‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة المشاريع الصغيرة في اليمن التمويل، المخاطر، التأهيل.. أبرز التحديات.. تحدِّيات المشاريع الصغيرة في اليمن.. آراء خبراء ومختصين

التمويل، المخاطر، التأهيل.. أبرز التحديات.. تحدِّيات المشاريع الصغيرة في اليمن.. آراء خبراء ومختصين

صوت الأمل – رجاء مكرد وحنين الوحش

مع الأهمية الكبيرة التي حظيت بها المنشآت والمشاريع الصغيرة وأشاد بدورها الاقتصادي والاجتماعي والتنموي الكثير من خبراء الاقتصاد ومختصي المشاريع إلَّا أنها لا تزال تُعاني الكثير من التحدِّيات والصعوبات قبل وبعد وفي أثناء تنفيذها.

  بعد أن استكملت مريم بخش(مصممة أزياء من صنعاء) دراستها في عالم الأزياء والموضة في ماليزيا بدأت بممارسة مهنتها ففتحت مشروعًا لتصميم وخياطة الأزياء بصنعاء بطريقة تُبرز شغفها وحبَّها للمهنة من جهة، ومحافظتها على الزي اليمني الذي يتناسب مع طبيعة المجتمع اليمني بأسلوب عصريٍّ ولائق من جهة أخرى.

تقول بخش :إن أبرز التحديات التي واجهتها في رحلتها مع تنفيذ المشروع كان الوضع الاقتصادي الصعب الذي أثر في العمل تأثيرًا كبيرًا، إذ إن هناك شحَّة في الأقمشة والماكينات والإكسسوارات وغيرها في السوق اليمني، كما أن هناك صعوبة في جلبها بسبب الرسوم المرتفعة للشحن والتأمين، إضافة إلى التأخير في وصولها.

التسويق

  من جانبه نبيل العريقي (مالك لمحل بلاستيشن من تعز) يقول :إن من العوائق والتحديات التي تواجهه بوصفه مالك لمشروع صغير هي ضعف رأس المال ونقص التمويلات المقدمة من البنوك، بالإضافة إلى تكلفة التأسيس والإيجارات واستخراج التصاريح، مما يجعل المانح ينسحب من المشروع، وكذلك ضعف القدرة الشرائية لدى الزبائن الذين يقومون بشراء منتجات وخدمات المشاريع الصغيرة؛ نتيجة لقلة الدخل لديهم.

  يعلق الدكتور سليمان الشميري (خبير في المشاريع) قائلًا :إن الجهل بالسوق وعدم سدِّ الفكرة القائمة على المشروع لسدِّ حاجة السوق كلُّها أسباب تؤدي إلى فشل المشروع، كذلك عدم القدرة على التحكم بالتكاليف، أي الإدارة السيئة ونفاذ السيولة وضعف التخطيط.

التخطيط

  من جانبه مروان عادل (خبير مشاريع) يرى أن من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى عرقلة المشاريع الصغيرة هي عدم وضوح فكرة المشروع لدى ربِّ العمل ونقص المعلومات، وقلة الخبرة وعدم الإدارة الجيدة التي قد تؤدي إلى عرقلة أو اختفاء المشروع تمامًا وعدم بروزه على الوجه المطلوب.

في السياق نفسه أوضح معاذ الجبل (مختص المشاريع) أنه لابد أن يكون هناك تخطيط مسبق للمشروع من قبل مختصين وتقييم الأداء مقارنة بالخطة، وأنه لابد من تعيين موظفين مؤهلين لإخراج العمل بالكفاية المطلوبة، وخلق علاقات ناجحة تسهم في انتشار المشروع بسلاسة.

   ويوكِّد الجبل أنه من المهم إدارة المخاطر بعناية تامة، ومن ثمَّ التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، مشيرًا إلى أنه ما أن يتوفر التخطيط والإدارة الجيدة التي تمكن المشاريع الصغيرة من النهوض والمنافسة سيساعد ذلك على حلِّ كثير من الأزمات التي من أهمها: توفير مصدر دخل لربِّ المشروع وللأيدي العاملة والمساعدة على الحدِّ من ظاهرتي الفقر والبطالة.

