‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة البطالة في اليمن الشباب اليمني، ثروة مهدورة في كهف البطالة

الشباب اليمني، ثروة مهدورة في كهف البطالة

صوت الأمل – رجاء مكرد

لم تكن مشكلة البطالة وليدة اللحظة أو نتيجة ظروف معينة فُرضت في السنوات الأخيرة، بل هي مشكلة مزمنة رافقت المجتمع اليمني – لا سيما فئة الشباب- منذ عقود من الزمن، وبقيت هذه المشكلة في برامج الحكومات السابقة واللاحقة تتوارثها الأدراج والحقائب الوزارية.

“مشكلة البطالة مستمرة وترافقنا منذُ التخرج من الجامعة، حاولنا التقديم في أكثر من جهة متوافقة مع تخصصاتنا، لكن الخبرة كانت العائق الذي حال بيننا وبين الحصول على فرص عمل، وأصبحنا مخيرين بين الرضا بأعمال أخرى غير متوافقة مع تخصصاتنا وبين أن ننتهج طريق عمل مشروع خاص؛ وهذا يحتاج حرفة وتمويلاً جيداً في الغالب. يقضي الشاب من أربع إلى خمس سنوات باحثًا عن عمل أو خبرة”، هذا ما قالته (أحلام الريامي) الحاصلة على بكالوريوس هندسة مدنية.

   من جانبه يشير (أحمد مني) -مهندس حاسوب- إلى أنه بالرغم من أن تخصص حاسوب-شبكات ونُظم معلومات مطلوب حاليًا في أغلب المنظمات والمؤسسات، فإن الخريج من الجامعة أو المعهد لا يستطيع الخوض في سوق العمل دون الخبرة، ودراسة دورات بمعاهد كبرى كتقوية، إذ إن بعض المهارات على الحاسب الآلي تتطلب التقوية والتدريب في معاهد.

بالإضافة لما تعانيه اليمن من تدهور في البنية التحتية بسبب الصراع وضُعف الاقتصاد اليمني، فالشباب الذين يمثلون أكبر القوى العاملة في المجتمع كانوا من أكثر المتضررين، وتختلف الأضرار بين نفسية واجتماعية ووظيفية، وكان تفشي البطالة الكارثة الأكبر لأن أثرها يشمل الأسرة والمجتمع بشكل عام.

فالبطالة مشكلة تسببت في حدوث مشاكل أسرية فاقمت من العُنف داخل الأسرة، وأثارت الخلافات، وتسببت بحالات عُنف كثيرة، سواء بين الزوج وزوجته أو من الأب تجاه أطفاله، إذ إن ازدياد القلق والتوتر يولد العُنف، وفقًا لـلأخصائية الاجتماعية (نفيسة الجُنيد).

البطالة معضلة البلد

  (أمل معجم) –موظفة في وزارة حقوق الإنسان- تقول إن هناك العديد من الآثار السلبية التي تخلفها البطالة، منها ارتكاب الجرائم والسرقة، وخيبة الأمل والعزلة والاكتئاب عند الشباب، والتسبب في شعورهم بالضياع وإصابتهم بمشاكل نفسية، والعاطل عندما يشعر بالضياع واليأس يكون عرضة لزيادة ارتكاب الجرائم.

 (هناء علي) –مواطنة- توضح أن للبطالة آثراً سلبياً؛ فهي تسبب ضغوطاً نفسيةً كبيرةً على الشباب في المجتمعات إذ يكون همهم العمل والإنتاج باعتبارهم جيل القوة والمهارة والإبداع؛ لذلك يحرصون على إبراز شخصياتهم في المجتمع، وتوجد فئة كبيرة منهم لا تعمل وتعاني من البطالة بسبب نقص التأهيل وقلة توفر الخبرات وضعف مستويات التعليم، أو بسبب قلة الاختيار الصحيح للتخصصات وعدم القناعة بالراتب.

وتشير (ندى العفوري) – ناشطة حقوقية- إلى أن البطالة كانت ولا تزال أحد أسباب الهجرة، وتُحمّل الشبابَ تبعات الهجرة، سواء من معاناة السفر أو الابتعاد عن الأهل، كما أن البطالة سبب للفقر ومعاناة أرباب الأسر من مشاكل نفسية أدى بعضها إلى الانتحار وأخرى إلى القتل، وفي الواقع قصص عن قتل أب لأطفاله أو عن انتحاره لأنه لم يستطع توفير لقمة العيش.

وتضيف (العفوري): “مشكلة البطالة تفاقمت خصوصًا مع ظروف الصراع، وعزوف كثيرين من الموظفين عن الوظائف الحكومية بسبب عدم صرف الرواتب أو صرف نصفها. البطالة مرض خطير جدًا، فتبعاته لا تؤثر على الشخص العاطل فقط، بل وعلى أسرته، والمجتمع برمته.

وفقًا لاستطلاع إلكتروني أجرته مؤسسة يمن انفورميشن سنتر للبحوث والإعلام، في منتصف شهر يونيو  2021 حول أسباب انتشار البطالة في اليمن، رجحت آراء المُستطلَعين أن 14.7% بسبب استمرار الصراع، 2.8% التسرب من التعليم، 7.3% الأزمة الاقتصادية، 1.8% أسباب أخرى، 73.4% كل ما سبق.

مخرجات التعليم والبطالة

(محمد نصر) – ناشط اجتماعي – يوضح أن البطالة عند الشباب تكون لأسباب، منها ضعف الهمة لدى الشباب للعمل، عدم وجود خطة للمستقبل والسعي لتحقيقها، ترفيه بعض أولياء الأمور، قلة الأعمال بسبب الوضع والظروف التي تمر بها البلاد، انتشار الآلات التي قد تحل مكان الكثير من العمال، كثرة العدد السكاني من فئة الشباب مع قلة السفر لخارج البلد.

ويضيف (نصر) أن الحل يكون في أن تتضافر وتتكاتف عدة جهات، فكل جهة لها علاقة بالأخرى، ومن هذه الجهات المسؤولة: صُناع القرار وأولياء الأمور، الإعلام ودوره في تحفيز الشباب للعمل، المربون والمرشدون والوعاظ والخطباء، كأن يتم فتح معاهد تقنية وحرفية وتوظيف الشباب فيها، وتشجيع الاستثمار ودعم المشاريع الخاصة لذوي الدخل المحدود.

(شريان محمد) – أستاذة ريادة وإدارة الأعمال بجامعة الحديدة – تقول إن الحل لمشكلة البطالة لا بُد أن يكون من الدولة، من خلال اهتمامها بفئة الشباب، واستيعاب نشاطاتهم عن طريق عمل المشاريع، وتطوير التعليم بحيث تكون المخرجات متوافقة مع متطلبات سوق العمل.

وتضيف (محمد) أن تشجيع الاستثمار داخل أي بلد يساهم في توفير فرص عمل للشباب، كما أن التعاون مع القطاع الخاص مهم ويمكن أن يُساهم في حل مشكلة البطالة، وأن الاهتمام بالمبادرات الشبابية سيُساهم في تنمية قدرات الشباب وتطوير مهاراتهم.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

في استطلاع رأي: 73% يؤكدون: الأوضاع الراهنة ساهمت في انتشار البطالة باليمن

   أظهرت نتائج استطلاع الرأي العام التي نُفذت من قبل وحدة المعلومات والاستطلاع ا…