‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الأمن الغذائي في اليمن الرؤية المستقبلية للأمن الغذائي عبر اراء مختصين: لن نصل للاكتفاء الذاتي إلا بتوجه حقيقي وجاد من قبل الدولة في الجانب الزراعي

الرؤية المستقبلية للأمن الغذائي عبر اراء مختصين: لن نصل للاكتفاء الذاتي إلا بتوجه حقيقي وجاد من قبل الدولة في الجانب الزراعي

صوت الأمل – حنين أحمد

“لابد من أن تكون هناك خطط وتوجهات ورؤى واضحة للنهوض بالأمن الغذائي المستدام الذي يغطي احتياجات الأفراد والمجتمع عمومًا”. هذا ما قاله الدكتور مازن ناصر (عضو الهيئة التدريسية في كلية ناصر للعلوم الزراعية) لـ” صوت الأمل “.

يمتلك اليمن موارد أرضية ومائية وسمكية وأيضًا بشرية, تكفي لتحقيق الأمن الغذائي المستدام, ولكن هذا لا يتحقق إلَّا إذا نُفِّذت خطط وروئ واقعية من الجهات المعنية كافة، للاستفادة منها والحفاظ عليها واستغلالها وتوظيفها بطرق صحيحة.

حول تأثير الكثافة السكانية في الأمن الغذائي، يقول الدكتور مازن :  إن نسبة النمو في الجانب الزراعي خلال العام الواحدة يبلغ نحو 2%, بينما نسبة النمو بالزيادة السكانية عمومًا يبلغ نحو 3.5% , حيث يزداد الضغط في كل عام على الجانب الزراعي وهذا الأمر ينتج تشكيل فجوة غذائية كبيرة ومؤشرًا اقتصاديًّا خطيرًا إذا لم تسعَ الدولة في زيادة المنتج الغذائي للوصول إلى الاكتفاء الذاتي, أي أن تنتج الدولة 100% من احتياجات سكانها, ولن يحصل ذلك إلا إذا كان هناك توجه حقيقي وجاد.

   في السياق ذاته يقول الدكتور بسام محمد علي آمان (المدير الفني بالهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي): إنه كلما كان هناك زيادة في عدد السكان زاد الطلب على الغذاء , خصوصًا مع التغيرات المناخية المستمرة,  وإن توقف الإنتاج الغذائي سيؤدي إلى كارثة غذائية في هذه الظروف التي تصعب فيها عملية تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل بسبب محدودية الاستفادة من الموارد الطبيعية.

مشكلات تدهور القطاع الزراعي

    كما يستعرض الدكتور بسام أهم المشكلات التي أسهمت في تدهور القطاع الزراعي، قائلًا: إن عدم وجود رؤية حقيقية وعلمية من الجهات الرسمية في كيفية النهوض بالجانب الزراعي على مستوى التخطيط والعمل, وانتشار زراعة القات التي أخذت مساحة واسعة من الأرضي الزراعية وصلت في 2018م إلى نحو 184 ألف هكتار بمجموع استهلاك أكثر من 34% من إجمالي المياه في اليمن, على حساب زراعة المحاصيل الأخرى, بالإضافة إلى هجرة أبناء الريف إلى المدن, تعدُّ من أهم الأسباب التي أدَّت إلى تدهور القطاع الزراعي.

وأضاف : أن الاستخدام المفرط للمبيدات والغمر في أثناء الري نتج أثارًا سلبية على الأراضي الزراعة,  وعدم توفر البذور الأصلية, واستخدام بذور مستوردة غير منتجة تسببت في إنهاك القطاع الزراعي.

وضع خطط علمية

     تعتمد عملية تحقيق الأمن الغذائي على الاستفادة من الموارد الطبيعة الثلاثة والمتمثلة في (مورد الأرض، مورد الماء, مورد الغطاء النباتي)  التي لها دورٌ كبيرٌ في تحقيق الأمن الغذائي. ويرى المختصون أن وضع الخطط العلمية الصحيحة لتحسين أداء تلك الموارد وتنفيذ بنودها تنفيذًا صحيحًا وبمشاركة الجميع سيسهم في الخروج بنتيجة إيجابية تخفف من معاناة اليمن بما يتعلق بالجانب الغذائي.

