‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الصحة في اليمن 360.000 طفل يمني مُعرضون للوفاة؛ بسب سوء التغذية الحاد الوخيم

360.000 طفل يمني مُعرضون للوفاة؛ بسب سوء التغذية الحاد الوخيم

صوت الأمل – رجاء مكرد

رغم صغر سنها – لا تتجاوز سبعة أشهر- تُصارع الجوع والمرض.. تعاني (رفيف) من سوء تغذية، ومرض في القلب.. ترقد هي وآلامها على ذاك الفرش الأزرق، ولا تستطيع البوح بآلامها ولا والتعبير عنها إلا بوسيلة واحدة هي (البكاء).

الظروف الاقتصادية الصعبة لأسرتها.. حالت دون إسعافها وتوفير العلاج اللّازم لها.. مرت خمس سنوات على نزوح أُسرة (رفيف الريمي) من محافظة الحديدة إلى مديرية عبس في حجة.

(زينب عمر) التي تعاني فصام الشخصية؛ بسبب صدمات نفسية، فقدت سبعة من إخوتها، وحاليًّا لديها تسعة أطفال، يعانون جميعهم الأنيميا وسوء التغذية..

في (حرَض) تسعة أطفال إخوة، جميعهم مصابون بأنيميا وسوء تغذية.. يُعاني أبوهم من سِل رئوي، وأمهم مصابة بفصام الشخصية.

في الآونة الأخيرة، انتشر كثيرًا امراض سوء التغذية، الذي يعني: ألا يحصل الجسم على المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها، أو حتى على جزء منها.. وقد يحدث المرض؛ نتيجة سوء امتصاص الجسم للمواد الغذائية، والعناصر المهمة في الغذاء..

يُعتبر سوء التغذية (ظاهرة) في الدول (النامية) نتيجة الجوع ونقص الغذاء.. ويصيب جميع الفئات: الشباب، المسنين، النساء الحوامل والمرضعات.. كما يصيب الأطفال ويسبب لهم مضاعفات مستقبلية.

وحول عدد الأطفال – الذين يعانون من سوء تغذية في اليمن، والمناطق التي تزداد حالات سوء التغذية فيها – التقت (صوت الأمل) (بالدكتور عبد الكريم ناصر: الجهاز المركزي للإحصاء) الذي وافى الصحيفة بآخر مستجدات المسح الميداني، والذي خلص الى القول ان سوء التغذية في اليمن يعتبر واحدًا من أعلى المعدلات في العالم، وانه أصبح خطرًا داهمًا يحاصر ملايين الأطفال والأمهات، ويشكل تهديدًا على مستقبل التنمية البشرية والاقتصادية.. إذ – وفقًا لوثيقة نظرة على الاحتياجات الإنسانية 2019 الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء – يحتاج حوالي (7.4 سبعة ملايين وأربعمئة ألف شخص) إلى خدمات لعلاج سوء التغذية الحاد: منهم (مليونا طفل) دون سن الخامسة، و (1.14 مليون ومئة وأربعة عشر ألفا) نساء حوامل ومرضعات.

كما يقول الدكتور عبد الكريم: أنه استنادًا إلى نتائج مسوحات سمارت smart – التي أجريت نهاية عام 2018 في (15 خمس عشرة محافظة) ونتائج مسح عام 2017 للسبع المحافظات المتبقية – تم تصنيف حالة (سوء التغذية) في اليمن على أنها (حادة أو حرجة) في حوالي 44% من أصل ( 33ثلاث وثلاثين مديرية) في البلاد: العدد الأكبر من المديريات – التي تجاوزت عتبة  الطوارئ – تقع في محافظات: الحديدة وتعز وحجة.

