‫الرئيسية‬ الاقتصادية القات في رحلة حول العالم

القات في رحلة حول العالم

صوت الأمل – علياء محمد

يفتقد اليمنيون في بلدان الغربة الكثير من عاداتهم الاجتماعيَّة التي كانوا يمارسوها بأريحية في اليمن، ومن هذه العادات التي تحظى بقبول مجتمعي كبير، عادة مضغ القات، فبسبب القوانين التي تحضر بيع وحيازة القات في بعض البلدان، يبحث بعض اليمنيين عن طرق مختلفة تُمكنهم من الحصول على شجرة القات، والتي تتواجد في عدد من دول العالم، أبرزها الدول الأفريقية، والتي يُهرَّب منها القات بعد تجفيف أوراقه  وطحنها، وتعبئتها  في أكياس البن والشاي، وتصل هذه الأكياس  إلى الدول الأوربية والآسيوية مع المسافرين العاديين أو مع المهربين.

قوانين القات في العالم  

وباستثناء اليمن، يُعدُّ مضغ وبيع وحيازة القات في الدول الآسيوية والعربية والأوروبية غير قانوني، ويُعاقب عليه الشخص بالسجن والغرامة، ففي سبتمبر الفائت، أحبط المطار المصري عملية تهريب تسعة كيلوجرام من القات، كانت بحوزة شاب وشابة يمنيين، مخبأة داخل جيوب سرية في حقائبهما.

كما أصدرت الصين قرارا بمنع دخول القات، وصنفته من المواد الممنوع تعاطيها أو حيازتها، بعد أن كان ذلك قانونيًّاً، كما يُعاقب من يُضبط وبحوزته القات بالهند بالسجن مدة  عشر سنوات، أما في القارة الأفريقية،  فإن القات يُعدُّ قانونيًّا، كون الكثير من بلدان أفريقيا تزرع القات، وبالنسبة للقارة الأوروبية، فإنها  تصنف القات ضمن الممنوعات، وهو غير قانوني، ففي عام 2010 اعترضت الشرطة الايسلندية عملية تهريب للقات، كانت  في طريقها  إلى كندا، وفي مايو في من العام 2011 اُحبطت عملية تهريب لحوالي 60 كيلو جراما من القات، وفي العام 2014 ضبطت الشرطة الروسية طالبا يمنيا وبحوزته كمية من القات، وحُكم عليه بالسجن لمدة خمسه وعشرين عاماً.

وفي تركيا يُصنف القات بأنه مادة مخدرة، وقد أحبطت في تركيا تسع عمليات تهريب للقات في مطار إسطنبول، كانت قادمة من شرق أفريقيا، وشبة الجزيرة العربية، وآخر عملية ضبطتها الجمارك قدرت بـ 208 كيلو كانت ضمن شحنة شاي المورينغا القادمة من نيجيريا إلى جمهورية التشيك.

وقد أصدرت بريطانيا في العام2014، قراراً بمنع دخول عشبة القات، بعد أن كانت البوابة الأوربية التي يصدر إليها القات، حيث كان يستورد ما يقارب 2560 طناً من القات سنوياً إلى بريطانيا، ويجلب ما يقارب 2.8 مليون جنية من الضرائب.

يقول محمد الجلال، أكاديمي يمني في بريطانيا: إن “منع القات في بريطانيا ليس لأنه مادة مخدره، فهناك أبحاث لم تثبت صدق هذا الادعاء، وإنما صنف القات ضمن المنشطات، ولم يصدر القرار الَّا نتيجة ضغط بعض المنظمات المعنية بحقوق المرأة الصومالية، والتي رفعت شكاوى لنساء على أزواجهن بسبب قضائهم وقتا طويلا في التخزين، وصرفهم المساعدات الحكومية لشراء القات، وفي الوقت الراهن، مازال القات يباع داخل بريطانيا سراً، رغم سن قانون الحبس عامين لمتعاطيه و14 عاماً لمن يتاجر به.

