فكما هو متعارف عليه أن القبيلة  تسعى إلى الإكثار من النسل؛ ولذلك تقوم بتزويج  أبناء القبيلة من دون مراعاة العمر.

     مضيفة أن عددًا كبيرًا من القبائل اليمنية تعدُّ عمل المرأة  وتعليمها من الأشياء المعيبة داخل القبيلة، ففي قانون القبيلة المرأة لا تخرج من منزل أبيها إلَّا إلى منزل زوجها وهذا يتنافى مع مبادئ وحقوق المرأة .

حجرة عثرة

       يرى عارف الشماع 45) عامًا من المحويت) أن النظام القبلي شكَّل حجرة عثرة في طريق الديمقراطية والحرية وسيادة القانون؛ لأن أغلب القبائل انحرفت عن المسار الصحيح الذي كانت تسلكه، وتخلى عدد كبير منهم عن أهم ما يميزهم من مبادئ أخلاقية،  وأصبح  عدد كبير منهم أيضًا يثأر ويسرق باسم القبيلة ويدافع عن المذنب؛ الأمر الذي أدَّى إلى انتشار سلوكيات خاطئة تحت غطاء القبيلة.

مواكبة التطور وسد الثغرات

“مع تطور المجتمع اليمني في مختلف المجالات والقطاعات إلَّا أن بعض القبائل اليمنية مازالت متمسكة بعاداتها وتقاليدها تمسكًا كبيرًا، ولم تنسجم مع تطور العصر الذي نعيشه الآن، حتى المتعلم من أبنائهم الذي تأثر بالعالم الحديث وبدأ باتخاذ قرارته بعيدًا عن سيطرتهم يُعدُّ في نظر القبيلة مُخالفًا لها وخارجًا عن طاعتها، ومن هنا يجب أن نركِّز على كيف يمكن أن يغيِّر بعض أفراد القبائل أفكارهم لتلائم التطورات الجديدة وتواكبها”. هذا ما قاله علي أحمد (30 عامًا من صنعاء) .

      من جانبه وكَّد جلال العلواني 30) عامًا من تعز) “أنه في ظل الأوضاع غير المستقرة التي تمر بها بلادنا أثبت النظام القبلي دوره في سد ثغرات المجتمع, وقدم الحلول لتلافي العشوائية في الحياة العامة, وأصبح بذلك صمام الأمان للأفراد وحماية لهم”.

         وبدوره أوضح الشيخ عبد الله أحمد) أحد الشيوخ في محافظة المحويت) أنهم مازالوا مستمرين فيما بدأ به الأجداد، ويتعاملون مع بعضهم بالعُرف القبلي والوثائق القبلية القائمة على مبادئ التعاون والتلاحم ومساعدة بعضهم بعضًا، وتقديم الدعم للأشخاص الذي يواجهون مشكلات مختلفة.

تعددت الآراء و اختلفت ما بين مؤيد ومعارض, و واثق ومُشكك بما يقدمه النظام القبلي من أدوار مختلفة في ظل الأوضاع والتغيرات الراهنة والانفتاح على العالم الجديد،  ومع ذلك  أجمع الأغلبية على أن النظام القبلي يعدُّ ركيزة أساسية تُبنى عليها رؤية المجتمع اليمني  .

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

81% من المواطنين يؤكدون: تأثير النظام القبلي على الحياة السياسية في اليمن قوياً ومؤثراً

أكد ما يقارب 60% من المواطنين اليمنيين، أن تأثير النظام القبلي على الحياة العامة في البلد …