  كما يرى عبدالحميد الخضر (مختص التسويق) أن المشاريع الصغيرة قد تكون إنتاجيتها قليلة نسبيًّا، إلا أنها تعمل على الحدِّ من ظاهرتي الفقر والبطالة في البلاد عن طريق خلق فرص عمل في جميع المجالات وتوفير خدمات وسلع لكل شرائح المجتمع والإسهام في نشرها بكثرة لأنها تعدُّ مصدرًا من مصادر التجديد لدى العديد من الناس، كذلك تعمل على  الحدِّ من كثرة الطلبات على الوظائف الحكومية مما قد يساعد الحكومة أيضًا على التخلص من البطالة المتفشية في البلاد.

التمويل

  ومن الصعوبات التي تواجه تنفيذ المشاريع الصغيرة التمويلُ. أحمد مسعد (صحفي اقتصاد) يقول: إن الصعوبات متعددة وتتمثل في غياب مصادر التمويل خصوصًا بعد أن غادرت البلاد معظم تلك المصادر العربية والأجنبية، ولم يتبقَ سوى بعض الجهات التي تضع شروطًا شبه تعجيزيَّة لمنح أرباب المشاريع الصغيرة القروض التي يحتاجونها لمشاريعهم  وتحدِّد فترة زمنية قصيرة للسداد، كما تشترط ضمانات ــ مبالغ ماليةــ للموافقة على القرض، هذا لمن حالفهم الحظ في الحصول عليها ممن لديهم وساطات، ومن ليس لديهم وساطة فإن طلباتهم ترفض لعدم اكتمال الشروط أمَّا الطلبات الأخرى فتبقى حبيسة الأدراج.

  ويرى مسعد أن الحلول لهذه المعضلة تتمثل في إيجاد توجه رسمي جاد للدولة للبحث عن مصادر تمويل إضافية ووضع رقابة إشرافية على عمليات منح تلك القروض مع تقديم التسهيلات اللازمة لأرباب تلك المشاريع الصغيرة ومتابعتها لمعرفة مدى نجاحها لضمان ديمومتها وتصويب ما تعثر منها، موكِّدًا أنه بهذه الطريقة يَضمن وصول القروض إلى مستحقيها الجادين في تطوير مشاريعهم، وفي الوقت نفسه ينبغي محاربة الفساد والمحسوبية في أروقة مصادر التمويل وصولًا إلى تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية .

باختصار

 يُلخص عدنان العبسي (استشاري المشاريع) الخطط اللازمة لإنجاز المشروع التي تتمثل في الخطة الفنية المعتمدة على: الدراسة السوقية و الدراسة الفنية والدراسة المالية  وخطة التمويل والمؤشرات المالية. كما يوكِّد العبسي أن المشاريع الإنتاجية التي تمتاز بأفكار جديدة والمشاريع الخدمية التي تعتمد على البرمجيات مثل: المواقع والمنصات وغيرها تكون ناجحة في المرحلة الحالية والمستقبلية.

   موضِّحًا أن المشاريع الصغيرة في حال نجاحها واستدامتها ستعمل على تحسين دخل الأسرة وإبعادها عن شبح الفقر والبطالة، وزيادة الدخل، وسينعكس ذلك على إنعاش الأسرة وتحقيق إمكانية حصولها على خدمات الصحة والتعليم وغيرها، وستكون مؤثرة في دخل الدولة وتحسين خدماتها عن طريق شرائها لتلك الخدمات ودفع الضرائب.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

56% يؤكدون أن المشاريع الصغيرة تُساهم في مكافحة الفقر والبطالة

صوت الأمل – رجاءمكرد بيَنت نتائج إستطلاع إلكتروني أجرته صحيفة “صوت الأمل” التا…