 تهريب القات

في شهر يوليو من العام الجاري أحبط مطار عدن عملية تهريب 30 كيلو جراماً من القات المطحون الذي تمت تعبئته في عبوات للشاي والبن والحناء، وهي الطريقة التي يتم بها تهريب القات إلى عدد من دول العالم.

ويحكي أحمد الصرمي- من محافظة تعز- عن معاناته في توصيل القات إلى أحد أقاربه في الصين من أول مراحل قطف أوراق القات، وتعريضها للشمس عدة أيام، ومن ثم طحنها وتعبئتها في أكياس خاصة لمصانع الشاي والبن اليمني أو البهارات أو تغليفه على أنه نوع من الحناء.. ويضيف أن القات يصل إلى أوروبا والصين من الحبشة والصومال ويتم تصديره عبر الـ (دي اتش ال) ويتم تعبئته وحفظه بشكل خاص عبر” قصدير” وتغليفه بشكل “رُبَط” حزم صغيرة.

وعن ذلك يقول أبو الخطاب طارق حمود، المقيم في ولاية ديترويت بأمريكا إن القات يتواجد بالشكل المجفف، فيما يُباع القات الذي يأتي من جيبوتي بالسر، ويُشحن على أنه شاي أو حناء أو بهارات”.

ويضيف ان القات يأتي على هيئة ورق من إسرائيل وكاليفورنيا، نظراً لوجود يمنيين يعيشون هناك، ويقومون بزراعة القات في أحواش منازلهم”.

أما في مصر، فإن القات يُصنَّف على أنه من الممنوعات، ويعاقب حامله بالسجن. يقول محمد الفقيه- يمني مقيم في مصر، إن القات يتواجد ويباع بالسر في مصر، وأكثر من يجلبه الأثيوبيون ويشتريه منهم اليمنيون ويُباع القات في بعض المطاعم اليمنية ولكن بسرية تامة”.

في السياق نفسه، يقول فارس شمسان- منتج تلفزيوني يمني، مقيم في سويسرا، إن القات يأتي إلى دول أوروبا من الدول الأفريقية مثل كينيا والحبشة. ويضيف: “هناك عدد من اليمنين في الدول الأوروبية يمضغون القات الذي يأتي على شكل بودرة مطحونة في علب بلاستيكية”.

أسعار القات  

تصل أسعار القات المهرب إلى السعودية ما بين 200 إلى 500 ريال سعودي للحزمة الواحدة، إي ما يقارب ثمانين ألف ريال يمني، وهو ثمن باهض يدفعه المهاجر اليمني والمواطن السعودي، مقابل أعواد القات المهرب، ويقول أحمد الزوري- يمني يعمل في السعودية: “إن هناك اقبالاً واسعاً من اليمنيين والسعوديين على شراء القات، وعلى الرغم من ارتفاع سعر القات، إلا أن البعض في السعودية قد يخزِّن بشكل أسبوعي، نظراً لسهولة الحصول عليه عن طريق الاتصال ببائعي القات في اليمن”.

وفي الكويت، تصل أسعار عبوة القات المطحون إلى ما يقارب المائة دولار، ووفقا لما ذكره علاو الشاجع- يمني مقيم في الكويت فإن “المبالغ التي يهدرها المقيم اليمني في شراء القات المطحون، تقارب الستين ألف ريال يمني، وهو مبلغ كبير بالنسبة للراتب الذي يتقاضاه المقيم”.

ويقول زايد أحمد- يمني مقيم في قطر: “إن سعر القات في قطر يصل إلى 500 ريال قطري، أي ما يقارب الثمانين ألف ريال يمني، وهناك العديد من الأشخاص يقبلون على شرائه”.. ويضف زايد أن “شجرة القات ستظل تلاحقنا إلى البلدان التي غادرنا إليها، طالما أن اليمني لا يستطيع التخلي عن تعاطيها”.

‫شاهد أيضًا‬

تنوع تراث الطهي.. عامل اقتصادي مهمّ وتراث حضاري ينبغي الحفاظ عليه

صوت الأمل – (حنان حسين – أحمد باجعيم)  يتميز التراث الحضاري العريق للمطبخ اليمن…