كما يوضح الدكتور ناصر- في نفس ملخص الاحصائيات – أنه خلال عامين متتاليين 2017 و2018 ظلت خمس محافظات هي: الحديدة، لحج، تعز، عدن، حضرموت.. مصنفة عند مستويات (حرجة) من معدلات انتشار سوء التغذية الحاد متجاوزة عتبة الطوارئ لمنظمة الصحة العالمية بـ 15%.. ويؤثر سوء التغذية سلبًا على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية، وبالتالي إنتاجيتهم ودخلهم المستقبلي… كما يبلغ احتمال موت الأطفال – الذين يعانون من سوء التغذية – ثلاثة أمثال احتمال موت أقرانهم الأصحاء، وأما الأطفال – الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم – فإن عددهم هو (360.000 ثلاثمئة وستون ألفا) وهم أكثر عرضة للوفاة – من أقرانهم – بتسع مرات.

الأسباب

في (مديرية عبس بـ حجة) – التي تحوي عددًا من مخيمات النازحين، أغلب المناطق التي نزحوا منها، صُنفت بأكثر المحافظات التي يوجد فيها حالات سوء تغذية مثل الحديدة – التقت (صوت الأمل) بمسؤول التغذية الدكتور/ عبد العزيز الرباعي الذي قال: ثمة أسباب كثيرة أدت لحدوث سوء تغذية للأطفال منه: الصراع- قلة الغذاء- وانتشار الأمراض والأوبئة. مؤكدًا أنه – في حال وُجدت الرعاية الصحية للأم – فإن الطفل سيكون سليمًا؛ ذلك أن سوء التغذية يمكن أن يحدث من البداية بالذات للأطفال (الخُدّج) ويمكن أن تظهر أعراض سوء التغذية على الطفل بعد تسعة أشهر، ويكون السبب الأم؛ لأنها لم تتغذَّ جيدًا..

الأعراض

يؤكد الدكتور الرباعي، على نقطة تعتبر – حد قوله – في غاية الأهمية، وهي: سبب عدم وصول الطفل إلى المرافق الصحية؟! وهو يفسر ذلك: بعدم وعي المجتمع بسوء التغذية، وأعراضه.. وهي: بحدوث هُزال للطفل، كما إن الناظر لبطن الطفل، يجد شكلها جلدًا على عظم، ويلاحظ ترهلات في الجلد.. وكذلك تبدو الأعراض حتى على وجه الطفل.

الحلول

يؤكد الدكتور الرباعي على أن (التوعية) أهم من العلاج؛ لإنه من الممكن – حتى بعد علاج الطفل من سوء التغذية – أن تحصل له (انتكاسة: عودة المرض) والتوعية تكون (بالدرجة الأولى) للأم حول: الأمراض الوبائية وضرورة نظافة الطفل.. مطالبًا بضرورة إعادة تشغيل (مشروع منظمة اليونسيف Unicef) الذي كانت قد بدأته عام 2018-2019  ثمّ توقف..

لقد كان المشروع – والكلام ما زال للدكتور الرباعي – يُسهم في نقل الأطفال – الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، مع مضاعفات – من مناطق الضرر، إلى المرافق الصحية: قسم الرقود.. وكان يوفر للطفل مواصلات وبدل معيشة لمرافق الطفل (الأب أو الأم) إلى أن يتحسن الطفل ويعود للبيت.

ويوضح المشروع توقف مع بداية 2020 وحاليًّا – في منطقة عبس بحجة – توجد أكثر من (90تسعين حالة) إذا لم يتم متابعتها – في الوقت المناسب – فإن احتمال وفاتها وارد وبقوة.

 ويواصل الدكتور الرباعي: المشروع كان لهُ دور فعّال.. خاصة أن أغلب مديريات اليمن، لا يوجد فيها (مرافق صحية: قسم رقود) للذين يعانون من سوء تغذية حاد وخيم مع مضاعفات.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

الوضع الصحي في اليمن… إلى أين؟

صوت الأمل – علياء محمد رغم التطور في البنية التحتية للقطاع الصحي في اليمن، الا ان النظام ا…