الدكتور مازن يرى أن هناك الكثير من المشكلات والتحديات التي يمر بها القطاع الزراعي يجب النظر فيها ومعالجتها ووضع خطط وتوجهات ورؤى واضحة من جميع الأطراف المعنية للنهوض بالقطاع الزراعي, و تحقيق الأمن الغذائي المستدام.

   من جانبه يؤكد الدكتور بسام هذا الأمر، بقوله:  إنه لابد من وضع خطط علمية صحيحة تحسن أداء تلك الموارد بأسلوب صحيح وبشراكة مع كل الجهات المعنية بالتخطيط والتنفيذ ( حكومية, وجهات دولية داعمة, ومنظمات المجتمع المدني)، للاستفادة القصوى من الطاقات والإمكانات المتوفرة في كل مؤسسة, كما لابد من تحديد الأولويات لتحسين أداء الموارد المركزية في تحسين الإنتاج الزراعي, ومن ثم وضع الخطط لآليات التسويق الفاعلة على المستوى المحلي والخارجي.

   وأضاف: أن من أهمية وضع الخطط الفاعلة لزيادة الإنتاج الزراعي الإهتمام بقطاع البحوث الزراعية التطبيقية, ودعم مراكز الأبحاث لتتمكن من القيام بدورها  في التقليل من الفجوة عبر استنباط أصناف البذور المحسنة, والأصناف النباتية المقاومة للجفاف والملوحة,  بالإضافة إلى تمكين المزارعين من الحصول على أنظمة الري الحديثة ( الري الفقاعي , والتنقيط , والرش) .

   ولأهمية الاستفادة من القوى والطاقات الشبابية الفاعلة في المجتمع لإحداث تنمية حقيقية تؤدي لزيادة الإنتاج المحلي، يقول الدكتور مازن ناصر:  لن تنهض القطاعات ولن يتحقق الأمن الغذائي من دون الاستفادة من فئة الشباب, لأنهم أكثر فئة تمتلك طاقة وجب استثمارها لخدمة المجتمع, والتي ستعمل من أجل إحداث تنمية حقيقية تؤدي إلى زيادة الإنتاج المحلي في مختلف القطاعات وبخاصة القطاع الزراعي، و يمثل الشباب نحو70 % من الأيادي العاملة, وللأسف لا توجد حاليًّا أيُّ خطط تطويرية تدعم استغلالهم الاستغلال الأمثل.

فيما يؤكد الدكتور بسام آمان أنه يجب الاستفادة من خبرات الكوادر المؤهلة السابقة عبر تنفيذ برامج تدريبية تستهدف الطاقات الشبابية في المجال الزراعي والمائي والسمكي والتنموي, للخروج بمخرجات عملية تحقق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.

    ولمعرفة ما مدى تأثير المشروعات الزراعية في دعم الأمن الغذائي خلال الفترات الماضية، يؤكد كلٌ من الدكتور مازن والدكتور بسام أنه لا توجد مشروعات حقيقية مؤثرة نفذتها الدولة أو المنظمات الداعمة في مجال تحسين الأمن الغذائي, فكل البرامج المنفذة من المؤسسات المعنية التي تصب في عمليات تحسين الأمن الغذائي لا تعدُّ مشروعات حقيقة مستدامة , ولكنها برامج مؤقتة تغطي احتياجات لحظية.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

70% يؤكدون أن استمرار الصراع يعد من أبرز التحديات التي تواجه اليمن في تحقيق الأمن الغذائي

أوضحت نتائج استطلاع الرأي العام التي نفذته إدارة الأعلام التابع لمركز يمن انفورميشن سنتر ل…