‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة النازحين في اليمن بسبب ظروف النّزوح والصّراع 30% – 40% من النازحات في حجة يعانين من اضطرابات نفسيَّة

بسبب ظروف النّزوح والصّراع 30% – 40% من النازحات في حجة يعانين من اضطرابات نفسيَّة

“أثرت الظروف القاسية للنزوح على الحالة النفسية للنازحين والنازحات بشكل عام في اليمن، وفي محافظة حجة  ذكر مركز النازحين أن هناك 200 نازحة يعانين من اضطرابات نفسيَّة بسبب الحرب، إلَّا أن عددًا من النازحات استطعن مواجهة الضغوط النفسيَّة  والاجتماعية  والظروف المعيشية الصعبة التي تعرّضن لها بسبب النزوح.  وذلك بفضل  الجهود المُجتمعيَّة والمؤسسية والمنظمات الدوليَّة التي ساهمت في مساعدتهن على تجاوز هذه الظروف. وبعد تماثلهن للشفاء من المرض، اتجهن إلى العمل بمهن حرفيَّة تُمكّنهن من إعالة أنفسهن وأسرهن. صحيفة “صوت الأمل”  التقت الاختصاصية النفسيَّة خولة مطهر، التي تعمل في المركز المجتمعي “روابي النهضة التنموية” لشؤون اللاجئين في حجة، وأجرت معها الحوار التالي:

  كيف يؤثر النزوح على نفسيَّة النازحة؟

  • إنَّ تهدم بعض منازل النازحات وتلف الأثاث المنزلي وتردّي الأوضاع الاقتصادية ووفاة جيران وأصدقاء والانتقال من مكان إلى آخر كلها عوامل جعلت المرأة النازحة لقمة يسيرة يمضغها المرض النفسي.

  كم عدد النازحات اللاتي يُعانين من آثار نفسيَّة بسبب النزوح في حجة؟

  • يوجد في حجة ما يزيد عن 200 حالة تُعاني اضطرابًا نفسيًّا، ونحو 30 – 40% حالة اضطراب عقلي، والحالات التي تُعاني من اضطراب عقلي يصعب علاجهن؛ لأن إعاقتهن ذهنية، بينما الحالات التي تُعاني من اضطراب نفسي يُمكننا تقديم الدعم النفسي اللازم لهن.

 هذا بالإضافة إلى أن الاستجابة للدعم تتباين من مريضة إلى أخرى، فأحيانًا تكون بطيئة وأخرى متوسطة الاستجابة.

  كيف يتم تقديم الدعم النفسي للنازحة؟

  • في حال كانت النازحة تعاني من اضطراب نفسي، يجري دعمها نفسيًّا بـ الجلوس معها وتحديد المشكلة، ومن ثمّ وضع الحلول. ويختلف عدد الجلسات من مريضة لأخرى؛ فهناك حالات طارئة قد تستدعي طلب التدخل من اتحاد نساء اليمن أو أطباء بلا حدود أو برنامج التمكين الاقتصادي أو “كاش خدمات” لمتابعة الحالة، والتواصل مع الطبيب المختص. وفي حالة أن المريضة تحتاج علاجًا خارجيًّا يتم تقديم طلب بالـ”إيميل”، وطلب رسوم سفر وبدل سفر.

  ما مدى استجابة النازحة للدعم النفسي؟

  • تختلف الاستجابة للدعم النفسي من حالة لأخرى، هناك استجابة متوسطة وأخرى بطيئة الاستجابة.

 هل هناك حالات نفسيَّة تماثلت للشفاء؟

  • النازحة سمر الصايغ، 18عامًا، كان لديها مخاوف وقلق نفسي وضيق وأرق، وبدأت تصرّفاتها تنعكس سلبًا على أمها، إذ كانت  في أغلب الأوقات تمُر بحالات نفسيَّة وعصبيَّة تدفعها لرفض التعاون مع أُمها، فلم تتجاوب سمر مع الجلسات التي كانت تحضرها مع الاختصاصيَّة النفسيَّة في مؤسسة “روابي”، لكن حالتها بدأت بالاستقرار بعد استقبالها في اتحاد نساء اليمن.

أما عهود علي أرملة، نازحة من الحديدة، فقد عانت من مرض الاكتئاب النفسي، وحولتها الاختصاصيَّة النفسيَّة خولة مطهر إلى مؤسسة “بست فيوتشر” للتمكين الاقتصادي، ومن هناك حصلت على الدعم الذي  كان عبارة عن  ملابس وأدوات تجميل قُدمت لها؛ من أجل مساعدتها في الحصول على عمل يمكّنها من إعالة  أطفالها، كما هو واضح في الصورة.

أما الخالة “فاطمة شبكة” فقد تحسن وضعها النفسي والمادي، وأصبحت  قادرة على صُنع البخور، بعد أن كانت بلا مأوى ولا عائل، وتُعاني من الحزن والضغط والسكر، حيث تم رفع بها كحالة طارئة وإحالتها إلى منظمة “أدرى”، التي صرفت لها علاجاً  للضغط والسكر. أما بقية المبلغ  فقد استفادت منه لاحقًا في تصنيع البخور.

أما حليمة فقد كانت تعاني من حالة نادرة تسمى “الفصام الخشبي”، وهو ناتج عن تراكمات وضغوط نفسيّة واكتئاب تؤدي لاحقًا إلى حالة من الفصام، فلم تكن حليمة تعي تصرفاتها أو العالم من حولها، فقمنا بمساعدتها وإحالتها للاتحاد، ومن هُناك تمت متابعة حالتها ووفّرت لها مديرة الاتحاد بدل سفر  الأمر، الذي انعكس إيجاباً على صحتها، وتحسَّنت.

  كم عدد النازحات اللاتي تعافين تماماً من خلال الدعم النفسي؟

  • هناك 50 حالة نفسيَّة تعافت تمامًا من أصل 200 حالة اضطراب نفسي للنازحات.
  • ماذا عن أطفال النازحات الذين يعانون حالات نفسيَّة؟
  • هناك عدة نشاطات تختص بالدعم النفسي للأطفال، منها:
  • الترويح عن الأطفال من خلال الرحلات.
  • نشاط نفخ البالون، دعم نفسي.
  •  إرشاد قيمي من خلال القصّة.

 ولأن الأطفال يحبّون الحلويات، فقد قُمت وبجهد شخصي بتجهيز بوفية متواضعة، وفّرت فيها   “البوالين” و”الفشار” والعصير… الخ.

   ما الخدمات التي تقدّمونها للحالات التي تعافت من الاضطراب النفسي للحول دون تعرّضهن للاضطراب النفسي مُجددًا؟

  • نقوم بتدريب جزء من القطاع النسوي للنازحات في حجة، حول السلامة الصحيَّة والمهنيَّة، بالإضافة إلى: الخياطة والمهارات الحياتية وتوفير الأدوات التي تلزمهن لمزاولة المهن، كما نقوم بشراء المنتج منهن فيما بعد.  أما بقيّة النساء اللواتي مازلن يُعانين من ضغوطات نفسيَّة، فإننا نقوم بمتابعة حالتهن عبر الطبيب المختص أو الجهة التي تتولى رعاية الحالة.

‫شاهد أيضًا‬

المرأة اليمنية والطهي.. قَدَرٌ منذ الولادة أم مجرد مهارة؟

صوت الأمل – حنين الوحش في مجتمع غلب عليه طابع الحكم على أساس الموروثات والعادات والتقاليد …